ما تزال مئات المزارع في محافظة جرش، غير مخدومة بشبكة طرق زراعية، ما يحرم ماليكها من الاستفادة من ثمارها أو حمايتها من الحرائق، لا سيما وأن معظمها في مناطق جبلية ومرتفعات وعورتها كبيرة.
ويطالب مزارعون، بضرورة فتح طرق زراعية إضافية، وصيانة الطرق الحالية ليتمكنوا من الوصول إلى أراضيهم والعناية بها وتنظيفها لحمايتها من الحرائق.
وقال المزارع موفق العياصرة، إنه يملك قطعة أرض في منطقة جبلية مخدومة بشبكة طرق، مشيرا الى أنه وفي كل عام تتعرض القطعة نفسها لحريق يمتد أيضا للأراضي الحرجية، لا سيما وأنه غير قادر على تنظيفها من الأعشاب والحشائش، ما يتركها عرضة للحريق بشكل سنوي.
وأوضح أنه طالب مرات عدة بفتح طريق زراعية الى أرضه حتى تتمكن كوادر الدفاع المدني من إطفاء الحرائق ولكن دون جدوى، مشيرا إلى أنه لا يستفيد من ثمار أرضه نهائيا، لا سيما وأنه لم يتمكن منذ سنوات من العناية بأرضه وتنظيفها وتقليم أشجارها، والتي معظمها أشجار زيتون ولوزيات.
وبين العياصرة، أن الجائحة تسببت في تأخر مشاريع حيوية عديدة يعد المواطنون بحاجة إليها، من أهمها الطرق الزراعية وقنوات الري في الأراضي المروية ومشاريع الحراثة وبناء خزانات تجميع المياه.
وأكد المزارع محمود الحوامدة، أن القطاع الزراعي من أهم القطاعات الحيوية، التي توفر الغذاء وفرص العمل لعمال المياومة، والذين يشكلون نسبة مرتفعة من سكان محافظة جرش، إضافة الى لاجئين يعملون في القطاع الزراعي، ومن الأولى أن تتوجه كل الجهود لدعم القطاع الزراعي بشكل خاص.
ويعتقد أن تقديم الخدمات الأساسية في القطاع الزراعي، يعد من أهم عوامل نجاحه وحمايته من المخاطر التي يتعرض لها وخاصة الحرائق، لا سيما وأن أغلب الحرائق تبدأ في الأراضي المملوكة، وتمتد إلى الأراضي الحرجية وتشكل خطرا وتهديدا عليه، مشيرا الى أن أصحاب الأراضي المملوكة غير قادرين على تنظيفها وحراثتها من الأعشاب والحشائش، لعدم توفر طرق زراعية توصلهم إليها وتسهل عليهم تنظيفها ورعاية أشجارهم.
وبدوره، قال رئيس قسم الحراج في زراعة جرش المهندس فايز الحراحشة، إن فتح الطرق الزراعية وخطوط النار، من أهم مراحل خطة مكافحة الحرائق، وتمكن من سرعة السيطرة على الحريق وتخفيض نسبة الضرر بالأشجار، مشيرا الى أن وزارة الزراعة تعمل حاليا على فتح خطوط النار وتجهيز طرقها، وخاصة في المرتفعات الجبلية.
وأضاف أن معظم حرائق السنة الماضية والتي لا يقل عددها عن 47 حريقا، وقد أتت على ما يقارب الـ1200 دونم، بدأت في أراض مملوكة مجاورة للحراج، لكنها مهملة، ولم يتم حراثتها، مؤكدا أنها تشكل سببا حقيقيا في نشوب الحرائق الذي يمتد مع حركة الرياح إلى الغابات.
وناشد الحراحشة المزارعين بضرورة حراثة أراضيهم وتنظيفها وإزالة الأعشاب والحشائش قبل جفافها وبدء موسم الحرائق، ويمكنهم من الوصول إليها، من خلال خطوط النار التي أعدتها وزارة الزراعة لهذه الغاية.
وقال إن أغلب الأراضي الزراعية مخدومة بالطرق الزراعية، ويتم فتح طرق جديدة لها سنويا، غير أن بعض المناطق ما تزال بحاجة إلى طرق، خاصة الأراضي المملوكة التي تقع على المرتفعات وأعلى قمم الجبال.
إلى ذلك، قال مصدر مطلع في مديرية أشغال جرش، إن المديرية ترصد سنويا مخصصات مالية لغاية فتح طرق زراعية، غير أن ظروف الجائحة غيرت بنود الموازنات وأوقفت العديد من العطاءات لفتح طرق وصيانتها وغيرها من مشاريع الأشغال.
وأكد المصدر ذاته، أن مخصصات وزارة الأشغال على موازنة هذا العام تبلع مليونا ونصف المليون دينار، مشيرا الى أنه سيتم توجيهها لسداد قيمة عطاءات الأشغال للأعوام السابقة قبل الجائحة.
وبين أن مشاريع الأشغال متوقفة منذ العام الماضي، مشيرا الى أنه لم تنفذ أي عطاءات جديدة. وقال إنه في حال تحسنت الظروف الوبائية والاقتصادية، فسيكون بند الطرق الزراعية على موازنة الأشغال كما كان سابقا، لا سيما وأن المحافظة أصبحت بحاجة إلى طرق زراعية وصيانة الطرق السابقة وتطويرها وتوسعتها وتحديثها.