فيما يشكو عدد من أهالي منطقة النهضة بلواء الشونة الجنوبية من عدم وصول مياه الشرب منذ أشهر نتيجة التسرب وعدم الالتزام بأدوار المياه، يعزو معنيون في مديرية المياه المشكلة إلى العبث المتكرر بالمحابس والاعتداء على الشبكات.

ويؤكد مواطنون أن مشكلة شح المياه تفاقمت مع ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان المبارك وارتفاع الطلب على الماء، مشيرين إلى أن كميات كبيرة تتسرب من الشبكات في الشوارع، في وقت يعاني غالبية السكان نتيجة شحها.
وبحسب خالد العرني، فإن المياه لا تصل إلى منازل المواطنين منذ فترة طويلة، بعضهم لأشهر وآخرون لأسابيع، وحتى إن وصلت إلى بقية المنازل، فإنها تكون ضعيفة بشكل لا يمكنها ملء الخزانات، موضحا أن معظم أهالي البلدة من ذوي الدخل المحدود وفقراء، ولا يقوون على شراء المياه من الصهاريج الخاصة، التي باتت تستغل حاجتهم، ما يتسبب بمعاناة كبيرة لهم.
ويضيف أن مشكلة شح المياه برزت مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية والتي زاد فيها الطلب على المياه، ما دفع بالأهالي إلى المشاركة بشراء صهاريج لتوفير جزء بسيط من احتياجاتهم المائية الضرورية، موضحا أن ظهور المشكلة قبل دخول فصل الصيف ينذر بأوضاع كارثية خلال الأشهر المقبلة.
ويشير سليمان العمارين، إلى أن المشكلة تكمن في عدم الالتزام بالدور وساعات الضخ، إذ إن غالبية الأدوار تستمر لساعتين أو ثلاث على الأكثر، وهي فترة لا تكفي لملء الخزانات والحصول على كمية كافية من المياه، لافتا إلى أن استمرار الوضع كما هو خلال الأشهر المقبلة سيشكل كارثة حقيقية للأهالي، إذ إن شراء صهريج المياه يتسبب بخلل كبير في الميزانية للأسر التي تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة نتيجة الجائحة.
ويقول “نشتري في الأسبوع الواحد صهريجا أو اثنين، ما يحملنا عبئا ماديا يزيد على مائة دينار شهريا، في حين يمكن توفيرها إذا ما تم ضخ المياه لجميع الأحياء بقوة ضغط كافية لوصول المياه الى منازل المواطنين”.
ويبين أنه في الوقت الذي يعاني أهالي البلدة بشدة، من ضعف وصول المياه، ترى معظم شوارع البلدة تغطيها المياه المتسربة من الشبكات، موضحا أن أغلب الشبكات مضى على تركيبها عشرات السنين، ما جعلها سببا مباشرا في مشكلة ضعف وصول المياه.
وبدوره، يؤكد مدير مديرية مياه الشونة الجنوبية المهندس يحيى الخوالدة، أن السبب الرئيس لضعف وصول المياه لعدد من المواطنين في منطقة النهضة، هو العبث المستمر بالمحابس الرئيسة وتخريبها والاعتداء على الشبكات، كون عدد كبير من المنازل لا يوجد لديه اشتراك مياه، لافتا الى أن كثرة الاعتداءات زادت شكاوى المواطنين، خاصة خلال الأسابيع الماضية التي شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة.
ويضيف أن هذه الاعتداءات تحرم الكثير من الأهالي من حقهم في الحصول على المياه وتفاقم من حجم المشكلة، مشددا على ضرورة تعاون السكان ونشر الوعي بينهم للحد من الاعتداءات والعبث بالمنشآت لضمان وصول المياه للجميع بعدالة.
أما بخصوص تسرب المياه من الشبكات، فأكد الخوالدة أن كوادر المديرية تقوم بشكل مستمر بعمل الصيانة اللازمة للخطوط الرئيسة والشبكات في مناطق اللواء كافة، وسيتم العمل خلال الأيام المقبلة على إصلاح جميع الأعطال في منطقة النهضة، لافتا الى أن المديرية تعمل بكل طاقتها على مدار 24 ساعة لإيصال المياه للمواطنين في كل مكان وحسب البرنامج المعد لذلك.