تحت رعاية سمو الأمير مرعد بن رعد رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أطلقت وزارة الصحة، اليوم، الإستراتيجية الوطنية للتأهيل (2020-2024) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة “الإنسانية والإدماج”.
وفي معرض كلمته، أكد سمو الأمير مرعد على أهمية هذه الاستراتيجية لما تمثله من خطوة هامة وضرورية نحو تأطير وحوكمة خدمات التأهيل وإخضاعِها لمعاييرِ الجودة وقياس الأثر، الأمر الذي سوف يساهم في استدامَتها واستمرار تطويرها وتحديثها لمواكبة الاحتياجات الفعلية للمستفيدين الذين يجب أن يكونوا شركاء في عملية تقييم الخدماتِ وتحسينها.
وشدد سموه على ضرورة توفير خدمات تأهيل ميسورة الوصول تلبي متطلبات الجميع، وذلك لأهميته كوسيلة لتحقيق المشاركة والاندماج في المجتمع خصوصاً للأشخاص ذوي الإعاقة، لكونه إحدى ركائز تمكينهم من ممارسة حقوقهم وحرياتهم ونشاطات حياتهم اليومية باستقلال وخصوصية، وذلك من خلال الاستثمار الأقصى للقدرات الجسدية والحسية والاستخدام الأمثل للأدوات المساعدة والتوظيف الأكمل للتكنولوجيا المساندة بما يتماهى وقانون واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وصولا إلى نظام متكامل من الخدمات التي تشتمل على برامج الكشف والتأهيل وآليات الإحالة الواضحة الفعالة التي تساعد في منع تفاقم الإعاقة وربما تعددها.
وأكَّد معالي وزير الصحة الأستاذ الدكتور فراس الهواري على أنّ وزارة الصحة تقوم بدور ريادي في تقديم خدمات التأهيل، حيث تقدّم هذه الخدمات في معظم مستشفيات الوزارة من خلال فريق متكامل المهام. وأعلن عن موافقة الوزارة ودعمها لإنشاء مركز وطني للتأهيل ليكون مظلة ومرجعية في تقديم وتطوير التأهيل. وأشار الدكتور الهواري كذلك إلى أن وزارة الصحة استطاعت ورغم الظروف الاستثنائية الصعبة المتمثلة في جائحة كورونا وتبعاتها أن تحافظ على استمرارية ونوعية الخدمات الصحية المقدمة لكل من يعيش على أرض المملكة الأردنية الهاشمية. وختم بالتأكيد على سعي الوزارة الدائم لتحقيق الرؤى الملكية السامية حول الصحة لا سيما التغطية الصحية الشاملة والتي يعتبر الـتأهيل ركيزة أساسية فيها، وبالتشاركية مع الجهات ذات العلاقة.
وأشارت الدكتورة هالة صقر مسؤولة شؤون العنف والإصابات والإعاقة في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، على دعم المنظمة للأردن في جهوده لتحقيق مبادرة “تأهيل-2030، دعوة للعمل” والتي أطلقتها منظمة الصحة العالمية لدعم التأهيل والتأكيد على أهمية هذا الاختصاص في تحسين نمط الحياة للجميع. وأشارت الدكتورة صقر إلى أن الأردن كان من أوائل الدول في المنطقة التي تبنت أدوات منظمة الصحة العالمية لتطوير استراتيجيات الدول فيما يتعلق بالتأهيل، وأكدت أن إنجاز هذه التجربة في المملكة يعد مثالا نموذجيا في هذا الإطار.
من جهته، أشار السيد فيدريكو ديسي مدير العمليات في منظمة الإنسانية والإدماج- بعثة الأردن إلى أن المنظمة تقوم ومنذ بداية عملها في الأردن بدور كبير في دعم اللاجئين السوريين وتوفير خدمات صحية ذات جودة لهم لا سيما في مجال التأهيل، وأشار إلى أن المنظمة دعمت الاستراتيجية منذ مراحل إنجازها الأولى، وأنها ستستمر في تقديم الدعم من خلال الأطر المناسبة لضمان دعم تنفيذ الاستراتيجية.
واستعرض ضابط ارتباط الاستراتيجية واستشاري الطب الطبيعي والتأهيل الدكتور علي الرجوب المراحل التي مرت بها عملية إنجاز هذه الاستراتيجية والتي بدأت باستحداث منصة إعادة التأهيل والتي ضمت معظم القائمين على تقديم خدمات التأهيل في المملكة تحت مظلة وزارة الصحة، والتي اعتمدت أدوات منظمة الصحة العالمية وصولاً إلى استراتيجية حرص القائمون عليها أن تكون رشيقة قابلة للتطبيق ذات أهداف واضحة قابلة للقياس والمتابعة. كما وأكد الدكتور الرجوب على أن جهود تعزيز الوعي بأهمية التأهيل ودوره في الوقاية والتشخيص والعلاج وتحسين نمط الحياة لاسيما للأشخاص ذوي الإعاقة بدأن تتبلور بشكل جيد وأن هذه الاستراتيجية خير مثال على ذلك.
وأشار الدكتور جابر الداود أخصائي التأهيل إلى أن خطة العمل لهذه الاستراتيجية تمتد على مدى خمس سنوات، وتتميز أهدافها بشمولية التطوير من حيث انتشار الخدمات، وتحسين جودتها، ورفع كفاءة العاملين في التأهيل.
وقد حضر حفل الإطلاق هذا ممثلون على الجهات المختلفة التي شاركت في إعداد هذه الاستراتيجية، وأعربوا عن سعادتهم بإطلاقها خصوصا في ظل ما فرضته جائحة كورونا من تداعيات حالت دون إطلاقها في فترة سابقة.