“الأخوة المواطنون تنفيذا لأمر الدفاع اعتبارا من الآن ولغاية الساعة السادسة من صباح الغد، تمنع كافة أشكال الحركة والتنقل في كافة المواقع يرجى الالتزام وعدم الخروج من المنازل وتحت طائلة المساءلة القانونية”.
تصدح هذه الكلمات من سماعات صافرات الإنذار بعد إطلاقها يوميا من مديرية الأمن العام، إيذاناً بدخول وقت الحظر الجزئي أو الشامل، يسمعها معظم الأردنيين إما من مركباتهم أو من خارج منازلهم.
ما عليك سوى الخروج أو النظر إلى الشوارع الرئيسية بعد إطلاق صافرة الانذار، لترى الشوارع مليئة وتعج بالمركبات، ليس لعدم الالتزام وإنما لعدم وجود وقت كاف لتغطية الحاجات اليومية، خصوصا مع حلول شهر رمضان.
المواطن الأردني، ومنذ بداية جائحة كورونا ومع فرض الحظر الجزئي والشامل، كان أنموذجا بالالتزام بالقواعد الصحية والتعاون مع الجهات الحكومية، لكن التشدد بالقرارات بات حجة الناس في عدم الالتزام، وهذا من يشاهد اليوم في جميع شوارع عمان، بحسب المواطن أيمن.
أيمن يقول “سيأتي يوما على الأردن نسمع فيها صافرات الانذار ونخرج من بيوتنا بعدها، لان الموضوع أصبح لا يطاق وضاق بنا ذرعا الاحتمال أكثر من ذلك”.
سامي والذي يعمل موظفا في القطاع العام يتسائل، “لماذا معظم الدول المجاورة فكت الحظر لديها وسمحت بإقامة صلاة التراويح مع فتح جميع القطاعات إلا في الأردن؟” متابعا “ما هي الفكرة من الاستمرار في الحظر خصوصا وأن أرقام الإصابات غير مقنعة”، معللا بأن ارتفاع أو انخفاض الإصابات مرتبط بعدد الفحوصات التي أجريت.
وقال الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، إن الأردنيين يشعرون بالأسى والحسرة عندما يشاهدون الدول القريبة منهم قد عادت لها الحياة لطبيعتها، واتخذت إجراءات لفتح القطاعات والغاء الحظر المعمول وخاصة عندما تبث صلوات التراويح من المسجدين الأقصى والحرام، مع فتح الأسواق على مدار الأسبوع وذلك حماية للمواطنين من تجنب الازدحامات وفرصة لتعافي الاقتصاد.
وبعد هذه الإجراءات المتبعة من دول الجوار، فإنه يتوجب على الحكومة الأردنية، الإجابة على السؤال التالي، “لماذا تخلفنا عن دول الجوار التي فتحت أسواقها وعادت لها الحياة مع الالتزام بالقواعد والضوابط الصحية، ودخلنا رمضان العام الماضي بـ7 وفيات و369 إصابة، والآن تجاوزنا 8 آلاف وفاة و690 ألف إصابة مع كل هذه الإجراءات؟”، بحسب الخزاعي.
وأكد الخزاعي، أن مطالبة الأردنيين بفك الحظر الجزئي والشامل هو حق مشروع لهم، نتيجة تضررهم اقتصاديا، والتأثر من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية، خصوصا عندما يشاهد المواطن الأعداد الكبيرة من الإصابات والوفيات رغم الالتزام بجميع ما طلبته الحكومة فيصبح المواطن على قناعة ان هذه الإجراءات دون فائدة ولها ضرر كبير على المجتمع.
غياب صلاة التراويح في المساجد ومشاهدتها على التلفاز في معظم دول العالم ترك أثرا عند المواطنين، ما دفعهم لتأديتها في مجتمعاتهم المحلية وفق ما بين الخزاعي.
الهروب من المنزل ومن الواقع الذي يعيشه المواطن من فقر وعوز وعدم قدرة على مواجهة الاحتياجات الاقتصادية، يدفع العديد للخروج أثناء فترة الحظر، بحسب الخزاعي.
وطالب الخبير الاجتماعي، الحكومة بفتح القطاعات وفك الحظر الشامل والجزئي حتى يتعافى الاقتصاد الأردني، خصوصاً وأن مصاريف الأسرة الأردنية في رمضان تعادل مصاريف شهرين إضافيين، بمعنى أن القطاعات الاقتصادية ستتعافى وتستعيد مسيرتها، وهي فرصة على طبق منذ ذهب لإعادة توازن الاقتصاد الأردني.

”الغد”