اليوم الدولي للتعاونيات في 3/7/2021
تراجع الجمعيات التعاونية النسائية في الأردن بنسبة 22% خلال خمس سنوات
82 جمعية تعاونية نسائية في الأردن من بين 1507 جمعيات وبنسبة 5.4% عام 2020
تضامن : تراجع الجمعيات التعاونية النسائية في الأردن بنسبة 22% خلال آخر خمس سنوات

احتفل العالم يوم أمس 3 تموز 2021 باليوم الدولي للتعاونيات تحت شعار “معاً لإعداة البناء بشكل أفضل”، بإعتبار أن التعاونيات في كافة أنحاء العالم واجهت أزمة جائحة كورونا، ولا بد من التضامن والمرونة وإتاحة خيار التعافي المنصف بيئياً والمتمحور حول الناس، وأكدت الجائحة على أن لا أحد مضطر لمواجهة أزمة وباء كورونا لوحده، وإنما بالتعاون ما بين أكثر من مليار عضو تعاوني حول العالم.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن للحركة التعاونية دوراً هاماً في مكافحة الفقر خاصة بين النساء وتزيد من فرص تملكهن للأراضي والعقارات، وترفع من نسب مشاركتهن الاقتصادية والسياسية، وتوصلهن الى مواقع صنع القرار، وتصبح أصواتهن مسموعة داخل مؤسساتهن التعاونية أو داخل مجتمعاتهن المحلية.

82 جمعية تعاونية نسائية في الأردن عام 2020

تراجع عدد الجمعيات التعاونية المسجلة في الأردن خلال خمس سنوات بنسبة 7.1%، ليصل الى 1507 عام 2020 مقارنة مع عددها عام 2016 جمعية البالغ 1623 جمعية عام 2016، وتشكل الجمعيات النسائية منها حوالي 5.4%. كما إنخفض عدد الجمعيات التعاونية النسائية خلال خمس سنوات بنسبة 22.6% ليصبح عددها 82 جمعية وعدد أعضائها 3900 إمرأة مقارنة مع 106 جمعيات خلال عام 2016، حسبما جاء في تقرير المؤسسة التعاونية الأردنية لعام 2020 والتقرير الاحصائي السنوي لعام 2019 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.

وتدعو “تضامن” الى زيادة مشاركة النساء في الجمعيات التعاونية التي ستسهم بالتأكيد في تحسين مستوى حياتهن وحياة أسرهن، وتزيد من مشاركتهن الاقتصادية المتدنية، وترفع من نسب تملكهن للموارد والأصول. كما تدعو الى تذليل كافة المعيقات التي تحول دون تمكين النساء إقتصادياً، وتسهيل الإجراءات وتقديم المساعدات التي من شأنها المساهمة بإنشاء جمعيات تعاونية ذات أفكار مبتكرة.

دراسة تشخص أسباب ضعف المشاركة النسائية في التعاونيات

هذا وقد أكدت دراسة صادرة عن اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة حول “الوضع التنظيمي والتشريعي للجمعيات التعاونية في الأردن 2016” من منظور النوع الاجتماعي، على ضعف المشاركة النسائية في التعاونيات وربط هذا الضعف بجوانب إدارية وتنظيمية، وأخرى متعلقة بالجوانب المالية والإقتصادية، وضعف الثقافة التعاونية التي تمارس من خلالها الأعمال الإنتاجية بشكل تقليدي.

وتضيف “تضامن” الى أن الدراسة أشارت وبشكل واضح للآثار الإيجابية للجؤ السوري على عمل التعاونيات، بإستثناء التعاونيات النسائية الزراعية التي تأثرت بشكل سلبي.

وخلصت الدراسة الى مجموعة من التوصيات لغايات زيادة نسبة مشاركة النساء في الجمعيات التعاونية، النسائية منها والمختلطة، واوصت برفع الوعي التعاوني والثقافة التعاونية، وتطوير البيئة التشريعية لتشجيع النساء على المشاركة الاقتصادية، وتكثيف منظومة التنسيق والجهود بين مختلف الأطراف ذات العلاقة، وإنشاء معهد للعمل التعاوني، وإطلاق حملات إعلامية وتدريبية، ومراجعة وتقييم الجمعيات التعاونية النسائية القائمة، وتعزيز القدرات في مجال تسويق المنتجات، وإنشاء جمعيات تعاونية نسائية نموذجية، وإعادة تصنيف الجمعيات على أساس النشاط الاقتصادي وعلى أساس جندري، وتخصيص صناديق خاصة بتمويل التعاونيات النسائية وإستقلالية قراراتها فيما يتعلق بالتمويل.

كما أوصت الدراسة بدعم الجمعيات التعاونية النسائية ذات النمو المتسارع، وتطبيق التصنيف الاقتصادي للتعاونيات لتسهيل تشبيكها مع أنشطة القطاعين العام والخاص، وتعزيز خدمات التسويق من قبل الحكومة، وتعزيز العلاقة المؤسسية الرقابية والإشرافية مع المؤسسة التعاونية الأردنية.

لماذا على النساء زيادة مشاركتهن في الجمعيات التعاونية؟

كما أن التعاونيات قائمة على فكرة المجتمع، وملتزمة بالتنمية المستدامة في مختلف المجالات، فتدعم الأنشطة المحلية وتستخدم الإمدادات من نفس المصادر المحلية، وبالتالي تدعم إقتصاد تلك المجتمعات المحلية مما يعود بالنفع الاقتصادي والإجتماعي على المجتمع ككل.

وبلغة الأرقام فإن التعاونيات تساهم بشكل كبير في تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالمساواة وتمكين النساء، وذلك من خلال زيادة فرص وصول النساء الى الموارد المختلفة وخلق فرص إقتصادية. وعلى سبيل المثال فإن النساء في جنوب أفريقيا يشكلن 60% من أعضاء التعاونيات بمختلف القطاعات، كما أن 95% من أعضاء الجمعيات التعاونية الإستهلاكية في اليابان هن من النساء، وتشكل النساء حوالي 65% من من أعضاء مجالس إدارة التعاونيات المالية.

هذا وأعلنت الجمعية العامة، بموجب قرارها 47/90 الصادر بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر 1992، الإحتفال بأول سبت من شهر تموز من كل عام بوصفه اليوم الدولي للتعاونيات بهدف زيادة الوعي بشأن التعاونيات وتسليط الضوء على التكامل بين أهداف الأمم المتحدة وغاياتها وبين الحركة التعاونية ، وإبراز مساهمة الحركة التعاونية في حل المشاكل الرئيسية التي تتناولها الأمم المتحدة ، وتعزيز نطاق الشراكات وتوسيعها بين الحركة التعاونية الدولية والجهات الفاعلة الأخرى، بما فيها الحكومات، على كافة الأصعدة المحلية والوطنية والدولية.