قضاء الفائت من أيام شهر رمضان الكريم، واحدة من الأمور التي تهم السيدات، والتي تسعى أغلبهن في قضائها فور انتهاء الشهر الكريم، في حين قد ينتظر البعض الآخر أيام، بل أشهر لقضائها قبل مجيئ الشهر مُجددًا.

وعلى الرغم من أن القضاء فريضة على المسلمات، إلا أن الأمر دومًا ما يثير التساؤلات حول استئذان الزوج من عدمه في صيام تلك الأيام الفائتة.

حق الزوجة في الصيام دون استئذان الزوج

وفي هذا الصدد، تسألت إحدى السيدات عبر موقع دار الإفتاء المصرية، عن الأمر، قائلة: «هل يحق للزوجة صيام ما فاتها من رمضان دون إذن زوجها؟».

ومن جانبه أجابت دار الإفتاء المصرية، بأن الأصل أنه يجب على الزوجة أن تستأذن زوجها في صيام التطوع الذي يكثر تكرره؛ كالإثنين والخميس، وكذلك في صيام قضاء رمضان ما دام الوقت مُوَسَّعًا، ويحق للزوجة صيام القضاء بدون إذن الزوج في حالة ما إذا ضاق الوقت بحيث لا يبقى من الوقت إلى شهر رمضان التالي إلا ما يسع قدر أيام القضاء فقط.

واستندت «الإفتاء» إلى قول شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله تعالى في «تحفة المحتاج في شرح المنهاج (3/ 461، ط. المكتبة التجارية الكبرى)»: [وَيَحْرُمُ عَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ تَصُومَ تَطَوُّعًا أَوْ قَضَاءً مُوَسَّعًا وَزَوْجُهَا حَاضِرٌ إلَّا بِإِذْنِهِ أَوْ عَلِمَ رِضَاهُ] اهـ.

حكم الدين في تأخير قضاء صوم ما فات من شهر رمضان

أكدت دار الإفتاء المصرية أن قضاء رمضان واجب على التراخي، ولكن ذلك مقيد عند الجمهور بألَّا يدخل رمضان آخر، واحتجوا في ذلك بما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، أَوْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ”».

وتابعت الدار: «إن أخره من غير عذر حتى دخل رمضان التالي فإنه يأثم، وعليه مع القضاءِ الفديةُ: إطعامُ مسكين عن كل يوم؛ لِمَا رُوي عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم قالوا في من عليه صوم فلم يصمه حتى أدركه رمضان آخر: عليه القضاء وإطعام مسكين لكل يوم».

وأضافت: «أما عند الحنفية ووجهٌ عند الحنابلة أن القضاء على التراخي بلا قيد؛ فلو جاء رمضان آخر ولم يقض الفائت قدم صوم الأداء على القضاء، حتى لو نوى الصوم عن القضاء لم يقع إلا عن الأداء، ولا فدية عليه بالتأخير إليه؛ لإطلاق النص، ولظاهر قوله تعالى:﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾».