شكا مواطنون من غياب الاهتمام والنظافة في بعض الحدائق العامة، وافتقارها للاجواء الصحية المناسبة بسبب تراكم النفايات ومخلفات “الاراجيل”، فضلا عن عدم الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية في زمن الجائحة.
ودعا متخصصون، الى تكثيف الرقابة والمتابعة على فضاءات، تعد رئة المواطن لناحية الترفيه والتنزه، ولتحمل المسؤولية المجتمعية للأفراد تجاه هذه الأماكن من خلال المحافظة على نظافتها، وعدم ترك المخلفات فيها.
واوضحوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، أن على مرتادي هذه الأماكن الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب نشر فيروس كورونا.
مواطنون عبروا عن سعادتهم بإعادة فتح عدد كبير من القطاعات، ومنهم الاربعينية، منال كشت، التي قالت: “تأملنا خيرا بكل الاجراءات التدريجية نحو صيف آمن، بعد اشهر من التزامنا بالمنازل، بسبب الوباء وتحدياته وضغوطاته، وسعدنا بإعادة الحياة الطبيعية للحدائق مجددا، غير ان ما شاهدناه ببعضها من تراكم للنفايات ومظاهر لعدم الالتزام بالتباعد والتعقيم وانتشار الاراجيل، يدعو للقلق”.
بدوره اكد السبعيني ابو خليل الذي حرص هو وزوجته على الالتزام بالمنزل بسبب كورونا، على ما ذهبت اليه كشت، من وجود للنفايات المنتشرة في الحدائق بشكل عشوائي، رغم انتظاره الطويل للخروج بنزهة، خوفا من العدوى بالفيروس، داعيا الى الحفاظ على نظافة الحدائق ومظهرها العام.
من جانبه، اكد الناطق الإعلامي في أمانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة، انه يتم التخلص من النفايات يوميا، وان كوادر الأمانة موجودة في الميدان بشكل عام والحدائق بصفة خاصة، مشيرا الى ان بعض المآخذ على حديقة معينة لا يعني بالضرورة تعميم ذلك على البقية منها.
وبين ان الامانة مستعدة دائما للقيام بواجبها في تنظيف الحدائق ومتابعتها، خاصة في حال ورود شكوى من اي مواطن، مشيرا الى انها قامت اخيرا بتأهيل 5 حدائق، شملت تنفيذ ممرات مشاة ومساحات خضراء ونوافير مياه وألعاب أطفال، اضافة الى قيامها بافتتاح حديقة جديدة.
من جهته، قال رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الاردنية الدكتور احمد الشريدة، ان الحدائق العامة والمسطحات الخضراء، هي أماكن وفضاءات مفتوحة وخاصة لسكان المدن المكتظة، وأن استخدامها يتطلب جهدا مشتركا من الجميع للحفاظ على نظافتها وجمالها وسلامة ارتيادها.
المتخصص في الأمراض الصدرية الدكتور إبراهيم عقيل، اوضح ان القمامة تعتبر بيئة خصبة لنمو “الميكروبات”، ما يتسبب في انتشار الأوبئة والامراض، لاسيما في فصل الصيف حيث الحشرات الناقلة للجراثيم.
وقال المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، ان للحدائق العامة أبعادا اجتماعية واقتصادية، حيث أنها توفر لأبناء المجتمع الراحة والاستجمام، لتذوق جمال الطبيعة، ومن المهم أن يبتعد الناس عن الانعزال التام، شريطة متابعة الالتزام بالضوابط الصحية من حيث التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، واستخدام المعقمات.
وبين أستاذ الفقه في كلية الفقه المالكي في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور شويش المحاميد، أن حرص المسلم على جمال الحدائق ونظافتها، نابع من مبدأ ديني أعلى من شأن الجمال.
وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكر بشجرة سرو استظل بها سبعون نبيا، فحري بالمسلم أن يترك اماكن التنزه نظيفة، لينعم بها من يستظل بظلها من بعده.
ونوه الى ان ترك بقايا الطعام ومواد التغليف واعقاب السجائر وتكسير الزجاج، يعد استهتارا بالمسؤولية المجتمعية حيال الاماكن العامة.
من جانبه، اشار أستاذ الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور محمد عبد الحميد، الى ان الحدائق تعد من الممتلكات العامة، والملكية العامة في الإسلام هي منافع للناس، خصوصا وأن لها أكثر من فائدة تتمثل في الحفاظ على الهواء النقي وممارسة الرياضة والتنزه بأقل التكاليف، الامر الذي يستدعي الحفاظ عليها وعدم إلحاق الأذى بها.
واضاف ان الحفاظ على الحدائق هو واجب ديني ووطني ويعكس الصورة الحضارية للجميع كما أنها من الفطرة السليمة للمؤمن، حيث ان الإنسان مجبول على حب النظافة والطهارة والجمال.