يتطلع الأردن الى عودة الحياة لطبيعتها في بداية شهر أيلول المقبل، بعد أن عانت المملكة من تبعات الموجتين الأولى و الثانية من فيروس كورونا، حيث أصيب آلاف المواطنين بالفيروس خلال فترة قصيرة مما شكّل ضغطاً كبيراً على المستشفيات والقطاع الصحي بشكل عام، فضلاً عن زيادة مطّردة في أعداد الوفيات وإصابات كورونا، وصلت الى قرابة 10 آلاف إصابة باليوم الواحد.
وبعد قرابة شهرين من انتشار الموجة الثانية للفيروس، بدأت الإصابات بالانحسار التدريجي، إلى أن وصلت اليوم حول 500 إصابة فقط، وبنسبة فحوصات ايجابية لم تتجاوز 3%، بعد أن وصلت الى قرابة 20% خلال انتشار الموجة الثانية من كورونا.
وكان الأردن من الدول السبّاقة في الحصول على المطعوم المضاد لفيروس كورونا، وحرصت الدولة على جلب أكبر كمية ممكنة من اللقاحات، حتى أنه تم اعتماد أنواع عديدة من لقاحات كورونا، معظمها ذات فعالية عالية، إذ منحت المؤسسة العامة للغذاء والدواء إذن الاستخدام الطارئ للعديد من اللقاحات أهمها: فايزر، موديرنا، أسترازينيكا، سينوفارم، سينوفاك، ولقاح سبوتنيك الروسي، إلا أن أكثر تلك اللقاحات انتشاراً هي فايزر وأسترازينيكا و سينوفارم.
وشددت وزارة الصحة والحكومة على ضرورة تلقي لقاح كورونا، كي يتمكن الأردن من العودة الى الحياة لطبيعتها كما كانت قبل جائجة كورونا، وشددت الوزارة على أن ذلك لن يتم ما لم يلتزم المواطنون بسبل الاجراءات الوقائية التي تحافظ على استقرار الوضع الوبائي، والمتمثلة بالالتزام بالكمامة، والتباعد الجسدي والتعقيم وغسل الأيدي، والأهم تلقي اللقاحات بُغية الوصول الى تطعيم 4.5 مليون مواطن بالمطعوم المضاد لفيروس كورونا.
وإذا ما ذهبنا للمقارنة مع الدول التي عاد فيروس كورونا فيها للتفشي لعدم التزام مواطنيها بالاجراءات الوقائية، ولم تكن تلك الدول على قدر عالٍ من جلب مطاعيم كورونا، فقد عادت تلك الدول للاغلاقات من جديد، وعاد الضغط والكابوس على القطاع الصحي كما كان وقت تفشي الفيروس في الموجتين الاولى والثانية اللتان ضربتا العالمفي أواخر العام الماضي وبدايات العام الحالي.
فالهند مثلاً شهدت انتشاراً واسعاً لفيروس كورونا بسبب عدم الالتزام بسبل الاجراءات الوقائية، خاصة أن فيروس كورونا استطاع تطوير نفسه في الهند وأنتج سلالة جديدة عرفت بالسلالة الهندية، والتي كانت أشد و أسرع انتشاراً من السلالات الاخرى المنتشرة في العالم، مثل السلالة البريطانية والجنوب افريقية.
وعربياً شهدت تونس انهياراً كاملاً بالنظام الصحي في البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا من جديد، وتشهد تونس موجة شرسة من وباء فيروس كورونا، تعتبر الأقوى منذ بداية الحائحة في البلاد، حيث زادت أعداد الإصابات بشكل قياسي وعجزت المستشفيات والمنظومة الصحية عن الاستيعاب، صاحبها غضب شعبي من تعامل الحكومة مع الأزمة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية مصاف بن علي، إن نظام الرعاية الصحية في البلاد انهار بسبب الموجة الثالثة المدمرة لفيروس كورونا، واصفة الوضع بالكارثي وان نظام الرعاية الصحية في البلاد قد انهار.
وأكدت بن علي، أن انتشار السلالة دلتا من الفيروس أدى إلى نقص حاد في الأسّرة والأكسجين وأثقل كاهل العاملين الصحيين، معبرة: “لا يمكن أن تجد سريرا إلا بصعوبة .. نكافح لتوفير الأكسجين .. الأطباء يعانون إرهاقا غير مسبوق، والمركب يغرق بنا، كلنا مسؤولين ومعنيين بهذا الغرق”.
ولتجنب ماحدث في كل من الهند وتونس “على سبيل المثال لا الحصر”، فإنه يتوجب على الأردنيين الالتزام التام بالاجراءات الوقائية وارتداء الكمامات وتلقي المطاعيم المضادة لفيروس كورونا، خصوصاً مع تسجيل زيادة وإن كانت غير كبيرة في أعداد الاصابات بالفيروس، وانتشار المتحور دلتا الذي أصبح الاكثر انتشاراً بين المصابين في الأردن.