في الوقت الذي شهد فيه موقع عماد السيد المسيح (المغطس) تراجعا بأعداد الزوار بأقل من الربع الأول من العام الماضي بحوالي 8 أضعاف، يؤشر وصول مجموعات سياحية أجنبية لزيارة الموقع إلى أن الأوضاع آخذة بالتحسن.
وقال مدير عام هيئة المغطس رستم مكجيان “إن هذا التراجع هو الأكبر منذ افتتاح الموقع العام 2002 نتيجة الوضع الوبائي “الصعب””، مضيفا أن عدد زوار الموقع خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي بلغ 4 آلاف زائر بمعدل ألف زائر شهريا.
وبين أن عدد الزوار للفترة نفسها من العام 2020 وصل الى 32 ألف زائر رغم أن عدد الزوار خلال شهر نيسان (ابريل) من العام نفسه كان صفرا، قائلا “ما يدعونا للتفاؤل أن بعض المجموعات بدأت تأتي من دول مختلفة مثل رومانيا، نيجيريا وباكستان من خلال مكاتب سياحية، ما يؤشر الى بدء تحسن الحركة السياحية والذي يبقى مرهونا بتحسن الوضع الوبائي في المملكة”.
وأشار مكجيان إلى أن السياحة الداخلية شكلت حوالي 40 % من إجمالي عدد الزوار، فيما توزع باقي العدد على السياح من أميركا وأوروبا ودول شرق آسيا وافريقيا والدول العربية، موضحا أن هذا الموقع الديني الذي يعد أحد أقدس الأماكن الدينية لدى المسيحيين في العالم يستحق بذل المزيد من الجهود لإظهار العمق الديني والروحي لقصة المكان ورسائله للإنسانية.
وأكد أن الهيئة عملت على تنفيذ برامج وخطط لدفع المزيد من الزوار لزيارة الموقع واستغلال الفترة التي تراجع فيها عدد الزوار لتحسين وتطوير الموقع وتمكين العاملين بما يسهم في تعزيز تجربة الزائر خلال زيارته للموقع، مبينا أنه جرى تنفيذ أعمال الصيانة وتحسين مسارات الزوار وصولا الى ضفة النهر، إضافة إلى استمرار أعمال صيانة وترميم المواقع الأثرية بالتعاون مع دائرة الآثار العامة.
وبين أنه جرى التركيز على تأهيل الكادر، وخاصة الأدلاء ومرافقي الزوار، من خلال إعطاء دورة إعادة تأهيل مرافقي زوار الموقع في مجالات حسن الاستقبال والضيافة ومتابعة شروط متطلبات السلامة العامة، والتركيز على قصة المكان ورسائله للإنسانية بشكل موحد ويتماشى مع الكتاب المقدس وأقوال الرحالة والشواهد الأثرية.
وبين أنه تم عقد دورات بهذا الخصوص وعقد دورة متخصصة لحوالي 70 دليلا مرخصا بشكل رسمي من قبل وزارة السياحة والآثار بالتنسيق مع جمعية الأدلاء السياحيين بهدف تأهيل الأدلاء المتخصصين بالسياحة الدينية فيما يتعلق بزوار الموقع وباللغات كافة لضمان وصول المعلومة الصحيحة لجميع الزوار.
وأشار مكجيان، الى أنه جرى إعداد كتيب تعليمات السلامة الصحية وكتيب خاص بالإجراءات التشغيلية داخل الموقع بالتشاركية والتعاون مع الوكالة الأميركية للإنماء الدولي للحفاظ على سلامة كادر الهيئة وبث الطمأنينة بين الزوار، مؤكدا أنه تم إعداد وثائق عطاء تأهيل مركز الزوار بالتعاون مع متخصصين من وزارة السياحة والآثار وأحد المكاتب الهندسية، وسيتم استدراج عروض فنية ومالية لتنفيذ أعمال مركز الزوار خلال شهر أيار (مايو) الحالي.الغد