مرايا – بعد مرور نحو شهر على حادثة انقطاع الأوكسجين في مستشفى الحسين السلط الجديد، والتي راح ضحيتها 7 مرضى، وأثارت سخط الرأي العام في المملكة على نحو لافت، أصبحت الرقابة المشددة في جميع الأقسام، وخاصة مراقبة كميات الأوكسجين الذي يتم تزويده لمرضى كورونا، العنوان الأبرز في المستشفى، والشغل الشاغل لجميع كوادره.

وبحسب ما يقول عدد من الكوادر الطبية والتمريضية في المستشفى ، فإن الحادثة ورغم مأساويتها إلا أنه ينطبق عليها القول “رب ضارة نافعة”، مؤكدين أن المستشفى شهد بعدها تشديدا لافتا لضمان عدم تكرار الفاجعة، بحيث اصبح العمل أكثر دقة ومهنية في مختلف الأقسام.
غير ان هؤلاء كشفوا- بعدما طلبوا عدم نشر أسمائهم خشية تعرضهم للمساءلة-، أن المستشفى ما يزال بحاجة لتعزيز الكوادر في أقسام عدة، معتبرين أن رفده بمزيد من الكوادر مؤخرا “غير كاف”.
وقالوا إن ما بات يخفف الضغط على الكوادر في المستشفى حاليا، أن أعداد من يتم إدخالهم إلى المستشفى بعد حادثة انقطاع الأوكسجين، لتلقي العلاج من فيروس كورونا، أصبح أقل على نحو لافت، بسبب انخفاض المنحنى الوبائي في المملكة بشكل عام، مقارنة بالأعداد التي كانت تدخل قبل الحادثة والتي وصلت إلى نحو 150 مصابا، الأمر الذي خفف الأعباء على جميع الكوادر المعنية بمتابعة المصابين بالفيروس.
كما أشاروا إلى أن المستشفى الميداني الذي تم تجهيزه في ساحات المستشفى، ساهم إلى حد كبير بتخفيف الضغط على المستشفى، سيما وان “الميداني” يضم ثماني غرف للعناية الحثيثة مجهزة بالكوادر والمعدات اللازمة من قبل الخدمات الطبية الملكية.
وفيما اكتفى مدير المستشفى، الدكتور علي العبداللات، بالقول إن إدارة المستشفى بصدد الانتهاء قريبا من خطة عمل تهدف إلى تعزيز جاهزية المستشفى على المستويات كافة، أكد مصدر طبي مسؤول داخل المستشفى، أن تعزيز المستشفى بكوادر طبية وتمريضية، يعد الملف الأهم الذي يتم العمل عليه.
وأضاف، أن التعيينات في الفترة الأخيرة، كانت محدودة، بالإضافة إلى من تم نقلهم إلى المستشفى من أماكن عمل أخرى، مشددا على أن تعرض كوادر المستشفى للضغط والإرهاق الجسدي، يؤدي حتما إلى حدوث خلل أو تقصير أو ما شابه.
ويشيد المواطن أيمن عبد ربه، بالرقابة المشددة والاهتمام الواضح بالمرضى في المستشفى مؤخرا، مشيرا إلى أنه تم نقل شقيقته إلى المستشفى قبل نحو 10 أيام لتدهور حالتها الصحية إثر الإصابة بالفيروس.
ويضيف أن العائلة كانت متخوفة وقلقة بسبب استذكار حادثة انقطاع الأوكسجين التي وقعت سابقا، لكن هذه المخاوف تبددت بعد ما شاهدته من عناية فائقة وتطمينات وتأكيدات من قبل مسؤولي المستشفى، بأن جميع المرضى يحظون بذات العناية، وضمن إجراءات رقابة مشددة.
أما المواطن غالب، فلمس الاهتمام ذاته عندما راجع قسم الطوارئ مؤخرا، بسبب آلام شديدة في البطن، قائلا إنه حظي بالرعاية اللازمة ولم يواجه أي تقصير من قبل كوادر المستشفى، لكنه اختتم حديثه بالقول، “إن شاء الله يستمروا هيك”.
يذكر أن 13 متهما يخضعون للمحاكمة إثر حادثة انقطاع الأوكسجين التي أقيل بسببها وزير الصحة في حينها، نذير عبيدات، بينهم أمين عام وزارة الصحة ومساعد الأمين العام للشؤون الصحية والفنية، ومساعد الأمين العام لشؤون الخدمات ومدير مديرية الهندسة الطبية في الوزارة، بالإضافة إلى مدير المستشفى.
وفي أحدث تطورات القضية، قرر قاضي محكمة صلح جزاء عمان، عدي فريحات، أول من أمس الثلاثاء، تكفيل 5 موقوفين منهم، بعد أن استكملوا الحد الأقصى للتوقيف في الجرم المسند إليهم، وهو شهر واحد، وهي أيضا الصلاحية الممنوحة للمدعي العام للتوقيف في مثل هذا النوع من القضايا.
فقد قررت المحكمة تكفيل مدير المستشفى السابق و4 أطباء آخرين، أما باقي المتهمين وعددهم 8، فسيقدم محاموهم طلبات تكفيل لهم.
وتواصل المحكمة الاستماع إلى شهود النيابة العامة، وكانت عقدت أولى جلساتها في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، حيث يواجه من تم توقيفهم تهمة التسبب بالوفاة بالاشتراك خلافا للمواد 343 و76 من قانون العقوبات مكرر 7 مرات.”الغد”