“الشهيد في الشيشان والعزاء بصويلح”، هكذا عبر رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة عن حساسية المجتمع الأردني للأحداث على أي أرض عربية او اسلامية، خلال حديثه عن اختفاء الهوية الوطنية للأردنيين.
وقال الروابدة في محاضرة له بمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الثلاثاء، إن أول حكومة في الأردن ترأسها لبناني درزي، وضمت 3 سوريين واثنين من الحجاز وفلسطيني واحد وأردني واحد، وبعد 3 اشهر استقال الأردني، وشكلت 4 حكومات بعدها ليس بينها أردني واحد، وشكلت في تلك المرحلة 15 حكومة لم يرأسها ابن اردنية، “اعتذر لم اقل اردني لانه كان يحصل على الجنسية صباحا ويعين رئيسا للحكومة عند المغرب”.
وأضاف، “كانت تسمى حكومة الشرق العربي طيلة 6 سنوات، وجيشها الجيش العربي، ولم تقم هوية وطنية أردنية كما قامت الهويات الوطنية في كل قطر عربي اخر”.
وأضاف الروابدة، “فبقيت هوية الأردن هوية عروبية”، واستطاع ان يستقطب الأمير عبدالله في تلك الايام الحكام من كل أرض عربية (رؤساء الحكومات، والوزراء، والمدراء، وكبار الضباط، والقيادات، والاهم استيراد المعلمين).
وأوضح، “لذلك لا يوجد في نشيد المدارس الأردنية كلمة الأردن بل كلها عربية” لأن الهوية المطلوبة كانت أن تكون هوية عربية واختفت الهوية الأردنية او اخفيت او وأدت في تلك المرحلة.
وقال إن الأرض الأردنية كانت تمثل كل دولة عربية ولا يوجد هوية عربية غير ممثلة في الأردن، ولذلك لا يمكن للأردني أن يكون اقليميا، لأنك تتحدث عن بوتقة بها كل الامة العربية وفيها اقليات اخرى.
وأكد، “لا يمكن أن يكون الأردني اقليميا بأي صيغة من الصيغ، لان ليس لديه تحد حتى يصبح اقليميا”.
وبين أن ذلك ترتب عليه شيوع الهوية العربية ووأد الهوية الوطنية في مقابل الهويات الاخرى التي قامت على كل ارض عربية، ولم تنشأ على أرض الأردن أي احزاب عقائدية، ولذلك عين الأردني بعروبيته كانت على القاهرة اذا كان اخا مسلما او على دمشق وبغداد اذا كان بعثيا او على بيروت إن كان قوميا سوريا، او على بكين وموسكو إن كان شيوعيا.
ووصف الاحزاب التي قامت في الأردن بأنها لاشخاص، “شيوخ عشائر ووجهاء سياسيين” ولذلك كانت تنمو وتموت باقصر وقت.
واضاف أن نظرة الأردني اصبحت دائما اما عروبية او عاطفية، وكذلك اصبح لدينا مجتمع أكثر حساسية لما يحدث على أي ارض عربية او اسلامية بسبب التركيبة الموجودة لدينا، ولذلك يكون الشهيد في الشيشان والعزاء في صويلح.
وكشف الروابدة عن قصة وصول الأمير عبدالله “الملك عبدالله الاول” إلى عمان، مشيرا إلى أن كثيرين لا يعرفونها قائلا إنها كانت بمؤامرة، حيث تآمر الاحرار بسرقة احد قطارات سكة الحديد وارسلوه الى معان رغم رفض من البريطانيين والفرنسيين.