بدأت أسعار مياه الصهاريج الخاصة، بالارتفاع تدريجيا، في ظل استمرار انقطاع المياه وضعفها في بعض المناطق بإربد بنسبة وصلت الـى 20 %، إذ ارتفع سعر حمولة صهريج المياه سعة 3 أمتار في بعض المناطق التي تعاني انقطاع المياه من 12 دينارا إلى 15 دينارا، مقارنة مع 10 دنانير قبل أزمة المياه.
وتتوقع مصادر مطلعة، أن يصل العجز المائي في محافظات الشمال إلى 1500 متر مكعب في الساعة، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض حصة الفرد اليومية دون 90 لترا.
ولجأت شركة مياه اليرموك لمواجهة النقص في المياه، بالتعاقد مع صهاريج من القطاع الخاص، إضافة إلى استئجار آبار مملوكة للقطاع الخاص.
وإزاء أزمة المياه، التي بدأت تشهدها العديد من مناطق محافظة إربد (علعال، مرو، المدينة الصناعية، الحي الجنوبي، المجمع الشمالي، المزار الشمالي، ارحابا، عنبة، وحبكا، وكفريوبا ومناطق في لواء بني كنانة) عقد محافظ إربد رضوان العتوم اجتماعا ضم المسؤولين عن المياه في المحافظة لضمان وصول المياه للمواطنين.
وقال المحافظ، انه سيصار إلى تشكيل خلية خاصة بموضوع التزويد المائي تضم الحكام الإداريين ومدراء إدارات المياه والقطاع الخاص، لخلق حالة استجابة سريعة للتعامل مع النقص المتوقع لكميات المياه المسالة للمواطنين كل في منطقته.
وتحدد وزارة المياه سعر بيع متر المياه لأصحاب الصهاريج من المحطات التابعة لها بنصف دينار، فيما يبيع أصحاب الصهاريج سعر متر المياه واصلا للمنزل ما بين 4 – 5 دنانير، حسب المنطقة.
فيما يباع متر المياه في الآبار الخاصة ما بين دينار وربع إلى الدينارين، بحسب أصحاب صهاريج أكدوا أن أصحاب الآبار رفعوا أسعارهم خلال الأسابيع الماضية.
وأكد أصحاب صهاريج أن العديد منهم يفضلون شراء المياه من الآبار الخاصة، لكونها قريبة من المدينة عكس محطة النعيمة التي تتبع لوزارة المياه والتي تبعد عن المدينة أكثر من 20 كم، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف كبدل للمحروقات.
وأكدوا أن العديد من المواطنين قاموا باستئجار آبار اسمنتية كبيرة في مدينة إربد لتجميع المياه فيها من خلال صهاريج كبيرة بسعة تزيد على 30 مترا يتم شراؤها من الرمثا وتفريغها في تلك الآبار وبيعها لصهاريج سعة 3 أمتار.
وأكد سعيد عليان سائق صهريج، أنه يقوم بشراء المياه من أحد آبار التجميع في مدينة إربد بسعر 5 دنانير لصهريج سعته 3 أمتار وبيعه للمواطن بسعر يتراوح ما بين 12 – 14 دينارا. وأشار إلى انه وقبل ارتفاع الحرارة كان يبيع الصهريج سعة 3 أمتار بحوالي 10 دنانير لعدم وجود إقبال عليه، مؤكدا انه ومنذ أكثر من أسبوعين زاد الطلب على المياه بشكل كبير.
وأكد سائق صهريج آخر أن ارتفاع أسعار المحروقات في الآونة الأخيرة دفعه إلى رفع الأسعار، إضافة إلى ارتفاع أسعار التصليح والميكانيك والصيانة، مما انعكس على أسعار المياه.
وقال المواطن شاهر أبو الرب من سكان الحي الجنوبي في إربد، أن المياه لم تصلهم منذ أكثر من 3 أسابيع، مؤكدا انه راجع شركة مياه اليرموك للحصول على صهريج مياه، إلا انه لم يتمكن من ذلك.
وأشار إلى أن معاناة سكان البناية التي يقطنها أكثر من 16 أسرة بدأت مع بداية شهر رمضان، مؤكدا أن العمارة لا يصلها 3 أمتار أسبوعيا. ولفت إلى العديد من المشاحنات التي تقع بين سكان البناية بموعد ضخ المياه التي تصل إلى بعض العدادات ضعيفة لقيام آخرين بتركيب “ماتور” شفط، مؤكدا أن تركيب “ماتور” سيؤدي إلى حرمان باقي السكان من المياه.
وأشار المواطن محمد الأعرج من سكان بلدة جحفية، أن أراضي البلدة تعوم على بئر مياه، إلا أن المياه لم تصلهم منذ شهر بعد أن تم نقل مياه البئر إلى مناطق أخرى في المحافظة وحرمان أهالي البلدة. وأكد الأعرج أن صهاريج المياه الخاصة بدأت برفع تدريجي للمياه، حيث كان الصهريج سعة 3 أمتار يباع بـ 10 دنانير والآن بات يباع بـ 14 دينارا أو أكثر في بعض المناطق، مشيرا إلى صهاريج المياه استغلت انقطاعات المياه ورفعت أسعارهم من 4 دنانير للمتر إلى 5 دنانير.
وقال احمد الجراح من سكان المزار الشمالي، إن اللواء يشهد أزمة مائية ما جعل أصحاب الصهاريج يتحكمون في الأسعار وتلبية الطلب.
بدوره، قال مصدر في وزارة المياه والري، إن سعر المتر المكعب من المياه يجب إلا يزيد على 3.5 دينار للصهاريج الخاصة والمعبأة من بئر خاصة. وأكد انه بعد تحرير أسعار المحروقات وما ترافق معه من ارتفاع كلف صهاريج نقل المياه الصالحة للشرب، فقد تم اعتماد آلية لاحتساب التعرفة بناء على عناصر الكلفة المختلفة.