أكد مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونه إن الدولة الأردنية تأسست على قواعد قوية ومتينة، حيث حرص الهاشميون على الأسس الدينية التي بنيت عليها الدولة.
وأضاف خلال ندوة أقامتها كلية الفقه المالكي في جامعة العلوم الإسلامية العالمية ضمن احتفالاتها بتأسيس مئوية الدولة الأردنية:” إن هذا الوطن المبارك أُسست أركانه على قواعد راسخة من القيم الأصيلة، والمبادئ الوطنية التي أرساها الهاشميون فجمعت حولها قلوب الأردنيين على المحبة والأخوة، والتكاتف لبناء هذا الوطن، وصنعت وطناً آمناً متعاوناً على البر والتقوى”.
وقال سماحة الشيخ الخصاونة ” قد دأب الهاشميون منذ توليهم الحكم على تبني منهاج جدهم الأعظم صاحب الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، يدعو الناس إلى سبل الخير والهداية، بالرفق واللين والطيب من القول، ناشراً قيم التسامح والرحمة بين الناس”، واضاف أن “هذا المنهج بقي راسخاً يتوارثه آل البيت الأطهار من جيل إلى جيل، حتى حمل رايتها الشريف الحسين بن علي، الذي قاد نهضة الحق والعدل، فكانت ثورة تحمل التسامح والاعتدال وتنشر العلم والفضيلة في المجتمع الذي غاب عنها فترة من الزمن”.
وبين أن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ومنذ أن تسلم سلطاته الدستورية، حمل هذه الأمانة بكفاءة واقتدار، وأدى رسالة الآباء والأجداد بكل عزيمة وبجهد دؤوب وعمل مستمر في داخل الأردن وخارجه مدافعاً عن الحق في جميع المحافل والمنتديات، ينشر الأمن والاطمئنان وقيم السماحة لسعادة الناس، ومحارباً للباطل أنّى كان، مبطلاً جميع الشبهات التي يحاول أصحاب الفكر المتطرف نسبتها له، وقد كان لجلالته سبق المبادرة والريادة في هذا المجال حين أطلق “رسالة عمان” رسالة الإسلام السمحة، التي تقدم للعالم تصوراً صحيحاً عن الدين الإسلامي وقيمه النبيلة، كما أطلق جلالته مبادرة “كلمة سواء” التي تشكل رؤية وأساساً للعيش المشترك بين جميع أطياف وأبناء المجتمع الواحد مهما تعددت انتماءاتهم الدينية أو توجهاتهم الفكرية، كما جاءت مبادرة “أسبوع الوئام العالمي بين الأديان” حدثاً عالمياً تبنته الأمم المتحدة ليصبح الأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام أسبوعا لتذكير العالم بقيم المحبة والوئام التي ينبغي أن تسود المجتمعات، وأن يكون الدين سبباً لسعادة الناس لا لتعاستهم، ولتجميعهم لا لتفريقهم، وهذا هو جوهر رسالة الإسلام وأهم مبادئه.
وقال سماحة المفتي الخصاونة:” إن الدولة الحديثة التي أسسها الهاشميون بقيادة مباركة متصلة بسيد الخلق أجمعين ، فالنسب الطاهر، والمودة في القربى ، والتفاف الأردنيين حول القيادة المباركة ، ساهم في إعمار هذا البلد الطيب المبارك “أرض الحشد والرباط “، وكان وجود الهاشميين على امتداد التاريخ هو الضامن لتحصين وطننا العزيز ومجتمعاتنا الطيبة من الانحرافات الفكرية ، التزاماً منهم بالتنمية الثقافية والفهم الصحيح والعميق للإسلام بصورته الصحيحة ،المبني على الرحمة والتسامح ، إضافة لترسيخ مفهوم المؤسسة الدينية المعتدلة وبيان الأحكام الشرعية ، والدعوة إلى العمل بها، مما ساهم بشكل كبير وفاعل في نشر الوعي المجتمعي وحث الناس على الابتعاد عن الغلو والتطرف وتضافر الجهود للمساهمة في بناء مجتمع إنساني متميز ، يقوم على مراعاة حقوق الانسان وبيان حقيقة المقاصد الشرعية ، مما ساهم ويساهم في تنمية شاملة وحقيقة للارتقاء بالإنسان الأردني إلى المستوى اللائق بين الأمم والشعوب”.
من جانبه قدم رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد علي الخلايلة التهنئة لجلالة الملك والشعب الأردني بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، وأشار الى أنّ الأردن يحظى باحترام لا سيما ضمن الإرث التاريخي والديني العالمي بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، وأشار إلى أنّ الأردن حقق نمواً شاملاً ومستداماً، وكذلك تقدماً ملحوظاً في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
واضاف الأستاذ الدكتور الخلايلة:” إن ما تحقق للأردن وشعبه على مدى مائة عام من عمر الدولة نراه ماثلاً في مسيرة الحداثة والتنمية والإصلاح الوطني الشامل، التي واكبها أجيال الأردنيين وأسهموا بها بتشاركية فاعلة”.
ولفت إلى ما شهده عهد جلالة الملك عبدالله الثاني نهضة حضارية شملت جميع المجالات، ودفعت بالأردن ليكون ضمن دول متقدمة على صعيد العالم.
من جهته بين عميد كلية الفقه المالكي الأستاذ الدكتور وليد مصطفى شاويش أهمية الافتخار والاعتزاز بمئوية الدولة الأردنية، والتي حقق الوطن فيها العديد من الانجازات التنموية على مستوى الانسان الأردني محلياً وعالمياً بالرغم من كل التحديات التي تمر به.
وألقى الدكتور عماد السيوف محاضرة تحدث فيها عن دور محمد الخضر الشنقيطي المالكي في نشأة دائرة الإفتاء الأردنية في عهد الملك المؤسس.
وتخلل الاحتفال عرض بانوراما يلخص بعض من إنجازات المملكة الأردنية الهاشمية. وفي نهاية الحفل الذي حضره نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور موفق مقدادي وعدد من عمداء الكليات ومدراء الدوائر والمراكز فيها، سلم رئيس الجامعة الدرع التكريمي إلى سماحة المفتي الشيخ عبد الكريم الخصاونة .