قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة إن الصيام أقسام، أولها، صوم العموم، وهو صوم الإنسان عن الأكل والشرب والشهوات.

 
وأكد في تصريح امس الثلاثاء، أنه لابد أن يقترن بصوم الجوارح، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له، و لا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسانته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار”.

وأشار للقسم الثاني من الصيام، ألا وهو صيام الخصوص، الذي يمسك به المرء جوارحه عن اكتساب المعاصي وقول الزور والكذب والرياء والنفاق، متسائلا: ما نفع الصوم عن الأكل، بينما الجوارح لم تصم؟ فصومها، يعد بدرجة أعلى من صوم العموم.

أما القسم الثالث من الصيام فهو “خصوص الخصوص”، ويعني الصيام عن الطعام والشراب والشهوات، وصيام الجوارح، إذ يؤدي المسلم خلاله الطاعات، ويصوم بقلبه عن الأمراض القلبية، كالحقد والغل والحسد والبغي، وهذا هو إيمان الأنبياء والأولياء الصالحين، وفقا لسماحته.

وعرج على أهمية صيام الجوارح، خاصة في هذا الزمن الصعب، الذي يشهد ثورة المعلومات وتبادلها عبر المنصات المختلفة، مشددا على إيصال الرسائل المختلفة مع الحفاظ على الأخلاق الحميدة والأدب الجم، ونبذ الإشاعة والنميمة، وعدم الخوض مع الخائضين، لأن تلك الآثام تدخل أصحابها النار.

وواصل “في هذه الأيام المباركة علينا الالتزام بالعبادات وتلاوة القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ننجو أمام الله، ويقبل عملنا وصيامنا وصدقاتنا، وأن ندخل كما وعدنا الله سبحانه وتعالى إلى الجنة من باب يقال له باب الريان”.

ويتابع: “وهذا الباب لا يدخل منه إلا الصائمون، فإذا دخلوا، أغلق”، مؤكدا أن أجر الصائم لا يكتمل إذا اقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، دون صوم الجوارح.