اعتبر الخبير والمحلل السياسي الأردني، عريب الرنتاوي أن المملكة تمر بمرحلة تعاف سياسي بعد سنوات أربع عجاف مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدا أن الأردن يسترد حاليا أدواره التقليدية والتاريخية بدعم من الإدارة الأميركية الحالية.
وقال الرنتاوي، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، إن “الأردن يمر بمرحلة تعاف سياسي بعد سنوات أربع عجاف مع [الرئيس الأميركي دونالد] ترامب، ويسترد ما له من أدوار تقليدية ويوسع الأدوار التي بمقدوره القيام بها الآن لإطفاء الأزمات العديدة المشتعلة في المنطقة”.
واستقبلت المملكة خلال الأيام القليلة الماضية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، وأمس زارها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فيما شهدت العاصمة عمان اليوم مؤتمرا صحافيا بين وزيري الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو.
وجاءت الزيارات المتتالية للأردن في أعقاب زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى الولايات المتحدة الأميركية الشهر الماضي ولقاءه الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.
وتعليقا على ما سبق قال الرنتاوي إن “الأردن الآن في وضعية استرداد ما له من أدوار تقليدية وتاريخية بدعم من إدارة بايدن، بالاضافة إلى توسيع الأدوار التي يمكنه القيام بها”.
وتابع الرنتاوي مؤكدا أن من بين أهم الأدوار التقليدية للأردن، دوره في القضية الفلسطينية.
وأردف “هناك أدوار أخرى للأردن نشأت في ضوء عوامل عديدة، من بينها اللقاء الأردني المصري العراقي، ولفت إلى أن “من بين دوافع هذا اللقاء ومحفزاته أن هذه الدول الثلاث ما عادت ترجو مساعدات كبيرة من دول الخليج، فبدأت تبحث عن فرص إقتصادية فيما بينها”.
ورأى الرنتاوي أن هناك أدواراً عديدة يمكن لعبها في هذا المجال، ومن بينها مساعدة العراق على إحداث التوازن في سياسته الخارجية، معتبرا أن الأردن بهذا المعنى له دور في مساعدة العراق على إحداث التوازن في جبهته الداخلية والخارجية.
وفيما يخص لبنان، قال الرنتاوي إن “الأردن، ورغم أنه ليس لديه دور خاص ومستقل في هذا الموضوع، إلا أنه لا يملك تأثير على كل الأطراف اللبنانية لكنه بعلاقاته الإقليمية والدولية يستطيع لعب دور”.
وبناء على ما سبق عبر الرنتاوي عن ثقته بقدرة الأردن على التحدث مع أطراف إقليمية عديدة، تمثل برأيه جميع المحاور تقريباً التي كانت متصارعة في الإقليم، والتي لم تعد كذلك”.
كما اعتبر الخبير أن ما وصفها بـ “سيولة” العلاقات بين هذه المحاور، “بمعنى انفتاح تركيا على مصر وعلى السعودية، وانفتاح قطر على السعودية، وقطر مع مصر والسلطة الفلسطينية وحماس، هذه السيولة تساعد الأردن لأن الأردن يتضرر من المحاور”.
وتابع موضحا أن الأردن “سيجد نفسه في النهاية مضطراً لانحيازات تلحق ضررا به، بالتالي في حالة السيولة بين المحاور، والأردن لديه فرصة للتحرك بشكل أفضل ويخدم مصالحه بشكل أفضل”.
وأضاف “إذا سارت الأمور بين إيران وواشنطن باتجاه العودة للاتفاق النووي، أعتقد أن هذا سوف يفتح نافذة للأردن لتوسيع هذا الدور، لذلك أنا في تقديري أن عمان مؤهلة الآن بسبب الحميمية في العلاقة مع واشنطن أن تلعب أدواراً متزايدة بشكل أكبر”.
لكن من ناحية أخرى رأى الرنتاوي أن هذا لا يعني أن الطريق أمام هذا الدور مفروشة بالورود لأنه في كل ملف من هذه الملفات هناك حقول ألغام، وأن الأمر يعتمد على كيفية إدارة كل الأطراف هذه الملفات”.
وعن الأردن بصورة خاصة يشير الرنتاوي “أنا يهمني كيف سيتصرف الأردن لأنه حتى لو أن هناك أطراف تريد تصفية حساباتها مع أطراف أخرى من خلال قنوات التحرك هذه وأشكال التحرك القائمة، نحن يجب أن نحتفظ لأنفسنا بمسافة عنها”.
وتابع موضحا أن الهدف الحقيقي هو تعظيم مصالح الأردن وحل مشكلاته الاقتصادية والمالية والبحث عن أسواق جديدة واستثمارات جديدة.
(سبوتنيك – رانية الجعبري)