جرش: %40 تراجع الزراعات الصيفية
  تراجعت نسبة الزراعات الصيفية هذا العام في محافظة جرش بنسبة لا تقل عن 40 %، بسبب تراجع كميات المياه في العيون والينابيع، وانخفاض أسعار الخضار والورقيات التي كانت تزرع، بسبب سوء الظروف الاقتصادية الصعبة للكثير من المواطنين.
وتعد الزراعات الصيفية مصدر دخل لآلاف الأسر الجرشية ذات الدخل المحدود، والتي تمتلك مساحات زراعية خاصة وقريبة من العيون والينابيع وتعتمد عليها في الري، ولا يقل عددها عن 64 موزعة على مختلف قرى وبلدات محافظة جرش.
وقال المزارع عبد المحسن العياصرة، إن محافظة جرش تتميز بالزراعات الورقية الصيفية والتي تعتمد على مياه الينابيع والعيون في ريها، غير أن كمية المياه تراجعت هذا العام وتنخفض تدريجيا نظرا لارتفاع درجات الحرارة مبكرا.
وأضاف أن أسعار الخضار التي تنتج انخفضت بشكل كبير جدا، وأرباحها لا تغطي تكاليف الإنتاج من الأساس، فضلا عن ارتفاع أثمان البذور والأسمدة والمبيدات، التي تستخدم في هذه الزراعات وهذه الظروف، والتي أسهمت في تراجع مساحات الزراعات الصيفية في ملكياتهم الخاصة أو في حدائق المنازل.
وبين العياصرة، أن الآلاف من الأسر كانت تعتمد على الزراعات الصيفية كمصدر دخل إضافي وأساسي في فصل الصيف، لما تتميز به محافظة جرش من وجود وفير للمياه الزراعية، وسهولة تسويق منتوجاتهم لزوار المدينة الذين كانوا بالآلاف يوميا قبل جائحة كورونا.
وأكد المزارع ماجد الزيادنة، أن الحركة السياحية ووفرة عيون المياه والينابيع وتوفر أنواع عدة من الأعشاب الطبية والبرية المصنعة يدويا من خلال المطابخ الإنتاجية، تسهم في تسويق هذه المنتوجات وتشجيع الأسر على زراعتها وإنتاجها سنويا.
وأوضح أن أهل القرى والبلدات معتادون في مثل هذا الوقت من كل عام، على “التبقيل” مما تنبت به الأرض من حشائش وأعشاب طبية، خاصة بالقرب من عيون وينابيع المياه، التي تسرع في نموها، ويعملون على تسويقها من خلال الحركة السياحية التي عادة ما تكون في ذروتها في مثل هذا الوقت من كل عام قبل الجائحة.
وأكد الزيادنة، أن عيون المياه والينابيع تستخدم للزراعات الصيفية، ولا يوجد أي بديل مائي عنها، فضلا عن أنها تعد مقصدا سياحيا للزوار يتنزهون بجوارها أو يعملون على التبقيل من منتجاتها وأعشابها الطبية لأنواع عدة معروفة منذ مئات السنين، منها الجرجير والكزبرة والرجف واللوف والزعتر البري والفطر البري بأنواع عدة والجرجير والخبيزة.
ويعتمد المزارع غسان العياصرة، على الزراعات العشبية بمختلف أنواعها في مثل هذا الوقت من كل عام، ويبيعها في أسواق جرش أو على الطرقات التي تشهد حركة سير على مدار الساعة.
وأضاف أن مزرعته تقع بالقرب من عين مياه دائمة في بلدة ساكب، ما يساعده على استثمار قطعة الأرض التي يمتلكها، ويوفر دخلا شهريا مناسبا لأسرته منها.
وقال العياصرة، إن وجود عيون وينابيع مياه في مختلف قرى وبلدات محافظة جرش، يسهم في التشجيع على الزراعات الصيفية والشتوية، واستثمار أي مساحة أرض قريبة من العيون والينابيع والاستفادة منها، في توفير مصدر دخل للأسر، التي تتعرض لظروف اقتصادية صعبة في ظل جائحة كورونا، إلا أنه اضطر هذا العام لتخفيض مساحة الزراعة الصيفية، لانخفاض إنتاجية عيون المياه القريبة من أرضه وعجزه عن شراء مياه وري المزروعات بسبب ارتفاع أسعارها وعدم توفرها.
إلى ذلك، قال مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة، إن المحافظة تتميز بالزراعات الصيفية وأغلبها الورقيات بأنواع وجودة عالية، وهي تعتمد على مياه عيون وينابيع المياه الموزعة بشكل كبير في مختلف المناطق لغاية سقايتها، مشيرا الى أن المزارعين يستفيدون من هذه العيون والينابيع في الزراعات الصيفية، كون شراء المياه للزراعة مكلفا وغير مجد ويلحق بهم خسائر فادحة.
وأضاف أن مديرية الزراعة تولي عيون وينابيع المياه أهمية كبرى في مشاريعها، لاسيما وأنها متنزهات طبيعية ومصدر جيد وحيوي للمياه الزراعية، مشيرا الى أنها تقوم بتنظيف وتجهيز وتوسعة قنوات الري سنويا.
وبين أن المديرية خصصت هذا العام مبلغ 350 ألف دينار من موازنتها لغاية تبطين وتحديث وتنظيف قنوات الري الزراعية في جرش.الغد