جدد تقرير دولي متخصص في قطاع المياه تحذيراته إزاء مخاطر تفاقم مشكلة الإجهاد المائي إثر تغير المناخ في مختلف أنحاء العالم.
ودعا التقرير الذي نشره الموقع الدولي “Council on Foreign Relations”، الأسبوع الماضي، إلى ضرورة تنبه مختلف الحكومات لأزمة عدم تمكن المجتمعات من تلبية احتياجاتها من المياه، والتي يتوقع أن تزداد سوءا خلال الفترة المقبلة، ما لم تقم بإيجاد طرق أكثر ابتكارا وتعاونا لمعالجة الإجهاد المائي.
وأكد التقرير الذي حمل عنوانه “الإجهاد المائي.. مشكلة عالمية تزداد سوءا”، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) هي الأسوأ من حيث الإجهاد المائي، في الوقت الذي تستقبل فيه هذه المنطقة كمية أقل من الأمطار مقارنة بالمناطق الأخرى، وتميل بلدانها لأن يكون لديها مراكز حضرية سريعة النمو ومكتظة بالسكان وتتطلب المزيد من المياه.
وبات واضحا أن انعكاسات مخاطر التغير المناخي وتراجع الهطل المطري التي شهدتها المملكة خلال الموسم الشتوي الحالي، ألقت بظلالها الثقيلة وبشكل واضح على موازنة المياه الصيفية الحالية، وسط ترجيحات بمرور صيف صعب وحرج يتعلق بعجز مائي قد يفوق 15 مليون متر مكعب لأغراض الشرب خلال فترة الصيف.
إلى ذلك، توقع التقرير أن يساهم تغير المناخ والانحباس الحراري بزيادة عدد المناطق المجهدة بالمياه، ورفع حدة الإجهاد المائي في المناطق المتأثرة بالفعل، مبديا قلقه حيال احتمالية أن تشكل الزراعة تحديا خاصا، وسط صعوبات من حيث عدم إمكانية التنبؤ بمعدلات هطل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والمؤدي لتسريع تبخر المياه من التربة.
وأشار إلى اختلاف الإجهاد المائي بشكل كبير من مكان لآخر، مبينا أن أضراره لا تنحسر في الصحة العامة والتنمية الاقتصادية والتجارة العالمية، إنما يساهم بالهجرات الجماعية وإثارة الصراع، ما يتطلب ممارسات أكثر استدامة وابتكارا ولتحسين التعاون الدولي في إدارة المياه.