مرايا – كبار وصغار؛ يفترشون الشوارع والأرصفة قبيل ساعة الإفطار في رمضان، ويجدون في رياضة المشي متنفسا لهم للتفريغ عن النفس والتمتع بأجواء إيجابية تبدد ضغوطات كبيرة بدأت منذ انتشار جائحة كورونا.
ولعل الظروف الاستثنائية التي تعيشها العائلات في الوقت الحالي، مع تمديد ساعات الحظر، والحد من الخروج بعد الساعة السابعة، تزامنا مع شهر رمضان؛ كلها أسباب ضاعفت من إقبال الناس على ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق، خصوصاً في الساعة الأخيرة قبل الإفطار.
انتشار فيروس كورونا، والحد من التجمعات والالتزام بالتباعد الاجتماعي؛ وتحديد ساعات التجول، كلها ساهمت بتوجه العديد من الأشخاص نحو المشي، خصوصا مع دخول فصل الصيف، والأجواء المعتدلة.
الرتابة والروتين والأجواء الضاغطة، جعل الناس تجد في هذه الرياضة المتنفس الوحيد لهم، خصوصا مع صعوبة مغادرة المنزل بعد انتهاء الإفطار.
إلى ذلك؛ الساعات القليلة ما بعد العمل وما قبل أذان المغرب؛ زادت من الرغبة بالخروج إلى الشارع وتنفس الهواء النقي؛ وهو ما قالته هند علي التي لم تكن تتوقع أن تقبل على ممارسة الرياضة في شهر رمضان على الإطلاق، فالتعب والعمل والضغوطات اليومية وتدريس الأطفال، كلها أمور تجعلها غير قادرة على القيام بأي مجهود مع الصيام.
غير أن ما حدث هذا العام مختلف تماماً، جعلها تجد في ممارسة رياضة المشي الحل الوحيد، فالبقاء طوال النهار في المنزل وبعد الإفطار أمر لا يحتمل، وما يصاحب ذلك من قلة الحركة مما سيؤثر عليها صحياً وعلى لياقتها، بالتالي فإن كل تلك الأمور مجتمعة جعلتها تجد في المشي الحل الوحيد لها.
لذلك اتفقت مع زوجها أن يخرجا بشكل يومي وبصحبة أطفالهما ولمدة ساعة تقريبا، للمشي بالشارع القريب من المنزل، لتكون فرصة أيضا للأبناء بالتنفيس واللعب، وتغيير الأجواء المنزلية التي لا تخلو من الضغط، خصوصا مع التعليم عن بعد وملازمة المنزل أغلب الأوقات.
ويذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، إلى أن كثيرا من الأفراد يحاولون التمتع بساعات الخروج من البيت قبل حلول موعد الحظر، فذلك يعتبر المتنفس الوحيد لديهم، مبينا أنهم وجدوا في ممارسة رياضة المشي مهربا من كافة الضغوطات التي يعيشونها وخصوصا وأنها في الهواء الطلق الذي يساعد على بث الطاقة الايجابية وتجديدها والخروج من أجواء البيت الرتيبة.
والعديدون، وفق الخُزاعي، يبحثون عن استغلال اكبر وقت ممكن للبقاء خارج البيت، خصوصا وأنه بعد الإفطار يصاب الشخص بحالة من الكسل، كذلك التقيد بالحظر وساعاته الطويلة، وضيق الوقت زاد من الإقبال على هذه الرياضة.
ويشير إلى أن ذلك بدا ملاحظا حتى من الأشخاص الذين لم يكن المشي ضمن برنامجهم في السنوات الماضية، والظروف الحالية هذا العام جعلتهم يقبلون عليها، خصوصا مع ساعات الحظر الطويلة، إذ لم يعد لديهم فرصة بالخروج إلا قبل ساعة الإفطار.
هذه العوامل ورغبة الناس في التنفيس والهروب من الأماكن المغلقة، جعلت الأماكن المفتوحة ملجأ لهم ورغبة في التغيير. ولعل المشي قبل الإفطار له فوائد عديدة إلا أنه في حال قام الشخص بممارسة هذه الرياضة قبل الإفطار، يجب عليه شرب كميات كافية من السوائل والماء بعد الإفطار لتعويض الأملاح والمعادن التي فقدها الجسم، مع ضرورة الحصول على قسط جيد من الراحة.
ومن أهم فوائد المشي قبل الإفطار، أنه يساعد في إدارة الوزن والتقليل منه، يزيد من كتلة العضلات الخالية من الدهون في الجسم، يتحكم في طريقة سيطرة الجسم على غلوكوز الدم، يساعد في خفض مستويات الكولسترول الضار، يحسن من الكولسترول الجيد في الجسم، يعمل على تعزيز صحة العظام وتقويتها، يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، كما يعمل على خفض خطر الإصابة بأمراض القلب.