يتوقع أطباء وخبراء أوبئة، دخول موجة ثالثة من فيروس كورونا الى البلاد، وما يتطلب لوقفها توسيع منح اللقاحات لأكبر عدد من المواطنين، لتحصين مناعتهم.
ودعوا لإيلاء الوقاية اهمية قصوى، والحصول على اللقاحات التي توفرها الحكومة، لأنها الحل الوحيد حاليا لمنع انتشار موجة ثالثة متوقعة.
أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية عادل البلبيسي، أشار أمس، الى استعداد الأردن لموجة ثالثة متوقعة، لافتاً لإمكانية تجنبها بتلقي اللقاح واستمرار تطبيق إجراءات السلامة العامة.
وأكد البلبيسي أن دولا إقليمية ودولية تعاني حاليا من الموجة الثالثة التي تأتي بسبب السلالات المتحورة، مبينا أنه يمكن تجنب أي موجة مقبلة بالتطعيم، والإجراءات الوقائية.
الوزير الأسبق عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة عزمي محافظة، قال إن الموجة الثانية من الفيروس في طريقها للانحسار، مبينا أن هذا الانحسار يأتي بغض النظر عن عدد الفحوصات القليلة التي أجريت الأيام الماضية، لتأثيرها السلبي على النسبة الإيجابية التي ارتفعت نتيجة قلة الفحوصات.
وأكد أن النسبة الإيجابية، لا بد لها أن تزيد وأن تصبح “مشوهة”، بخاصة وأن هناك فارقا كبيرا بين 11 ألف فحص يومي و50 ألفا أجريت في بدايات الموجة الثانية.
ولفت محافظة إلى أن ذروة الموجة الثانية سجلت 56 ألف إصابة أسبوعيا، انخفضت الأسبوع الماضي الى 22 ألفا، وهذا متوقع، بالإضافة إلى أن أعداد الوفيات مستمرة في الهبوط.
وقال إن عدد إصابات الموجة الثانية كبير جدا مقارنة بالأولى، مبينا أن الأولى التي بدأت مستهل أيلول (سبتمبر) الماضي وانتهت في الـ22 من كانون الثاني (يناير) الماضي، سجلت إصابة نحو 317 ألفا، وأنها سجلت نحو 380 ألف إصابة لغاية اليوم، أي بنسبة زيادة عن الاولى 30 %، إذا ما أُخذ بالاعتيار زيادة أعداد الإصابات حتى نهاية الموجة الحالية بواقع 40 ألف إصابة أخرى.
وأكد أن مستوى المناعة المجتمعية في المملكة عال، وكلما أصيب عدد أكبر تزداد المناعة المجتمعية، مبينا أن لا أحد يستطيع الحكم بدقة على نسبة المناعة المجتمعية، متوقعا بأن تقترب من
60 %، فيما بلغت نسبة الأطفال المصابين بالفيروس وهم تحت 18 عاما 10 %.
وأكد أن شركتي فايزر وموديرنا، تجري دراسات حاليا حول إمكانية تطعيم الأطفال تحت الـ18 عاما، بخاصة وأن ما يحدد إمكانية دخول الأردن في الموجة الثالثة، هو اللقاحات ومنحها لأكبر عدد ممكن من المواطنين.
وأوضح أن هناك فئة لن تتمكن “الصحة” من تطعيمها الفترات المقبلة، نظرا لعدم اكتمال الدراسات العالمية بشأنها، وهي فئة الأطفال تحت الـ18 عاما، مبينا أن الحل يكمن بمنح اللقاح لأكبر عدد ممكن من الكبار.
وأشار إلى أن دخول البلاد في موجة ثالثة وارد، إذا لم يجر تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس، بخاصة الفئات التي لم تتعرض للإصابة مسبقا، وأن من لم يصابوا سابقا ولم يحصلوا على اللقاح، معرضون لخطر الإصابة فيما تبقى من الموجة الثانية الحالية أو الثالثة المتوقعة.
وقال محافظة، إنه يجب توافر عدد كاف من الناس القابلين للإصابة، كي تحدث موجة ثالثة، وأنه لا يوحد أي جهة يمكنها تقدير هذا العدد، إلا بدراسة علمية “مصلية” بفحص دماء المواطنين، للتأكد من وجود أجسام مضادة في أجسامهم، أو إذا ما أصيبوا سابقا أم لا.
وأكد أن التطعيم للآن يسير ببطء شديد، بخاصة وأن أرقام الوزارة تشير إلى أن نحو 5 % من المواطنين، حصلوا على اللقاح، وهي نسبة متدنية، معتبرا أن نية “الصحة” تطعيم 3 ملايين حتى مطلع حزيران (يونيو) المقبل، هو أمر غير عملي، بخاصة مع ضعف عملية التطعيم اليومية التي تقارب 30 ألف جرعة.
وأوضح أن التردد الحاصل بين فئات المجتمع في التسجيل على المنصة، يعوق الوصول للمناعة المجتمعية، ما يعد في صالح حدوث موجة ثالثة، قد تكون أشد انتشارا وقد تكون أضعف.
وبين محافظة أن الفيروس كي ينتشر بين فئات المجتمع، يحتاج لأكثر من
20 % من الناس قابلين للإصابة، وأنه في حال ارتفاع نسبة الحاصلين على اللقاح، فإن الفيروس سيعوق انتشاره، وبالتالي وقف حدوث موجة ثالثة، وتصبح الإصابات فردية وليست عبر الانتشار المجتمعي.
وأوضح أن دراسات علمية بريطانية وأميركية، أكدت أن السلالة البريطانية المتحورة ليست أشد فتكا من نسخة الفيروس الأصلية، وإنما أسرع انتشارا بنسبة 130 %.
وقال محافظة، إن من سبق وأصيب بالفيروس، بحاجة للقاح، ووفق مركز مكافحة الأمراض الأميركي فإن المصاب السابق يكفيه جرعة واحدة من اللقاح لإحداث مناعة تعادل 10 أضعاف المناعة التي تحدث عند من لم يسبق له الإصابة.
وبين أنه إذا اعتمدت هذه التوصيات في الأردن، فإن وزارة الصحة ستوفر مئات آلاف الجرعات التي يمكن أن يستفيد منها آخرون لم يتعرضوا للإصابة.
من جانبه، قال عضو مجلس نقابة الأطباء المنحل مظفر الجلامدة، إنه “علينا جميعاً توقع الأسوأ، الاستعداد لأجله والعمل في الوقت نفسه لتفاديه وعدم حدوثه”، في إشارة إلى موجة ثالثة من الفيروس.
وأضاف الجلامدة، أنه يجب أن يكون كل ذلك، عبر التأكيد على الجميع الالتزام بوسائل الوقاية والتباعد والحصول على اللقاحات بالسرعة الممكنة.
وطالب بالعمل في خط مواز لمواجهة أي موجة متوقعة، مبينا أن البنية التحتية لهذا الاستعداد، متوافرة عبر المستشفيات الميدانية، مؤكدا أنه حتى المستشفيات الحكومية، باتت هي الأخرى ذات خبرة جيدة في التعامل مع كورونا، ولا يستطيع أي من الخبراء توقع حدة لالموجة الثالثة وقوتها والأعمار التي قد تستهدفها.
وأضاف البلبيسي، أن وزارة الصحة تستعد للموجة الثالثة من خلال زيادة عدد الأسرة وتدريب الأطباء، مبينا أن الوزارة تملك أكثر من 4600 سرير إضافة إلى ألف سرير للعناية المركزة وكذلك أكثر من ألف جهاز للتنفس الاصطناعي.
محمد الكيالي- الغد