شكا مواطنون في لواء الأغوار الجنوبية من ضعف المياه وشحها في جميع أنحاء اللواء، الأمر الذي شكل لديهم معاناة وتحديا بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية والارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وقالوا إن مديرية المياه تحتاج لمهندسين وفنيين للتعامل مع الموضوع من خلال زيادة ساعات الضخ وإعادة النظر في دور توزيع المياه وحفر آبار جديدة وإيجاد مصادر للمياه لمواجهة اثار نقصها، بالإضافة إلى نقص الصهاريج الأمر الذي يفاقم المشكلة.

واشار المواطن يحيى الخطبا، الى انه يتم ضخ المياه لمنطقة الصافي لمدة يوم واحد فقط في الأسبوع، وهذا لا يكفي لأن المياه لا تصل إلى الخزانات على أسطح المنازل، ما يجبر الناس اللجوء الى شراء صهاريج المياه، مؤكدا ان الوضع الاقتصادي والمالي لا يسمح بذلك كون اللواء يعتبر من ضمن جيوب الفقر.

من جهته، دعا عضو مجلس محافظة الكرك حسن المشاعلة، الى إيصال المياه لمنطقة السمار في غور الصافي، لافتا الى ان المنطقة تقع داخل حدود التنظيم للبلدية فالمواطنون يشترون المياه من خلال الصهاريج وهذا يحملهم أعباء مالية تثقل كاهلهم.

وقال مدير عام جمعية النميرة وليم العجالين، إن الأغوار الجنوبية تعتبر الأكثر تضررا من مشكلة نقص المياه على مستوى المملكة نظرا لطبيعة المنطقة الجغرافية ووجود نقص في الحوض المائي وعدم وجود مصادر بديلة.

واكد العجالين، ضرورة إعادة النظر في توزيع المياه حسب القطاعات وإعطاء القطاع المنزلي أهمية كبيرة حيث يبلغ عدد سكان اللواء ما يزيد عن 60 ألف نسمة بالإضافة إلى الوافدين والمصانع.

واضاف ان اللواء يشهد في فصل الشتاء نزوحا للاجئين السورين الذين يعملون في القطاع الزراعي، الامر الذي يزيد الضغط على مياه الشرب، موضحا ان معظم المواطنين يستخدمون المياه الغير صالحة للشرب من السيول والأراضي الزراعية، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة.

من جانبه، اوضح رئيس لجنة المياه والزراعة في مجلس محافظة الكرك فتحي الهويمل، ان مشكلة المياه من المشاكل المهمة في اللواء جراء وجود استنزاف في الحوض المائي وزياده الطلب على المياه في فصل الصيف نظرا لخصوصية المنطقة الجغرافية والزراعية والصناعية الأمر الذي يتطلب استهلاكها أكثر للمياه في فصل الصيف مقارنة مع فصلي الشتاء والربيع.

وأشار الهويمل، إلى أن مجلس محافظة الكرك قد حدد في موازنته للعام 2019 حوالي مليون دينار لإنشاء بوستر في منطقة السمار، وإنشاء خزان مائي في منطقة فيفا إلا أنه لا يوجد وثائق للمشروع من قبل وزارة المياه في تلك الفترة، الامر الذي ادى الى تنفيذ خزان غور فيفا بكلفة 160 ألف دينار.

واضاف انه في موازنة 2020 تم تخصيص 150 الف دينار لتأهيل محطة معالجة مياه غور المزرعة والعمل جار على تنفيذ المشروع لخدمة الأحياء البعيدة في غور المزرعة والحديثة.

وقال انه تم مخاطبة شركه البوتاس العربية لإنشاء خزان للمياه في غور المزرعة، مطالبا بضرورة إيجاد خطة لإعادة النظر باستخدامات المياه حسب القطاعات المختلفة (المنزلية والزراعية والصناعية) وإنشاء شبكة صرف صحي في الأغوار لمعالجة المياه العامة واستخدامها من قبل الشركات العاملة في المنطقة لتوفير جزء من مياه الآبار التي تذهب للصناعة، بالإضافة إلى حفر آبار جديدة لمواجهة النقص في المياه.

ولفت الهويمل، الى لقاء جمع رئيس مجلس المحافظة ولجنة المياه، بوزير المياه المهندس محمد النجار الأسبوع الماضي، حيث تم مناقشة الواقع المائي لمحافظة الكرك ومنها الأغوار الجنوبية وتم تسليم الوزير مذكرة بمطالب المواطنين واحتياجات الأغوار في قطاع المياه، مؤكدا أن الوزير وعد بدراستها وتنفيذ البعض منها لخدمة المواطنين.