أبدى سكان في لواء عين الباشا بمحافظة البلقاء، استياءهم مما أسموه “تطنيش” شركة مقاولات لنداءاتهم بشأن المخاطر والإشكاليات التي يخلفها مشروع صرف صحي، تنفذه الشركة منذ أكثر من عامين.
ووفق ما ذكر هؤلاء السكان فإن هناك بطئا شديدا بتنفيذ المشروع الذي يشمل مناطق عدة، مثل أحياء عراك والفروسية والخرشة والمجد وأم الدنانير، مشيرين إلى كثرة وجود حفريات تمس حياة الأطفال، وكذلك تلحق أضرارا بالمركبات وتعرض ركابها للخطر.
وأضافوا، أن العمل في المشروع، تسبب بهدر كبير للمياه في أكثر من منطقة، جراء تكسر خطوط المياه خلال العمل على نحو مستمر، بحيث تهدر المياه في الشوارع لمدد طويلة قبل أن يجري إصلاحها.
المواطن خالد فروانة، أبدى استغرابه الشديد من عدم وجود رقابة على تنفيذ مثل هذه المشاريع، مشددا على أن الرقابة أولا بأول، من شأنها أن تمنع وجود تجاوزات أو تشوهات يخلفها العمل.
وأضاف “من يشاهد بعض المناطق، وتحديدا في حيي عراك أو الفروسية، يشعر بأننا ما نزال في العصور الوسطى، حيث تجمعات الأتربة والأوساخ وانتشار الحفر، بما يشكل خطورة على المشاة والمركبات والأطفال”.
كما أكد المواطن فيصل القيسي، أن العديد من خطوط المياه، تكسرت خلال العمل في المشروع، مشيرا إلى أن الكثير من كميات المياه هدرت في الشوارع لفترات طويلة، برغم أن المملكة تعيش أزمة مياه، والسكان أولى بكل قطرة ماء من أن تهدر بلا فائدة.
واتفق المواطن جمعة الدروبي، مع ما طرحه القيسي، مضيفا أن الكثير من مناطق لواء عين الباشا، تعاني من انقطاع المياه أو عدم انتظامها، في وقت تهدر فيه المياه في الشوارع بسبب الإهمال بتنفيذ المشروع.
ووصف الدروبي ما يحدث، بأنه “إهمال واستهتار”، خصوصا وأن الشركة المنفذة للمشروع لا تستجيب الى ملاحظات وشكاوى السكان.
وتطرق المواطن محمود النواجي، إلى ما تشكله الحفر المنتشرة من خطر على سلامة الأطفال، خصوصا مع بدء دوامهم في المدارس لتغطية الفاقد التعليمي، مشددا على ضرورة ردم الحفر قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه، ووضع لافتات تحذيرية أو أغطية، أو أي إجراء يضمن السلامة العامة.
ولا يقتصر الأمر وفق النواجي على الأطفال، إذ أشار كذلك إلى خطورة تلك الحفر على المركبات وركابها، لا سيما في فترات المساء والليل، فأي شخص معرض للوقوع فيها، أو التعرض لحادث سير بسببها، وذلك مع عدم وجود طرق بديلة للمناطق التي تشهد حفريات، وعدم وجود شاخصات مرورية، تحذر سالكي الطرق أو ترشدهم.
وفيما لم يتسن لحصول على رد أو توضيح من القائمين على المشروع، أكد عضو مجلس اللامركزية في محافظة البلقاء زيد عبدالكريم الفاعوري، نقلا عن أحد مسؤولي الشركة، أنها تتابع أولا بأول، ما ينتج من إشكاليات أو أضرار خلال العمل بالمشروع.
لكن المسؤول أشار إلى وجود مشاكل في خطوط وشبكات المياه، بسبب وجودها في “واجهات زفتة الشوارع” وليس في العمق، ما يؤدي إلى تعرضها للكسر أو الأضرار، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الشركة، تقوم على الفور بإبلاغ الجهات المعنية، لكن أحيانا يكون هناك تأخر في الاستجابة وبالتالي تذهب المياه هدرا.
ووفق ما نقل الفاعوري عن المسؤول، فإن المشروع برمته شارف على الانتهاء، ولم يتبق إلا أعمال بسيطة، ستنجز خلال مدة قصيرة.
وبشأن انتشار الحفر وتشكيلها خطورة على المواطنين، قال المسؤول إن هناك مبالغة في الحديث عن الحفر، لا سيما أنه يجري ردمها من العاملين قبل إخلاء المكان، مشددا على أن الشركة مستعدة للتعامل بشكل فوري مع أي ملاحظة بهذا الخصوص.
الفاعوري أكد بوصفه عضوا بمجلس اللامركزية، أنه سيتابع الملاحظات الواردة والمتعلقة بعمل المشروع، لمتابعتها والتأكد من معالجتها، مشددا على أهمية أن تمارس كل جهة رقابية معنية دورها، بما يضمن تحقيق المصلحة العامة، وعدم وجود أي مشكلات أو عوائق، خصوصا ما يمس المواطنين ويؤثر سلبيا على المواطنين.”الغد”