بعد انتهاء “طوشة، شارك فيها نحو 20 شخصا، سببها خلاف على موقف سيارة”، استهجن أحد شهودها سبب الشجار الذي كاد أن يتفاقم.
المواطنة علياء محمد لم تستغرب الأمر “فالأردنيون اعتادوا مثل هذه المشاجرات في شهر رمضان”، لكن ما يثير استغرابها اكثر، المشاجرات الأسرية، والتي قد تودي لطلاق بين زوجين لاسباب بسيطة جدا.
مع بداية رمضان، وقعت مشاجرات وجرائم عديدة، عائلية وغير عائلية، يتذرع مرتبكوها بالصيام، وفقدانهم لأعصابهم، وآخرها اندلاع مشاجرة مسلحة في منطقة الجويدة بعمان، بسبب “حمامة”، أودت بحياة شابين.
أستاذ علم الشريعة بجامعة اليرموك عبدالحميد إبراهيم، أشار الى أن “الدين يفرض على الصائم التحلي بأخلاق الإسلام العظيمة، الداعية للحلم وعدم الغضب والعفو، ففي رمضان، يطلب من المسلمين مساعدة الآخرين، والتمسك بالعبادات أكثر، لا التعدي على الآخرين”.
وبين إبراهيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أكد في أحاديث عديدة، أن القصد من الصيام أيضا “البعد عن المعاصي والقبيح من الكلام والأفعال، فالصوم يفرض على المسلم التحلي بالهدوء والتعامل الحسن مع الآخرين.
أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة حسين محادين، قال تشير نتائج الدراسات العلمية، الى أن “هناك شهورا متكررة في العام ترتبط بحركة المناخ، والأجواء، فتزداد فيها نسبة الجرائم، وفقا لتفسيرات النظرية الجغرافية أو التوزيع المكاني أو البيئي للجريمة، منها فصل الصيف، وبالأخص شهر رمضان”.
وأكد أن “الكثيرين خلاله يتوترون جراء كسر روتين الحياة، المتمثل بالامتناع عن الطعام والشراب”، مشيرا الى أن هناك نوعين من الجرائم، الأول “الجريمة الصدفة، وتقع جراء لحظة انفعالية، ويتوقع حدوثها في أي لحظة”، والثاني “الجرائم المنظمة، وتنشأ لخلاف بين طرفين، ذروتها القتل، لكن أصلها خلاف بسيط، يدفع الطرفان للتخطيط للانتقام من بعضهمها”.
ويرى مختصون أن شهر رمضان، هو لتهدئة النفوس وزيادة الألفة والابتعاد عن الانفعال والعصبية، لكن ما يحدث عكس ذلك تماما، إذ تزداد العصبية والتوتر والانفعالات، وقد تتطور لشجارات بذريعة الصيام.
وأرجع أستاذ علم الاجتماع بجامعة البلقاء التطبيقية حسين الخزاعي زيادة نسبة الجرائم في رمضان، للعصبية والغضب والانفعال والتوتر، جراء الانقطاع الطويل عن التدخين، وانعدام مهارات التحكم بالمشاعر والانفعالات، وغياب ثقافة الحوار بين الأفراد.
ولفت إلى أثر الوضع الاقتصادي الصعب والحظر جراء جائحة كورونا وتداعياتها، ما رفع نسبة المشاكل في رمضان”، مشددا على أن كل هذه الدوافع “يمكن ضبطها عبر التحلي بالصبر والحكمة والتسامح، واغتنام فضائل رمضان، والتحكم بالغضب والانفعال، وتجنب أي نقاشات حادة”.الغد