رغم أن غابات عجلون سجلت، وفق أرقام”الزراعة”، انخفاضا في التعديات عليها العام الحالي لتبلغ 15 حادثا فقط، مقارنة مع ذات الفترة من السنوات السابقة والتي كانت تصل فيها إلى 40 اعتداء، إلا أنها ما تزال تعاني خطرا آخر يتعلق بنشوب حرائق الصيف، ما دفع بناشطين بيئيين إلى اقتراح جملة حلول لمواجهتها والتخفيف من أضرار نشوب الحرائق.
ويعزو مسؤولون ومعنيون في القطاع التراجع في اعداد الاعتداءات، إلى حزمة من الإجراءات تتمثل بزيادة وتكثيف الرقابة من قبل الشرطة البيئية وكوادر الزراعة، وزيادة أعداد ابراج المراقبة واستخدام وسائل حديثة في الرقابة كطائرات الدرون.
ويقول خالد عنانزة، إن تجارب التعامل في الحرائق في مواسم سابقة كشفت أن عدم وجود طرق طوارئ وسط الغابات على شكل “بلوكات”، وخصوصا في المناطق الوعرة التي يتعذر وصول الإطفائيات إليها، وحتى الكوادر الراجلة، يجعل من المستحيل السيطرة على الحرائق، قبل ان تأكل الأخضر واليابس وكل ما تجده في طريقها.
وأكد أن تقسيم الغابات إلى مربعات “بلوكات” من خلال شق الطرق فيها(خطوط نار)، يسهل وصول آليات الأطفاء اليها بالوقت المناسب، وبالتالي سرعة السيطرة على الحريق وتقليص الخسائر الناجمة عنه.
ويؤكد الناشط البيئي الزميل علي القضاة، ان الغطاء الأخضر في محافظة عجلون يتعرض لتهديدين خطيرين ومتكررين، يتمثل الأول بإعدام الأشجار بالمناشير والثاني نشوب الحرائق فيها لاسيما المفتعلة، مؤكدا أنها باتت تهدد مستقبل الغابات بشكل جدي، ما يستدعي سرعة تقسيم الغابات من خلال شق الطرق على شكل مربعات لحمايتها بسرعة ووصول آليات الإطفاء إليها، مشيرا إلى أنه تم في سنوات سابقة استخدام طائرة لإطفاء أحد الحرائق الذي نشب في منطقة باعون بسبب عدم وجود طرق توصل إلى مكانه.
ويقول سمير الصمادي، إن فتح الطرق بين الغابات يعد حلا مناسبا للتعامل مع الحرائق، لاسيما المفتعلة التي ما تزال تضرب في مناطق عديدة بالمحافظة عجلون، خصوصا في ظل انتشار الأعشاب الكثيفة الجافة على جوانب الطرق ووسط الغابات وتوقع عودة التنزه الصيف المقبل مع رفع الحظر، وارتفاع درجات الحرارة.
ولفت إلى أهمية زيادة عدد طوافي الحراج واستثنائهم من قرار وقف التعيينات، لاسيما ان 50 طوافا فقط يغطون أكثر من 142 كلم مربع من الغابات.
وأكد أحمد القريشات أن الأعشاب الجافة، تشكل تهديدا خطيرا ومزمنا للغابات، وذلك جراء سهولة اشتعال وانتشار النيران حال نشوبها في مساحات شاسعة من هذه الغابات، مشددا على أهمية تغليظ العقوبات على مرتكبي الحرائق المفتعلة، وتزويد مديرية زراعة المحافظة بالمعدات والإمكانات الكافية من مركبات وسيارات إطفاء وطوافين ومراقبي حراج وعمال حماية وأبراج مراقبة موزعة في مختلف المناطق، إضافة إلى تزويدها بآليات كافية لفتح الطرق في المناطق الوعرة بين الغابات، وذلك لتسهيل وصول آليات الإطفاء.
ودعا رئيس مجلس المحافظة عمر المومني إلى إزالة الأعشاب بالتعاون ما بين وزارتي الأشغال والزراعة، وفتح ممرات بين الغابات للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى مواقع الحرائق، وزيادة عدد الطوافين وأبراج المراقبة لحماية الثروة الحرجية، لافتا إلى أهمية السماح بالرعي في المناطق الحرجية وأماكن وجود الأعشاب، للتخفيف من نموها وحراثة جوانب الطرق وتجهيز الآليات من لودرات وصهاريج ضخ المياه، للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى أماكن نشوب الحرائق التي تقع في الغابات.
يذكر ان مساحة الأراضي الحرجية في المحافظة تبلغ 140250 دونما وبما نسبته 34 % من مساحة المحافظة.
وتتوزع مساحة الغابات بشكل مفصل في منطقة عجلون 43748 دونما، وكفرنجة 62490 دونما، وعنجرة 70211 دونمات، وعين جنا 41115 دونما، وصخرة 19365 دونما، وعبين عبلين 14172 دونما، وعرجان 18578 دونما، وباعون 7187 دونما، وأوصرة 7550 دونما، والهاشمية 16155 دونما، وراسون 16411 دونما، وحلاوة 11530 دونما، والوهادنة 50803 دونمات، وراجب 44042 دونما، وسامتا وراس منيف 15258 دونما، والشكارة 7806 دونمات، ولستب 2117 دونما، ودير البرك 4192 دونما.
وتشير ارقام مديرية الزراعة إلى وجود 35 طوافا و7 دوريات لمأموري الحراج، إضافة إلى أعداد من الحراس العاملين في 7 أبراج حماية موزعة في مناطق المحافظة.
وكان اجتماع عقد الأسبوع الماضي في مبنى محافظة عجلون برئاسة وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات بحضور محافظ عجلون سلمان النجادا والنائب الدكتور فريد حداد، بحث الجهود التنسيقية بين الزراعة والدفاع المدني والإدارة الملكية لحماية البيئة والأجهزة الأمنية لحماية غابات المحافظة، التي تمثل رئة الوطن من الحرائق المفتعلة والاعتداءات غير المشروعة.
وثمن الوزير جهود محافظ عجلون سلمان النجادا لحماية هذه الثروة الوطنية، مشيرا لانخفاض الضبوطات الحرجية خلال الربع الأول من هذا العام إلى 15 ضبطا حرجيا، ما يؤشر على نجاح المتابعة الميدانية من قبل الجهات ذات العلاقة ونجاعة الإجراءات المتخذة بحق المخالفين.
وقال الوزير الحنيفات إن الوزارة أطلقت الخطة الوطنية للتحريج على مستوى المملكة، والتي تستهدف مساحات واسعة وزراعتها بأشجار ذات فائدة وقيمة اقتصادية تتلاءم وطبيعة ومناخ كل منطقة، لافتا إلى أنه سيتم زيادة أعداد العمال الزراعيين المخصصين للمحافظة وتوزيع الأحطاب الموجودة لدى المحطات بالتنسيق مع الحكام الإداريين على ذوي الدخل المحدود أو من هم قاطنون بجوار الغابة لتعزيز جوانب ومجالات الحماية للغابات من الاعتداءات.
وأكد على الشراكة مع البلديات في الحفاظ على استدامة نظافة الغابات وحراستها وحمايتها للحد من التعديات والقضايا المفتعلة على الغابات، لافتا لحرص الوزارة على تعزيز منظومة الشراكة والتعاون مع مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية.
وشدد على دور الطوافين في المتابعة والحفاظ على مناطقهم من الاعتداءات تحت طائلة المساءلة، مبينا أنه تم تزويد المحافظة بتراكتورين للمساهمة في جهود الإطفاء إلى جانب ما هو موجود من آليات اخرى وتفعيل أبراج المراقبة الموجودة في المحافظة.
وأوعز الوزير الحنيفات لمديرية الزراعة بوضع خطة طوارئ ومناوبة خلال عطلة عيد الفطر السعيد، حيث ستشهد المحافظة إقبالا من الزوار والمتنزهين ما يتطلب ارشادهم للحفاظ على نظافة المكان والغابات من العبث.
من جهته، أشار المحافظ النجادا إلى الجهود التنسيقية بين الزراعة والدفاع المدني والإدارة الملكية لحماية البيئة والأجهزة الأمنية الأخرى في الحفاظ على الثروة الحرجية من الاعتداءات المختلفة ، مؤكدا أن وضع خطة طوارئ بصورة مبكرة يوفر وقتا وجهدا كبيرين.
ودعا إلى تعزيز منظومة الحماية للغابات بتوفير بعض اللوازم التي تساعد في سرعة الاستجابة، مؤكدا أن ما تم اتخاذه من إجراءات خاصة بالمتابعة والمراقبة ساهم في الحد من التعديات على الغابات.
وقال رئيس قسم الحراج في زراعة المحافظة المهندس حاتم فريحات، إن خطة الطوارئ تضمنت تسيير 7 دوريات متحركة داخل المحافظة على مدار الساعة من أجل حماية الغابات من التعدي أو الحرائق، مبينا أن هناك بؤرا ساخنة سيتم التعامل معها بدقة وجهوزية عالية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.