مرايا – أتى الجراد الصحراوي الذي دخلت أسراب منه إلى مناطق في جنوب المملكة، على عدد من المزارع في منطقة المدورة الحدودية، ملحقة أضرارا بالغة فيها، وفق مزارعين، أكدوا شعورهم بالقلق من وصول المشكلة الى وضع عدم السيطرة، في وقت أكدت فيه وزارة الزراعة أن أغلب الأسراب التي دخلت المملكة تمت مكافحتها والقضاء عليها.
وغزت أسراب من الجراد الصحراوي داخل منطقة المدورة الحدودية التابعة الى قضاء الجفر بمحافظة معان خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث وثقت مقاطع فيديو متداولة انتشار الجراد في عدد من المزارع، أثارت مخاوف الأهالي والمزارعين في تلك المنطقة بإتلاف معظم محاصيلهم الزراعية.
وأكد أحد أصحاب أكبر الاستثمارات الزراعية في منطقة المدورة الشيخ خالد العطون، أنه أبلغ الجهات المختصة في وزارة الزراعة، بعد أن شاهد أعدادا كبيرة من “الجراد الصحراوي” كبير الحجم منتشرة في حقول مزارعه، إضافة الى المناطق القريبة من المنطقة الحدودية المجاورة لبلدة المدورة، قادمة من السعودية.
وأضاف أن هذه الأسراب ألحقت أضرارا في عدد من المزارع في المنطقة بنسبة تصل الى 20 %، مشيرا الى أن هذه النسبة أولية.
وقال إن النسبة الحقيقية لم تتضح لغاية الآن، إلا حال اكتمال عمليات المكافحة وحتى التمكن من الانتهاء من هذه الآفة.
وأشار العطون إلى أنه ومنذ أيام وأسراب من الجراد تغزو مزارعهم داخل منطقة المدورة، ما يجعلها تشكل تهديداً كبيراً للمحاصيل الزراعية في المنطقة، رغم تكثيف عمليات المكافحة المتكاملة من قبل الأجهزة المعنية، إلا أنه وبعد ساعة من مكافحته تظهر أعداد جديدة بشكل كبير تدخل الحقول الزراعية، ما يجعل فقدان السيطرة على مكافحته أمرا ممكنا.
وقال، إن فرق المكافحة والاستكشاف ما تزال تتأهب لاحتمالية دخول أسراب جراد جديدة قرب منطقة قضاء الجفر، وهو ما يمثل خطرا حقيقيا على الإنتاج في مختلف مناطق مزارع المدورة وما حولها، خاصة وأن إنتاج المزارع ما يزال في مرحلة الإثمار.
كما أكد العطون، أهمية تكثيف عمليات الاستكشاف على مدار الساعة، بغية الإجهاز على الجراد ومكافحته داخل الصحراء لتجنيبهم الآثار الفتاكة لهذه الآفة قبل تكاثرها وانتشارها، مبديا تخوفه من توسع انتشار هذه الحشرة في الأيام القليلة المقبلة داخل المناطق الزراعية في منطقة المدورة التابعة لقضاء الجفر.
وقال المزارع رامي الرياطي، إن مزرعته قد تضررت من أسراب الجراد، التي غزت المنطقة وقضت على نسبة كبيرة من ناتج محاصيل مزرعته، مؤكدا أن الوضع في المنطقة بحاجة إلى جهود ميدانية كبيرة للحد من الخسائر الاقتصادية على المزارعين.
وأضاف الرياطي، أن الحل يكمن في تكثيف عمليات المكافحة وزيادة الفرق الميدانية، وخاصة فرق الاستكشاف والاستطلاع لرصد حركة الجراد على مدار الساعة، وبعكس ذلك سيؤدي لدمار الموسم الزراعي والقضاء عليه.
وأكد أن الجراد أتى على مزراع عدد من المزارعين ملحقة بها خسائر كبيرة، ما قضى على آمال المزارعين في المنطقة لهذا الموسم، مبينا أنه لا بد من تدخل حكومي لمساعدة المتضررين.
وبدوره، أوضح مدير زراعة محافظة معان المهندس أحمد آل خطاب، أن كوادر وزارة الزراعة، وبالتعاون مع القوات المسلحة (سلاح الجو الملكي)، تواصل مكافحة أسراب الجراد، التي عادت مجددا إلى منطقة المدورة الحدودية في اليومين الماضيين، من مناطق جنوب المحافظة المحاذية للحدود مع السعودية.
وأشار آل خطاب، إلى أن أعدادا من الجراد دخلت حدود المدورة، مبينا أن فرقا استكشافية مختصة تحركت إلى مواقع تواجدها من أجل مقاومتها. وأكد تكثيف حملات الاستكشاف والمتابعة ومواصلة حملات الرش والمكافحة بما أن هناك تواجد للجراد في تلك المنطقة لحين القضاء عليه نهائيا.
وأوضح آل خطاب أن فرق الاستكشاف تعمل على مدار الساعة لملاحقة أي آثار للجراد في المنطقة وبوقت مبكر وتمشيط المناطق المتوقع وجود الجراد فيها، وذلك بالتعاون مع الجهات كافة، وصولا إلى السيطرة الكاملة على أسراب الجراد والقضاء عليه.
وطمأن المزارعين والمواطنين في مناطق المدورة، بأن مجموعات كبيرة من الجراد تمت إبادتها كليا نتيجة للجهود الكبيرة التي تبذلها فرق المكافحة ويمكن مشاهدتها في أماكن سقوطها، مبينا أنه جرى وعلى نطاق واسع محاصرتها، ومن ثم الإجهاز عليها في المنطقة، إذ رصدت فرق الاستطلاع موقع سباتها، وأطلقت بعدها عمليات رش مكثفة.
كما أشار آل خطاب، إلى أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع الأجهزة المعنية كافة للوقوف على موقف الجراد الصحراوي بالدول المجاورة، وخاصة المملكة العربية السعودية.
وبين أن الوضع مراقب أولا بأول في المناطق الحدودية لرصد تحركات أسراب الجراد للتعامل معها عند دخولها الحدود، إضافة الى أن لجان المسح والاستكشاف تواصل عملها بالصحراء والمنطقة الحدودية للوقوف على حالة الجراد الصحراوي لهذه المناطق والقيام بأعمال المكافحة لأي تجمعات أو أسراب تهاجم المنطقة.الغد