قال مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية العميد الطبيب عادل الوهادنة، إنه من المضلل القول إن الأطفال والمراهقين أقل عرضة للإصابة بحالات خطيرة من كورونا.
وأكد أن الافتراض القائل بأن تطعيم البالغين ضد كورونا سيحمي الأطفال أيضًا هو افتراض خاطئ، و”من الناحية الإحصائية، يشكل الأطفال والمراهقون نسبة كبيرة من سكان العالم لدرجة أنهم بحاجة إلى إشراكهم في الجهود المبذولة لبناء مناعة القطيع”.
وأضاف أن دراسة إيطالية عام 2020 وجدت بأن المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا لديهم مخاطر أقل للإصابة بحالة خطيرة من كورونا، كما وجدت أنه من بين 3836 من الأطفال والمراهقين المصابين، أصيب 4.3٪ فقط بأمراض خطيرة، ومات 4 منهم.
واستشهد الوهادنة بقول أطباء القلب، بأن ما بين 0.6٪ إلى 2٪ من الأطفال المصابين بكورونا، يحتاجون إلى العلاج في وحدات العناية المركزة، وفي حالات نادرة جدًا، عانى الأطفال والمراهقون من قصور في القلب.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية قالت قبل عام واحد، إن تطعيم 60٪ إلى 70٪ من سكان العالم سيكون كافياً للوصول إلى هذا الهدف، أما الآن فالعديد من خبراء الصحة العامة -بمن فيهم عالم المناعة الأمريكي أنتوني فوشي- يقولون إنه يجب أن نهدف إلى تحقيق معدل تطعيم بنسبة 85٪.
ولفت إلى تقدير إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، بأن الأطفال والمراهقين حتى سن 17 يشكلون 30.2٪ من سكان العالم، أي ما يعادل 2.35 مليار شخص.
وتابع “الجمعية المهنية الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين (BVKJ) تحدثت لصالح تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 عامًا؛ لتحقيق المناعة المجتمعية”.
ونوه بأنه ثبتت إصابة 4.2 مليون طفل أمريكي على الأقل بكورونا منذ بدء تفشي الفيروس، وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وأنه تم نقل 0.1 ٪ إلى 1.9 ٪ إلى المستشفى، وتوفي حوالي 0.03 ٪ من الأطفال المصابين بالفيروس.
وقال إنه تم الإبلاغ عن 1680 طفلًا ومراهقًا في المستشفيات مع الكشف المباشر عن كورونا في ألمانيا أو النمسا منذ اندلاع الوباء، وفقًا للجمعية الألمانية للأمراض المعدية للأطفال، وأنه تم علاج 5% في العناية المركزة.
وبين أن “حوالي 29% من الحالات، كان الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا، ومع ذلك، فإن النسبة الأكبر من الحالات المبلغ عنها -46%- كانت بين الأطفال الرضع والأطفال الصغار بعمر سنة واحدة أو أقل”.
وفي دراسة أجراها معهد RKI، أشار الوهادنة إلى أن “11% من الفتيات و16% من الفتيان دون سن 17 عامًا يعانون من أمراض مزمنة لذا الأطفال الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة أو متلازمة داون، والذين على الرغم من صغر سنهم معرضون لخطر الإصابة بعدوى شديدة من كورونا، وهؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى فرصة للتلقيح”.
وأوضح أن الموافقة على لقاح فايزر/بيونتيك للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا من قبل وكالة الأدوية الأوروبية، استندت على دراسة شملت حوالي 2000 طفل من هذه الفئة العمرية، من بين نحو 1000 شخص تلقوا اللقاح، لم يصب أي منهم بفيروس كورونا، حسبما أفادت التقارير، في مجموعة المقارنة، التي تم حقنها بدواء وهمي، أصيب 16 بالمرض.
وتستمر المناقشات حول مدى فائدة تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كورونا على وجه التحديد، وفقا للوهادنة، لأنه لا يتفق جميع الخبراء حوله.
ونوه بأن كندا والولايات المتحدة وافقتا على لقاح فايزر/بيوتنيك للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا بعد الانتهاء من دراسة أجريت على 2260 فردًا من هذه الفئة العمرية، حيث تم إعطاء 1131 مشاركًا في الدراسة اللقاح، تقول الشركة إن اللقاح أثبت فعاليته بنسبة 100٪ في هذه الفئة العمرية، مما يجعله أكثر فعالية من أي مجموعة أخرى.
وقال “في الولايات المتحدة وكندا، تم استخدام لقاح فايزر/بيونتيك للمراهقين والأطفال الأكبر سنًا منذ أيار، وفي الولايات المتحدة وحدها، تم بالفعل تلقيح أكثر من 4.4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا بالكامل، وتلقى ما يقرب من 3.8 مليون جرعة أولى.
وبيّن الوهادنة أن لقاحات فايزر/بيونتيك وموديرنا معتمدة حاليًا في الاتحاد الأوروبي للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا، وقالت موديرنا إن اللقاح أظهر فعالية بنسبة 100٪ في تجربة سريرية مع مشاركين في تلك الفئة العمرية وكان جيد التحمل.
وأوضح أن اللجنة الألمانية الدائمة للتطعيم أوصت بالتطعيم لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، حيث تم بالفعل تلقيح ما يقرب من 10 ملايين طفل ومراهق، وقالت اللجنة في بيان إن الفوائد ستفوق الآثار الجانبية النادرة للغاية.
وقال الوهادنة إن المملكة المتحدة اتبعت نهجًا حذرًا حتى الآن، يسمح للأطفال الذين يبلغون من العمر 12 عامًا أو أكبر بالتطعيم إذا كانوا هم أنفسهم معرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا الشديد، أو العيش مع شخص يعاني من ضعف شديد في جهاز المناعة، كما وافقت دول أخرى بالفعل على التطعيمات لهذه الفئة العمرية، بما في ذلك اليابان.“هلا أخبار”،