سلّم رئيس الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف العيسوي في منطقتي الضليل والأزرق بمحافظة الزرقاء، اليوم السبت، 21 أسرة عفيفة مساكنها الجديدة ضمن إطار المبادرة الملكيّة لإسكان الأسر العفيفة، كما تفقّد مشروع المخطط الشمولي لمنطقة الأزرق.

وفي إطار متابعة تنفيذ مشاريع المبادرات الملكية، عقد العيسوي، بحضور نائب رئيس الوزراء، وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، ووزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يحيى الكسبي، اجتماعاً في محمية الأزرق، للإطلاع على مراحل سير العمل في مشروع المخطط الشمولي للمنطقة.

وتتضمن محاور المشروع: وضع خطة تطويرية للأزرق تأخذ بعين الاعتبار أنها بوابة الأردن من جهة الشرق، وتحديد واستغلال عناصر قوة المنطقة وقدرتها على جذب الاستثمار المناسب بشكل يحافظ على ثروات المنطقة، ويُسهم في الإرتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين، وتوفير فرص العمل.

ويأتي هذا الاجتماع، تأكيداً لتوجيهات جلالة الملك المستمرة بضرورة الإسراع في تنفيذ المخططات الشمولية التي تراعي المزايا التنافسية التي تتمتع بها كل منطقة، وبما يُسهم في تنمية المجتمعات المحلية، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتطوير الخدمات المقدمة لهم.

وخلال الاجتماع، الذي سبقه جولة ميدانية في مواقع يشتمل عليها المشروع، قال العيسوي إن جلالة الملك يؤكد دوماً ضرورة التركيز على تحسين واقع مختلف مناطق المملكة وتطويرها وتنظيمها ورفدها بالمشاريع التنموية والسياحية الجاذبة، بهدف تنمية هذه المناطق وتحسين الأوضاع الخدمية والبنى التحتية فيها، وخدمة المجتمعات المحلية بأفضل طريقة ممكنة وتوفير فرص العمل للأهالي من خلال حزمة المشاريع التي تتضمنها هذه المخططات.

وبيّن أن الديوان الملكي الهاشمي يتولّى تنسيق الجهود بين جميع الأطراف ذات العلاقة، لتحقيق تقدم ملموس في المخطط الشمولي للمنطقة، وبما يسهم في تأهيل المنطقة والنهوض بالواقع البيئي والتنموي فيها، مشيراً إلى أهمية المشروع وحاجته لتكريس جهود جميع الجهات المعنية لتحقيقه على أرض الواقع، وبما ينسجم مع التوجيهات الملكية.

وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، من جهته، إن هذه الزيارة جاءت للإطلاع على واقع المخطط الشمولي لمنطقة الأزرق، والاستماع من المعنيين حول هذا المشروع الذي سيسهم في النهوض بالمنطقة، وأهم التفاصيل التي يجب مراعاتها عند التنفيذ.

وأضاف، أن الاجتماع خلص إلى تشكيل لجنة من المعنيين في جميع الجهات ذات العلاقة، لدراسة المشروع على أرض الواقع، وصولاً لإيجاد منطقة سياحية متكاملة، تُسهم في تحسين الظروف المعيشية للمجتمع المحلي. ويستهدف هذا المشروع، بحسب شرح قدمه مدير عام الجمعية الملكية لحماية البيئة يحيى خالد شحادة، توسعة المحمية المائية من 12 كيلو متراً إلى 74 كيلو متراً، وتطوير منطقة المشروع السياحي وربط قلعة الأزرق والمحمية مع المشروع وتحديد مسار مشاة لربط الموقع، وفتح وتعبيد شارع بغداد الجديد بطول 12 كيلو متراً، إلى جانب تنفيذ منطقة حرفية وصناعية.

وتنفيذا للتوجيهات الملكية، سلّم العيسوي، بحضور الوزير الكسبي، ووزير الشباب، وزير التنمية الاجتماعية بالوكالة “محمد سلامة” النابلسي، ومحافظ الزرقاء، مفاتيح المساكن الجديدة وشهادات الانتفاع للأسر المستفيدة من مبادرة مساكن الأسر العفيفة في قضائي الأزرق والضليل، والتي جرى تأثيثها وتزويدها بمختلف الأجهزة الكهربائية اللازمة.

وتستهدف مبادرة “مساكن الأسر العفيفة”، التي أطلقت بتوجيهات ملكية عام 2005 وشملت جميع محافظات المملكة، توفير الحياة الكريمة والمستقرة للأسر التي تُعد الأكثر عوزاً واستحقاقاً، ويجري اختيارها، وفقا لأسس تراعي تحقيق العدالة والشفافية التي تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعية، وتُصمّم المساكن، وفقاً لأعلى المواصفات الهندسية والفنية.

وقال العيسوي، إنه بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك، يجري تنفيذ مشاريع مبادرات ملكية في مختلف مناطق المملكة، ومن ضمنها مبادرة “مساكن الأسر العفيفة” التي لم يتوقف تنفيذها رغم تداعيات جائحة كورونا وآثارها السلبية على العديد من القطاعات، لافتا إلى أن الجهود تسارعت بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية للإنتهاء من بناء المساكن وتسليمها للأسر المستهدفة ضمن البرامج الزمنية المحددة.

وأضاف، إن جلالة الملك يضع في مقدمة أولوياته تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، خصوصاً في المناطق النائية، وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم وتمكينهم وتعزيز مشاركتهم في مسيرة التنمية المستدامة، وهو ما تسعى المبادرات الملكية إلى تحقيقه وترجمته على أرض الواقع من خلال مشاريع وبرامج تقوم بتنفيذها، تلبّي الاحتياجات التنموية والإنسانية للفئات المستفيدة في المجتمعات المحلية.

وأشار الكسبي، بدوره، إلى أن للوزارة دورا تكامليا في إخراج هذه المساكن إلى أرض الواقع، من خلال تصميم نموذج موحّد للمساكن، يحوي جميع الاحتياجات للأسر المستفيدة، إلى جانب تأمين الخدمات وشبكة الطرق الداخلية، فضلاً عن دور الوزارة في الإشراف على تنفيذ هذه المساكن من خلال كوادر مديريات الأشغال المنتشرة في المحافظات، وإدارة العقود مع المقاولين بصفتها (صاحب العمل) حسب الاتفاقيات المُبرمة معهم.

وقال وزير الشباب، وزير التنمية الاجتماعية بالوكالة، محمد النابلسي، إن الأسر المستفيدة من المبادرة الملكية، هي الأسر الأكثر عوزاً واستحقاقاً وتحتاج إلى الرعاية والاهتمام، حيث يجري اختيارها، وفقا لدراسات ميدانية، وبحسب أسس ومعايير تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعية، تراعي تحقيق العدالة وتأخذ بالاعتبار عدد أفراد الأسرة وظروفها الاقتصادية والصحية.

وأعربت العديد من الأسر المستفيدة من مبادرة “مساكن الأسر العفيفة”، عن بالغ شكرها وتقديرها لجلالة الملك على هذه المبادرة التي تعكس اهتمام جلالته وحرصه الكبير على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين. وجرى، خلال الجولة وتسليم المساكن، الالتزام الكامل بقواعد السلامة العامة نظرًا للظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة بسبب جائحة كورونا.

وتسعى المبادرات الملكية، التي يجري تنفيذها في جميع مناطق المملكة، إلى تمكين المواطن وتعزيز دوره في مسيرة التنمية المستدامة من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع، وفقا لأولويات تنموية محددة، تلبي احتياجات المجتمعات المحلية، والفئات المستهدفة، وتمكينها وتحفيز طاقاتها لتحسين واقعها الاجتماعي والاقتصادي.