سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني، الاثنين، الضوء على عودة استهداف الأقصى والمقدسيين بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية حيز التنفيذ، إضافة الى التوجيهات الملكية بدعم دائرة أوقاف القدس وإعادة إعمار المسجد الأقصى بعد الدمار الذي تعرض له خلال الاعتداءات الأخيرة.

وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس مشاهد لمظاهر الاحتفال التي عمت أرجاء القدس بعد دخول وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني حيز التنفيذ، والانتصار الذي حققته المقاومة في معركة الدفاع عن القدس والأقصى، حيث خرجت الجماهير في الساعة الثانية فجر الجمعة مطلقين المفرقعات.

بيد أن هذه الفرحة والاحتفالات لم ترق للاحتلال الصهيوني، فما هي الا ساعات حتى اقتحم العشرات من جنود الاحتلال باحات المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، مستخدمين القوة المفرطة بحق المصلين في المسجد مما أدى الى إصابة العشرات منهم بالطلقات المطاطية وقنابل الصوت والضرب العنيف من قبل جنود الاحتلال، كما تم تسجيل اعتقال الكثير ممن تواجدوا في باحات المسجد.

رئيس لجنة تحرير الاسرى في القدس، أمجد أبو عصب، أكد في حديثه خلال التقرير أن قوات الاحتلال قامت بإطلاق الرصاص المطاطي واعتقال عشرات الفلسطينيين بسبب غضبها من هذا الإنجاز الكبير، حيث حولت جزءا كبيرا منهم للسجون والمحاكم، مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني ما زال على العهد بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.

وخلال عرضه مشاهد لشرطة الاحتلال أثناء اعتقالها للمقدسيين وإطلاق الرصاص المطاطي عليهم في باحات المسجد، لفت التقرير الى أن هذه الاعتداءات أستمرت بشكل عنيف بعد أن فتحت الشرطة باب المغاربة أمام المتطرفين اليهود لاقتحامه بعد أن كان مغلقا لمدة 19 يوما بوجهم، كما قامت بالاعتداء على كل من كان على طريقها، إضافة لاعتدائها على النساء وموظفي الأوقاف أثناء تأديتهم لعملهم، ومنع المصلين من الدخول الى المصلى القبلي أثناء هذه الاقتحامات وقامت باعتقال العديد من الشبان وموظفي الأوقاف.

المقدسي ناصر قوس، قال بأن الاعتداءات كانت “أصعب وأشد” مما كانت قبل 17 يوما، إضافة الى منع شرطة الاحتلال لطلاب المدرسة الشرعية الى ساحات المدرسة، وقيامهم باعتقال أي شخص يقوم بتصوير الاقتحامات وإخراجه خارج ساحات المسجد.

بدوره، قال الناشط المقدسي زكي أبو طاعة، إن “وحدة الحال” لدى الشعب الفلسطيني “لم نشهدها منذ عقود”، وأن لا أحد يتحدث الان عن الداخل والخارج وعرب 48، بل أن الجميع يتحدث عن شعب واحد وخارطة فلسطينية واحدة على أرض الواقع، وأن هنالك الغاء لجميع إنجازات الاحتلال على مدى سبعة عقود.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال من القدس بمدير عام دائرة اوقاف القدس الشيخ محمد عزام الخطيب، الذي ثمن الدعم “المادي والمعنوي” الملكي من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين للقدس والمسجد الأقصى المبارك ومديرية اوقاف القدس وموظفيها، لافتا الى أن هذا الدعم بمثابة تأكيد على حق الوصاية والاهتمام من قبل جلالة الملك، وعدم السماح بالتجاوز على هذه المقدسات والقدس.

وأوضح الخطيب أن الملك عبدالله الثاني وجه بإصلاح كافة الأضرار التي تعرض لها المسجد الأقصى المبارك خلال الاعتداءات الأخيرة من قبل قوات الاحتلال.

كما أشار الشيخ الخطيب الى أن توجيهات الملك شملت المستشفيات ايضا، مشيرا الى المكرمة الملكية قبل عدة أيام بدعم مستشفى المقاصد، اضافة الى مستشفيين اخرين كانا بحاجة ماسة الى الأدوية والمستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى والمرضى، حيث استفاد أكثر من الف مواطن في مستشفى المقاصد من هذا الدعم الذي وصل من عمان قبل فترة بسيطة وبتوجيهات ملكية.

كما التقى البرنامج بالمقدسي نضال السائح، الذي كان حاضرا في القدس خلال الأحداث الأخيرة، حيث أكد على أن حقد الاحتلال الصهيوني على المقدسيين جعله لا يستثني من اعتداءاته بشرا ولا حجرا، ولا يفرق بين مسلم ومسيحي، وأن الجندي الصهيوني مسلح “بحقد” ضد كل مواطن فلسطيني في القدس الشرقية، وهو لا يريد للمقدسيين العيش ولا الشرب ولا التنقل في مدينته بكل حرية، كما أكد على أن جنود الاحتلال كانوا يتعطشون للاشتباك مع الشبان المقدسيين.

وأضاف بأنه لم يشاهد منذ سنين مثل هذه الجرأة لدى هؤلاء الشباب، وأن القدس لديهم “خط أحمر”، ولا خوف على المسجد الأقصى المبارك ما داموا موجودين.

أما رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية، الدكتور حنا عيسى، الذي تحدث للبرنامج عبر اتصال فيديو من رام الله، بين أن القدس تتعرض لهجمة شرسة كان أساسها في عام 1975 لإقامة القدس الكبرى، حين بدأت سلطات الاحتلال بعملية التهويد على جميع المستويات، مشيرا الى أنها تستولي الآن على 87 بالمئة من مساحة القدس الإجمالية، اضافة الى تهويد ما نسبته 97 بالمئة من مدينة القدس، وأوضح أن القدس تتعرض حاليا لهجمة شرسة من قبل المتطرفين الذين يدعون الى تحويل المسجد الأقصى الى “وصاية الأديان اليهودية في الكيان” وهدمه، ويبدو ذلك جليا من خلال الحفريات التي تجري تحته، وبناء 105 كنيس يهودي حوله، وعمارة شتراوس التي تعلو المسجد، اضافة الى مصادرة الأراضي حوله وبشكل خاص في المقابر.