تسبب الحظر الليلي والصيام في شهر رمضان الفضيل، بخفض المخزون الإستراتيجي للدم في المحافظة إلى
50 % بسبب تراجع أعداد المتبرعين، الذين لا يرغبون التبرع وهم صائمون نهارا ولا يستطيعون الوصول الى المستشفيات ليلا بعد الافطار بسبب الحظر الجزئي، في وقت غابت فيه ايضا حملات للتبرع بالدم التي كانت تشهدها المحافظة سابقا.
ودعت بعض المستشفيات في المحافظة المواطنين إلى التبرع بالدم لسد النقص الحاصل في وحدات الدم.
وأعلن بنك الدم في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، عن حاجته الماسة لجميع زمر الدم السالبة وخصوصاً زمرة (-O)
وقال المستشفى، إنه سيتم فتح باب التبرع أيام الخميس والجمعة والسبت على مدار الـ 24 ساعة.
ونوهت إلى أن التبرع بالدم عمل إنساني نبيل يساهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى، الذين هم في أمس الحاجة إلى نقل الدم، داعية من لديه الرغبة إلى التبرع التوجه إلى بنك الدم.
وأكد ولي أمر أحد المرضى، أن المستشفى طلب منه تأمين وحدتين دم من أقربائه قبل دخول المريض لغرفة العمليات، مؤكدا إن المستشفيات ترفض إدخال المريض للعملية إلا في حال تأمين وحدات دم له.
وأشار إلى أن مسؤولية تأمين وحدات دم مسؤولية الحكومة، لاسيما وأن العديد من المواطنين ليس عندهم أشخاص يتبرعون بالدم.
بدورها، أكدت مديرة بنك الدم المركزي في وزارة الصحة الدكتورة آسيا العدوان، أن هناك استقرارا بالدم في جميع مناطق المملكة، إلا إنها دقت ناقوس الخطر بسبب الحظر الجزئي في ساعات المساء.
وقالت إن مخزون الدم لديها انخفض بنسبة 35 % خلال جائحة كورونا التي بدأ تأثيرها على المملكة العام الماضي، بسبب قلة عدد المتبرعين وتكرار الإغلاقات وحظر التجوال، وتوقف الحملات الخارجية للتبرع، ما أدى إلى نقص بنحو 200 وحدة دم يوميا، لكنه عاد إلى مستوياته الطبيعية بعد الإعلان عن زيادة ساعات الحظر الجزئي.
وأشارت العدوان، إلى أن الرصيد الإستراتيجي لبنك الدم انخفض في شهر رمضان بنسبة 50 % لعدة أسباب متمثلة بتقليص ساعات الحظر والحظر الشامل يوم الجمعة، وتوقف الحملات التي كان ينظمها البنك لمؤسسات المجتمع المحلي.
وأكدت العدوان، انه قبل جائحة كورونا كان هناك مواطنون يذهبون لبنوك الدم المنتشرة في المملكة من اجل التبرع بالدم، إلا انه بسبب الصيام لا يوجد متبرعين حاليا، نظرا لحاجتهم بعد التبرع لعصير ومياه خوفا من حدوث تضاعفات.
وأوضحت العدوان، أن العينات التي يتم إخراجها من بنك الدم يجب تأمين الكمية نفسها، وألا أصبح هناك خلل بالرصيد الاستراتيجي، مؤكدة أن بنك الدم المركزي من أحسن أرصده البنوك في المملكة، يساعد أي مستشفى حكومي أو خاص أو عسكري.
وقالت إنه إذا كان هناك أي نقص في بنوك الدم في المملكة، يتم على الفور تزويده من البنك المركزي، مؤكدة أن نقصا كبيرا في أعداد المتبرعين بشكل طوعي، لذلك فان بنك الدم بات يعتمد بشكل رئيس على المتبرع الأسري، بحيث إذا كان هناك مريض بحاجة إلى وحدات دم، فانه يطلب من أقربائه التبرع بتلك الوحدات، فيما بنك الدم يساعد بوحدات إضافية في حال أي نقص.
ولفتت إلى توقف الحملات الخارجية في شهر رمضان والأشهر الماضية، بسبب جائحة كورونا لرفض مؤسسات المجتمع المدني التنسيق مع البنك، خوفا من التجمعات والإصابة بالفيروس، مؤكدة انه تمت مخاطبة الوزارة لعمل حملات على الدوائر الحكومية والوحدات العسكرية للتبرع بالدم.
وبينت أن بنوك الدم كانت قبل جائحة كورونا تقوم بـ5 حملات يوميا وتجمع ما يقارب 100 وحدة، إلا انه في الوقت الحالي فان عدد الحملات لا تتجاوز مرة واحدة شهريا.
وقالت العدوان، إن الأمور تحت السيطرة بالرغم من أن بنوك الدم تقوم بتزويد القطاع الخاص بوحدات دم لعدم إيقافهم العمليات المبرمجة كما فعل القطاع الحكومي، وبالتالي فان البنك مجبور على تلبية طلبات القطاع الخاص من وحدات دم خصوصا وان القانون يمنع القطاع الخاص من إنشاء بنوك دم لديه.
بيد أن، مدير مديرية الشؤون الصحية لمحافظة إربد الدكتور رياض الشياب، أكد أن مخزون وحدات بنك الدم لإقليم الشمال، وبنك الدم في مستشفى الأميرة بسمة التعليمي كاف، وتمت الاستجابة لجميع طلبات تزويد المستشفيات والمرضى بوحدات الدم في مستشفيات إقليم الشمال.
وأوضح أنّ بنك الدم لإقليم الشمال يزود بصورة مستمرة مستشفيات الإقليم كافة بوحدات الدم عند الطلب، بالإضافة إلى رفد مستشفى إربد الميداني بوحدات الدم المطلوبة عند الحاجة، إلى جانب تزويد مرضى الثلاسيما الذين راجعو وحدة الثلاسيميا في مستشفى الأميرة رحمة التعليمي بوحدات الدم اللازمة.
ولفت الشياب إلى وجود 74 وحدة دم في مستشفى الأميرة بسمة التعليمي، و15 وحدة تحت الفحص، إضافة إلى توفر 209 وحدات دم في بنك الدم لإقليم الشمال، و33 وحدة تحت الفحص.
وأشار إلى أنّ مديرية الشؤون الصحية لمحافظة إربد تتابع باستمرار مخزون الدم في المحافظة، وتحرص على استقبال المتبرعين بالدم سواء من أفراد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، أو المواطنين في مختلف الأوقات وذلك ضمن بروتوكولات السلامة والصحة العامة المعمول بها خلال جائحة كورونا.
وتؤكد الأرقام أن نسبة المتطوعين المتبرعين بالدم في الأردن من أعلى النسب عالميا، إذ بلغ عدد المتبرعين في المملكة 2019 في مواقع التبرع كافة كالخدمات الطبية ومستشفى الحسين للسرطان وغيرها 237729 متبرعا، في حين بلغ عدد المتبرعين في مديرية بنك الدم وبنوك الدم الفرعية التابعة لوزارة الصحة 132263 متبرعًا للفترة ذاتها من العام الماضي.
ونفذت الوزارة عام 2019 نحو مائتي حملة للتبرع بالدم، إلى جانب التبرع الطَّوعي المنظم الذي بلغت نسبته من العدد الكلي للمتبرعين %58، مقابل
42 % للتبرع العائلي.الغد