طالبت الحملة الوطنية للعودة الى المدارس “نحو عودة آمنة لمدارسنا” الحكومة بالخروج بموقف واضح يعتبر التعليم والتعليم الوجاهي اولوية قصوى ضمن اجندتها، محذرة من ان اجيال الطلبة في الاردن في خطر تجهيل محقق، والضرر الحاصل وما سيحصل لا يمكن رأبه.
واستغربت الحملة في بيان صحفي اصدرته اليوم عقب تصريحات وزير الصحة الاخيرة؛ و التصريحات المتناقضة للحكومة تجاه العودة للتعليم الوجاهي وعدم وضوح الرؤيا وغياب التنسيق الذي يظهر بتناقض التصريحات.
وقالت الحملة قبل أيام خرج رئيس الوزراء ليقول ان التعليم سيعود وجاهيا أيلول المقبل لنتفاجئ بتصريحات وزير الصحة اليوم يعتبر اننا غير جاهزون للتعليم الوجاهي.
واذ نستغرب في الحملة تصريحات معالي وزير الصحة حول المدارس مع ان الموجة الجديدة المتوقع دخولها الاسبوع القادم ستكون قد انحسرت مع بدء العام الدراسي القادم و ستكون أخف حدة مع توفر اللقاح فهل نفهم من ذلك ان القرار سياسي وغير متعلق بشكل اساسي بالصحة؟
ولفتت الحملة إلى أنه في الوقت الذي أعطت فيه دول العالم العودة للتعليم الاولوية بالعودة الكاملة، ما زلنا نؤجل التصريح بتاريخ و خطة العودة للتعليم الوجاهي وضرورة ضمان استمراريته لجميع الطلبة و بغض النظر عن الوضع الوبائي؛ حيث يجب على المسؤولين دق ناقوس الخطر و لذلك التركيز على توفير اللقاح لأكبر نسبة من الفئة المستهدفة و توفير كل الظروف الملائمة و المناسبة لضمان فتح المدارس كافة واستمراريتها بما أنه لا يوجد أي مبرر وبائي للاغلاق بناء على دراسات و تجارب الدول الاخرى و حيث أن الانقطاع الطويل عن التعليم خلال فترة الجائحة تسبب بفاقد تعليمي عميق و كبير مما سيفاقم غياب العدالة بين فئات المجتمع من حيث الوصول الى تعليم جيد و فعال.
ولفتت الى ان نتائج ابتعاد الطلبة لنحو 18 شهر عن المقاعد الدراسية سيحمل نتائج كارثية تمتد لعقود وتخرج الاردن من فرص النجاح في استغلال الفرصة السكانية لارتفاع اعداد الخارجين من التعليم وغير المؤهلين حرفيا ومهنيا للانخراط في سوق العمل مما سيتسبب بتفاقم ارقام الفقر والبطالة وارتفاع شرائح الفقر والفقر المدقع ويحمل خزينة الدولة مزيدا من الاعباء التي لن تتوقف عند التكلفة المالية.
وقالت الحملة ان اغلاق المدارس ليس حلا للجائحة وانما الحل بتعظيم اهمية التعليم المدرسي والانخراط في العملية التعليمية الحقيقية على مختلف المستويات لتجنيب البلاد خسائر هائلة لا يمكن تحملها.
وبينت الحملة ان خير دليل على الأثر السلبي الناتج عن الانقطاع عن التعليم على مدى ال 18 شهر و عدم تساوي الفرص بين الطلبة، ما يحصل حاليا بإمتحانات التوجيهي و عدم قدرة الغالبية من الطلبة على فهم و حل الاسئلة بحسب ما ورد في وسائل الإعلام.
تطالب الحملة مجددا بمعاملة ملف التعليم بجدية و إعطاؤه الاولوية القصوى بالعودة الى طبيعته و ضمان كل السبل الممكنة للاستمرار بالتعليم الوجاهي مهما كانت الظروف الوبائية اسوة بدول العالم و تجنبا لعواقب كارثية تتمثل بفقر التعليم و غياب العدالة.
وحذرت الحملة من الاثار الاجتماعية الوخيمة التي أصبحنا نلمسها بعد عام ونصف من التعليم عن بعد، مشيرة في ذلك إلى ارقام دائرة قاضي القضاة والتي كشفت عن ارتفاع في نسب زواج الاطفال فضلا عن تصريحات رسمية بشأن زيادة ظاهرة عمل الأطفال وهو ما بتنا ملمسه بشكل يومي من مشاهداتنا كمواطنين ومجتمع مدني.