مرايا – قال الرئيس التنفيذي ومدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور ان اللقاحات التي تم اجازتها أثبتت نجاعتها خارج نطاق التجارب السريرية، وبنسب غير مسبوقة، لاعتمادها على تقنيات مختلفة لأداء نفس الغرض ، مؤكدا انها أداة للوقاية والتحصين والحدّ من نسب الإصابة والوفاة بفيروس كورونا.
وأوضح خلال محاضرة، عبر تطبيق زوم، بالتعاون مع مبادرة جدارا، بعنوان: ” لقاح كورونا وما يجب عليكم معرفته؟”، آلية عمل لقاح كوفيد 19 والشبهات التي تدور حوله، والآثار الجانبية للمطعوم، مبينا ان كل لقاحات كورونا التي انتجت حتى الآن تقوم آلية عملها على مبدأ خداع الجهاز المناعي، وإيهامه بأنه يتعامل مع عدو خطر، ما يؤدي إلى تولد استجابة مناعية لديه يمكن أن تنشط في حال تعرض الإنسان للإصابة بفيروس كورونا.
وحتى نحقق المناعة المجتمعية لحين اكتشاف الدواء لهذا الفيروس، اكد منصور انه لا بد من تطعيم نسبة كبيرة من المواطنين لا تقل عن 75 بالمئة، الا ان الشبهات والأقاويل التي تثار حول هذه اللقاحات خلقت نوعاً من الخوف والتردد والشك وعدم تقبله.
وحول لقاح أسترازينيكا، بيّن الدكتور منصور بأنه يعتمد على الناقل الفيروسي (فيروس غدي ينتشر بين الشمبانزي)، حيث يستخدم فيروسات معدلة جينياً لإيصال الشحنات الجينية التي تعمل على تصنيع بروتين (المسمى بالبروتين الشائك) داخل الخلايا واعطائها تعليمات حول كيفية محاربة الفيروس. فيما يعتمد لقاحا فايزر وموديرنا على ناقل الحمض النووي الرايبوزي الذي يحتوي على التعليمات الجينية لصنع بروتين كوفيد 19، البروتين الشائك وعندما تبدأ الخلية بصنع جزء من هذا البروتين، يبدأ الجهاز المناعي بالتعرّف عليه ويبدأ بتشكيل الأجسام المضادة. وأكد أن هذه اللقاحات تمر بعدة مراحل حتى تجاز ويلقّح بها البشر، فالفكرة تطبق في المختبر على الحيوان بداية، وتجرى عليها دراسات، ثم يقوم العلماء بإجراء المزيد من التجارب المخبرية قبل الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر، مبينا انه بعد التأكد من جودة التجارب المخبرية يتم التقدم إلى مؤسسة الغذاء والدواء التي تدرس جميع الأوراق ونتائج التجارب المخبرية ، حيث يتم تقييمه من قبل خبير الجودة والسلامة، وكذلك تقيّيم طريقة التصنيع، ثم ننتقل إلى التجارب السريرية على البشر.
واوضح ان هذه اللقاحات تمر بثلاث مراحل: تجريب المنتج على عدد قليل يتراوح ما بين 20 الى 100 متطوع، لملاحظة حدوث أي آثار جانبية، كما تعطينا فكرة عن كيفية عمل المطعوم لتكوين المناعة وبعد التأكد من سلامة المطعوم ننتقل إلى المرحلة التي يجرب فيها المطعوم على عدد أكبر من اثنيات مختلفة وأوضاع صحية مختلفة، حيث تجرّب عدد مختلف من الجرعات ويتم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين، وفي هذه المرحلة نحصل على معلومات حول سلامة المطعوم وقدرته على تكوين المناعة.
أما المرحلة التي تليها فيجرّب المطعوم على آلاف المتطوعين للتأكد من كفاءته، ومراقبة الأعراض الجانبية، وأخيراً متابعة كفاءة الدواء والآثار الجانبية له بعد استخدامه في العالم الحقيقي على ملايين من البشر.
وأشار منصور إلى أن وجود ردود فعل تحدث عند تلقي اللقاح ومنها ما هو شائع وغير شائع وأعراض أخرى نادرة، فمن الآثار الشائعة التي قد يعاني منها الشخص الذي تلقى اللقاح، حدوث ألم واحمرار بمكان الحقن، وحرارة زائدة او سخونة وقشعريرة، والشعور بالتعب والضعف العام، والشكوى من الألم المفصلي والعضلي، والإحساس بالغثيان والقيء وحدوث الإسهال، أما غير الشائعة فقد تشمل فرط في التعرق وفقدان للشهية، وحكة وظهور طفح جلدي، والشعور بالدوار والنعاس، أما من الأعراض النادرة التي سجلت: حدوث الحساسية المفرطة. –(بترا)