مرايا – مع بدء العد التنازلي لانتهاء الموسم الزراعي في وادي الأردن، دفع تراجع حجم الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ وارتفاع الطلب عليها بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، أسعار الخضار إلى الاستقرار على مستويات مرتفعة قاربت من 25 % مقارنة بالأسبوع الماضي.
ويوضح عاملون في سوق العارضة المركزي، أن زيادة الطلب مع بدء أول أيام الشهر الفضيل والذي تزامن مع تراجع الإنتاج أسهم في ارتفاع سعر بيع محصول البندورة، الذي شهد منذ بداية الموسم انتكاسة غير مسبوقة وتحسن معظم أسعار الأصناف الأخرى، التي وصلت إلى مستويات مقبولة للمزارع بعد اشهر من التراجع والبيع دون الكلفة الذي كبدهم خسائر فادحة.
ويبينوا أن الكميات الموردة للأسواق المركزية، ما تزال أقل من الموسم الماضي بنحو 40 % بسبب تراجع المساحات المزروعة وانهاء عدد كبير من المزارعين لمحاصيلهم، بسبب تدني أسعار البيع آنذاك، ما دفع بأسعار بيع الخضار في السوق إلى الاستقرار عند مستويات مرتفعة اذا ما قورنت بأسعار الموسم منذ بدايته، لافتا إلى أن واردات السوق اليومية تتراوح ما بين 350 – 400 طن فقط.
ويؤكد تجار ان أسعار البيع الحالية ستشجع المزارعين على بذل المزيد من الجهد والاهتمام بالزراعات الموجودة حاليا، رغم تدني جودتها كونها تشكل فرصة اخيرة لتعويض خسائر الموسم، متوقعا ان تستقر الاسعار كما هي عليه حتى شهر ايار(مايو) المقبل مع اقتراب الفترة الانتقالية بين الموسمين الغوري والشفوي والتي عادة ما تشهد تراجعا في الانتاج.
ويبين مزارعون ان هذا الارتفاع أعاد الحياة للقطاع الزراعي بجميع مكوناته، آملين أن تشهد حركة التصدير الى الأسواق التصديرية انفراجا، ليتمكنوا من تعويض خسائرهم والتجهيز لزراعة أراضيهم الموسم المقبل، عازين التراجع الكبير في الإنتاج الزراعي الى تراجع المساحات المزروعة، والتي لا تشكل سوى 50 % من أراضي الوادي وانهاء العديد من المزارعين لموسمهم للحد من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم طيلة فترات الموسم.
ويؤكد نواش العايد، أن بدء الإنتاج الشفوي خلال شهر أيار (مايو)، سيقلل من حدة ارتفاع الأسعار وسيدفع بها إلى مستويات مقبولة لجميع الاطراف، مؤكدا ان الموسم الزراعي الغوري في طريقه إلى الانتهاء ويدل على ذلك تراجع الإنتاج بشكل كبير جدا، مقارنة مع الشهر الماضي.
ويضيف أن الاسعار الحالية تشجع المزارعين على العناية أكثر بمحاصيلهم، لضمان استمرار الإنتاج لفترة أطول والتي تنتهي بدخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لافتا الى ان غالبية المزارعين سيقومون بعد ذلك بانهاء المحاصيل، للحصول على الوقت الكافي للتجهيز للموسم المقبل.
ويشير المزارع وليد الفقير، إلى أن الاسعار الحالية مثالية للمزارع الذي عاني كثيرا نتيجة الخسائر الثقيلة التي مني بها منذ بداية الموسم، مضيفا أن استمرار أسعار البيع على هذا الشكل لفترة أطول، سيمد بعمر الموسم الذي كان متوقعا أن ينتهي مبكرا بسبب تدني أسعار البيع.
ويقول “رغم أن بعض المحاصيل والأصناف زرعت في وقت متأخر وستواصل الإنتاج حتى وقت أطول، إلا أن تراجع الإنتاج في وادي الأردن أمر طبيعي في هذا الوقت من العام، مع اقتراب الموسم من نهايته وبدء الإنتاج في المناطق الشفوية، متوقعا أن تستقر أسعار الخضار على هذا المستوى خلال الفترة القادمة لحين تزايد الإنتاج في المناطق الشفوية بكميات كافية.
وتفاوتت أسعار البيع ما بين 2 – 2.5 دينار لصندوق البطاطا، و2 دينار لصندوق البندورة والفلفل الحار وصل إلى 5 دنانير للصندوق والفلفل الحلو تراوح ما بين 2.5 – 3 دنانير للصندوق والباذنجان 3 دنانير للصندوق فيما استقر سعر بيع الخيار 3 دنانير للصندوق.الغد