أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة السويدية للتنمية الدولية، اليوم الاثنين، في مجمع النقابات المهنية في المفرق، مشروع ” توسيع نطاق الابتكار في مجال إدارة المياه من أجل الأمن المناخي في شمال الأردن” .
وسينفذ المشروع على مدار عامين لتعزيز إدارة الموارد المائية في محافظتي جرش والمفرق بمنحة تبلغ 450 ألف دولار كجزء من مشروع “مرفق المناخ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العمل المناخي من أجل الأمن البشري في الدول العربية”.
ويهدف المشروع إلى تنفيذ مشاريع ريادية للأمن المائي في محافظتي جرش والمفرق بالعمل مع منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة والأفراد المعنيين بالابتكار في قطاع المياه وتزويدهم بالقدرات اللازمة لتعزيز البيئة العامة للسوق المحلية والمساهمة بوضع حلول مبتكرة للوصول إلى الأمن المائي.
ويهدف أيضا إلى المساهمة في أبعاد متعددة للتنمية المستدامة من خلال خلق فرص عمل إضافية للاجئين السوريين والمجتمعات الأردنية المضيفة لهم في المفرق وجرش. كما يسعى إلى ضمان مشاركة النساء على مستوى المجتمع وإشراكهن بشكل كامل في أنشطة المشروع، بحيث يكون نموذجاً قابلاً للتكرار والتوسع من أجل تنمية مستدامة أطول أمداً.
وأشار محافظ المفرق ياسر عبد الرحمن العدوان، إلى أهمية إيجاد حلول للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المملكة، خصوصا التحديات المتعلقة بالمناخ والمياه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دعم الأفكار الريادية والابتكارية التي تسهم في إيجاد حلول لأزمة المياه التي تواجهها المملكة بشكل عام ومحافظة المفرق بشكل خاص، مما يسهم في الاستغلال الأمثل للمياه بسبب ما تشهده المملكة من أزمة خانقه للمياه نتيجة تزايد الطلب عليها لوجود الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة.
وأكد العدوان أهمية التعاون لتحقيق أهداف المشروع والحصول على أفضل النتائج التي ستنعكس على جميع القطاعات وعلى رأسها البيئية والاجتماعية.
وقالت السفيرة السويدية في عمان الكسندرا ريد مارك، إن تنفيذ المشروع التجريبي للتكيف مع المناخ في محافظة المفرق في الأردن يأتي بعد إطلاقه في محافظة جرش، لافتة إلى “أننا نهدف من خلال هذه المنحة إلى معالجة التأثير المناخي والمساواة بين الجنسين والحفاظ على المياه والاقتصاد المستدام”.
وأضافت أن المشروع يرتبط بمنصة إقليمية تضم مشاريع متماثلة كجزء من مشروع “مرفق المناخ لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة العمـل المناخي مــن أجل الأمن البشري في الدول العربية الممول من السويد” الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي حول الحلول الموجهة نحو المناخ.
ولفتت إلى أن هذه المنهجية مطلوبة بشدة، وتدعمها السويد من خلال استراتيجيتها الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأن العديد من تحديات المنطقة عابرة للحدود.
وأكدت نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ماجدة العساف، بدورها، أهمية المشروع وانسجامه مع الاستراتيجيات الوطنية والخطط والأولويات المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة، حيث سيسعى إلى تلبية احتياجات كل من المجتمعات المضيفة واللاجئين في آن واحد.
وقالت إن البرنامج الإنمائي دعم العديد من المشاريع المائية التي من شأنها ترشيد استهلاك المياه في مختلف محافظات المملكة وتشمل تنفيذ عدة مبادرات من شأنها تحسين فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب ودعم المزارعين باستخدام تكنولوجيا ري حديثة تمكنهم من تقليل استهلاك المياه.
وبينت أهمية إدماج المجتمع المحلي في العملية التنموية، حيث يهدف هذا المشروع الذي يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذه بالتعاون مع الوكالة السويدية للتنمية الدولية إلى إشراك المجتمعات المحلية في إيجاد حلول عملية ريادية لتحسين إمدادات المياه وتعزيز الإدارة المسؤولة للموارد المائية في محافظتي المفرق وجرش.
وأكدت العساف أنه سيجري أيضا، من خلال المشروع، التركيز على الجانب التوعوي والتعليمي لأبناء المجتمع المحلي في المفرق وجرش بهدف رفع مستوى الوعي لديهم بنقص المياه، ومن ثم إرشادهم إلى الممارسات الفضلى في توفير استهلاك المياه وتشجيعهم على تبنيها.
وأكدت كبيرة المستشارين الفنيين ومديرة المشروع الإقليمي (المرفق المناخي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العمل المناخي من أجل الأمن البشري)، سوجالا بانت، أن قضايا تغير المناخ لا تقتصر على الأردن فقط، بل أن هنالك أنماطًا مماثلة في دول عربية أخرى، الأمر الذي يحدد الحلول المخصصة لأمن المناخ، والتي تستجيب إلى احتياجات المجتمعات في كل من السياقات الريفية والحضرية، من خلال منهجية عمل متكاملة تشمل المجتمع بأسره وتقوم على تطوير الشراكات عبر الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات التنموية. (بترا)