نحو 275 مليون شخص استخدموا المخدرات في جميع أنحاء العالم في 2020
يشارك الأردن العالم، السبت، في إحياء اليوم الدولي لمكافحة إساءة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها، بهدف إقامة مجتمع دولي خال من استخدام المخدرات.
ورسالة هذا العام لليوم الدولي، الذي يصادف 26 حزيران/يوينو من كل عام، هي “شارك حقائق عن المخدارت. أنقذ الأرواح”، حيث تهدف إلى مكافحة المعلومات المضللة وتعزيز مشاركة الحقائق عن المخدرات، ابتداء من المخاطر الصحية والحلول المتاحة لمعالجة مشكلة المخدرات العالمية، مرورا بالوقاية منها اعتمادا على الأدلة، وانتهاء بالعلاج منها وتقديم الرعاية للمتعالجين.
ودفعت أزمة كورونا بأكثر من 100 مليون شخص إلى الفقر المدقع، وأدت إلى تفاقم البطالة وعدم المساواة إلى حد كبير، حيث فقد العالم 255 مليون وظيفة في عام 2020.
كما أن حالات الصحة النفسية آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، حيث إن هذه العوامل لديها القدرة على تحفيز زيادة اضطرابات تعاطي المخدرات.
إضافة إلى ما سبق، لوحظت بالفعل تغيّرات في أنماط تعاطي المخدرات أثناء الجائحة، بما في ذلك الزيادات في استخدام القنّب والاستخدام غير الطبي لأدوية المهدئات، ومن المحتمل أيضا أن تكون الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية قد أدت إلى تسريع الطلب على هذه العقاقير.
“استراتيجية مكافحة أردنية”
في الأردن، جرى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات 2020-2025، بهدف خفض العرض من المخدرات والمؤثرات العقلية، وخفض الطلب عليها، وعلاج الإدمان وإعادة إدماج ضحاياها في المجتمع، ما يؤكد الاستمرار في مكافحة التعامل غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية.
ويكون خفض العرض من المخدرات من خلال مكافحة التعامل غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية عبر قطع شبكات الاتجار غير المشروع ومعالجة الآثار المترتبة على الأموال المتحصلة من الاتجار غير المشروع، ومن خلال مراقبة الاتجار المشروع بالمواد المخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية لأغراض طبية وعلمية وصناعية مشروعة ومنع تسربها لاستخدامات غير مشروعة.
وتعمل الاستراتيجية أيضا على الوقاية من خطر الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وتعزيز الوعي الطبي حول التعامل السليم مع هذه المواد ومنع تسربها لأغراض غير مشروعة.
وتتمحور أيضا حول تخصيص برامج لعلاج المدمنين المكررين من خلال برامج علاجية شاملة داخل مراكز الإصلاح والتأهيل والإرشاد النفسي وتأهيل المدمنين وإعادة إدماجهم في المجتمع.
“ارتفاع قضايا الاتجار والتعاطي”
وارتفعت قضايا الاتجار وتعاطي المخدرات (المضبوطة) في الأردن بنحو 3%، حيث بلغت 20055 قضية في عام 2020، مقارنة مع 19500 قضية في عام 2019، وفق ملخص الاستراتيجية الذي اطلعت عليه “المملكة”.
وفي التفاصيل، في 2019 بلغ عدد قضايا الاتجار 3137 قضية، في حين بلغ العام الماضي 3937، بارتفاع نسبته 26%، فيما بلغت قضايا التعاطي 16363 قضية في عام 2019، بينما وصلت في العام الماضي 16118؛ بتراجع مقداره 1%.
وفيما يتعلق بالأشخاض المضبوطين في قضايا الاتجار والتعاطي، فقد ارتفعت النسبة 3%، حيث بلغ العام الماضي 29670 شخصا، مقارنة مع 28742 في عام 2019.
وبلغ عدد المضبوطين بالاتجار 6530 شخصا عام 2019، بينما العام الماضي 7730، بارتفاع نسبته 18%، أما المضبوطون بقضايا التعاطي، فقط انخفضت النسبة 1% مقارنة بين العامين 2019 و2020؛ فقد بلغ في العام 2020 نحو 21940 متعاطيا، وفي 2019 بلغ 22212 متعاطيا.
وفيما يخص إحصائية العلاج، بلغ عدد الذين تلقوا العلاج عام 2019 نحو 1588، والعام الماضي 768، حيث يظهر الرقم تراجع أعداد متلقي العلاج للنصف تقريبا العام الماضي الذي بدأت فيه جائحة فيروس كورونا.
وأشارت الاستراتيجية إلى وجود نقاط ضعف منها، وجود تجارة ومروجين، وظهور أنواع جديدة من المخدرات، وعدم وجود أجهزة متطورة كافية للكشف عن المخدرات والمؤثرات العقلية، والأعداد الهائلة من الحافلات والمركبات التي تدخل عبر المنافذ الحدودية (قبل جائحة كورونا) التي يصعب تفتيشها جميعها بشكل تقليدي، في الوقت الذي لا تتوافر فيه بدائل كافية.
“275 مليون شخص استخدموا المخدرات”
وبحسب نتائج التقرير السنوي الذي صدر الخميس، عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، فإن نحو 275 مليون شخص استخدموا المخدرات في جميع أنحاء العالم في العام الماضي الذي شهد اضطرابات غير مسبوقة ناجمة عن جائحة كورونا، بزيادة قدرها 22% عن عام 2010.
ووفقا لتقرير المخدرات العالمي 2021، تضاعفت فاعلية القنّب (وهي نبتة لها مفعول مخدّر) أربع مرات في بعض أجزاء العالم خلال العقدين الماضيين، في حين انخفضت نسبة اليافعين الذين اعتبروا المخدر ضارا بنسبة تصل إلى 40%.
وتسود فجوة الإدراك هذه على الرغم من الأدلة على أن استخدام القنّب يرتبط بمجموعة متنوعة من الأضرار الصحية وغيرها، خاصة بين من يتعاطاها بانتظام على المدى الطويل. وعلاوة على ذلك، أبلغت معظم البلدان عن ارتفاع في تعاطي القنب أثناء الجائحة.
وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي: “تم ربط التصور الأقل لمخاطر تعاطي المخدرات بارتفاع معدلات تعاطي المخدرات، وتسلط نتائج تقرير المخدرات العالمي لعام 2021 الضوء على الحاجة إلى سد الفجوة بين التصور والواقع لتثقيف الشباب وحماية الصحة العامة”.
– اتجاهات إيجابية –
أدى الارتفاع في استخدام التكنولوجيا أثناء الجائحة إلى ابتكار خدمات الوقاية والعلاج من المخدرات، من خلال نماذج أكثر مرونة لتقديم الخدمات مثل التطبيب عن بُعد، مما أتاح للمتخصصين في مجال الرعاية الصحية الوصول إلى المزيد من المرضى وعلاجهم.
وفي الوقت نفسه، انخفض عدد المواد المنشطّة الناشئة في السوق العالمية من 163 في عام 2013 إلى 71 في عام 2019.
وتشير هذه النتائج إلى أن أنظمة التحكم الوطنية والدولية قد نجحت في الحد من انتشار المواد المنشطّة في البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث ظهر الاتجاه لأول مرة منذ عقد من الزمن.
ووجد التقرير أيضا أن مادتين من المواد الأفيونية المستخدمة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات استخدام المواد الأفيونية، وهما الميثادون والبوبرينورفين، أصبحتا متاحتين بشكل متزايد، كعلاج قائم على العلم متوفر على نطاق واسع.
وقالت والي: “المخدرات تتسب في خسارة الأرواح. في عصر يمكن أن تتجاوز فيه سرعة المعلومات سرعة التحقق، وعلمتنا الجائحة أنه من الأهمية بمكان اختراق الضوضاء والتركيز على الحقائق، درس يجب أن ننتبه إليه من أجل حماية المجتمعات من تأثير المخدرات”.
– أرقام حول المخدرات –
بين عامي 2010-2019، ارتفع عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بنسبة 22%، جزء من ذلك يعود إلى زيادة عدد سكان العالم، بحسب أرقام منشورة على موقع الأمم المتحدة.
استخدم ما يقرب من 200 مليون شخص القنب في عام 2019، وهو ما يمثل 4% من سكان العالم.
زاد عدد متعاطي القنب بنحو 18% خلال العقد الماضي.
ما يقدر بنحو 20 مليون شخص تعاطوا الكوكايين في عام 2019، أي ما يعادل 0.4% من سكان العالم.
توفي ما يقرب من 50,000 شخص من جرعات زائدة من المواد الأفيونية في الولايات المتحدة في عام 2019، أي أكثر من ضعف رقم عام 2010.
الفنتانيل ومثيلاتها متورطة الآن في معظم الوفيات.
استقر عدد المنشطات الموجودة على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة عند أكثر بقليل من 500 مادة (541 في 2019)، فيما انخفض العدد الفعلي للمواد المنشطة التي تم تحديدها لأول مرة على المستوى العالمي من 213 إلى 71 بين عامي 2013 و2019.