مرايا – مندوبا عن جلالة الملك، افتتح وزير الثقافة علي العايد، اليوم الثلاثاء، في الوسط القديم للعاصمة عمان، مكتبة خزانة الجاحظ التي أعيد تأهيلها وتحديثها بدعم من جامعة الزيتونة الأردنية.
وتعد المكتبة الواقعة أمام البريد الأردني بداية شارع بسمان، من أقدم المكتبات في العاصمة عمان، إذ تعرضت في عام 2018 إلى حريق اتى على عدد كبير من الكتب والمخطوطات التي يتراوح عمرها بين 100 و 150 عاما، إضافة إلى الكتب النادرة، وبعد هذه الحادثة بأشهر توفي صاحبها هشام المعايطة الذي ورث المكتبة عن أبيه الذي يعد من أبرز الوراقين في الأردن، إثر حادث سير.
وقال العايد في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) لدى افتتاح المكتبة، إن مكتبة الجاحظ تشكل رمزا من رموز عمان الثقافية وتسهم بشكل مباشر في حركة التنوير والثقافة من خلال موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط قلب عمان، ومن خلال تاريخها الذي يمتد لأكثر من 100 عام، وهي بذلك شاهد مهم من شواهد الحركة الثقافية ورموزها.
وأضاف، “أننا نستذكر جميعا موقف جلالة الملك عبدالله الثاني مع هذا المعلم الثقافي قبل سنوات عندما تعرضت هذه المكتبة للحريق الذي اتى على بعض مقتنياتها من أمهات وعيون الكتب، وهذا يعطينا العزم ان نمضي قدما مهما كانت الظروف، لأننا ندرك جميعا أهمية المكتبة في حياة الناس، وحياة المثقف والباحث والطالب على مقعد الدراسة، لذلك نحن اليوم هنا لنؤكد جذرية المكتبة في المشهد الإبداعي”.
وأشار العايد إلى أننا اليوم نعيد من خلال هذا اللقاء الألق لهذا الصرح الثقافي والتنويري المهم الذي ينطلق من خلال هذا التصميم الجديد المعبر عن الحيوية والنشاط والتجديد، وهو عنوان للتجديد الثقافي والإبداعي والدعوة لمزيد من الإبداع والتنوير.
وأعرب عن شكره للقطاع الخاص الذي يتبنى مشاريع ثقافية ويعيد لها حيوتيها وألقها، مثمنا لجامعة الزيتونة إسهامها في إعادة الحضور لهذا المعلم بما يتوافق وشكل عمان الحضاري الأنيق.
بدوره، قال رئيس جامعة الزيتونة الدكتور محمد المجالي، إن رسالة الجامعة لا تتوقف عند أداء دورها في موضوع التعليم والبحث العلمي، وانما تتعداه إلى خدمة المجتمع من خلال الكثير من المبادرات المجتمعية، ومنها الالتفات لهذا الصرح الثقافي والعلمي والإنساني الذي يتوسط العاصمة عمان ويقدم خدماته للثقافة والمثقفين.
من جهته، قال القائم على المكتبة شاهين المعايطة، إن مكتبة خزانة الجاحظ تجاوز عمرها 100 عام، وهذا مثبت بالأرواق الرسمية من بغداد وفلسطين والاردن، وبتسلسل زمني للكتب، معربا عن شكره وتقديره لجهود الجامعة، وأمانة عمان الكبرى من أجل إبقاء هذه الصرح الثقافي. يشار إلى أن الراحل هشام المعايطة ورث المهنة عن أبيه ممدوح المعايطة الملقب بالجاحظ الذي ورثها أيضا عن أهله، وتنقلت مكتبتهم بين الكرك ومعان وبغداد والقدس حتى استقرت في عمان، وسعى من خلالها لنشر ثقافة القراءة والمعرف وتشجيع ثقافة الاستعارة لتحفيز القراءة.
(بترا)- رياض أبو زايدة