أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات أن الدولة الأردنية تدخل مئويتها الثانية بإصرار وتوافق على تعزيز مسيرة الإصلاحات الشاملة ومراجعة وترتيب أولوياتها الوطنية باستمرار، عبر ما نشهده من خطوات لتحديث القوانين الناظمة للحياة السياسية التي تعد مدخلاً لباقي الإصلاحات التي يتطلع لها أبناء الشعب الأردني.
حديث العودات جاء لدى استقباله بدار المجلس الثلاثاء، في لقاءين منفصلين مع المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأردن آندرس بيدرسن، والسفير الهولندي لدى المملكة هاري فيرفاي، حيث جرى استعراض جملة الإصلاحات التي تشهدها المملكة، والأعباء الاقتصادية التي تحملها الأردن جراء موجات اللجوء والتحديات التي فرضتها الأوضاع في المنطقة والإقليم.
وأضاف العودات أن الإرادة التي يعبر عنها جلالة الملك عبد الله الثاني وتلبي تطلعات مختلف أبناء شعبنا الأردني في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، انعكست عملياً في تكليف اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية لتشكل نواة لتوافق عريض بين أطياف المجتمع الأردني سياسياً وفكرياً، وهو ما يجب البناء عليه لتوسيع حلقات التوافق على الخطط المستقبلية في الإصلاحات التي نريدها، فمن محطة اللجنة الملكية إلى الحكومة، تصل التصورات والمقترحات إلى مجلس النواب الذي سيكون أمام مسؤوليته الوطنية في التعامل مع تلك المخرجات بما يحقق رغبات وتطلعات الأردنيين في الوصول لحياة برلمانية حزبية برامجية تضمن مشاركة واسعة لمختلف المشارب الفكرية والسياسية في صناعة القرار.
وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن الدولة الأردنية استطاعت أن تقدم عبر مئة عام نموذجاً لشكل الدولة القوية التي تلاقت فيها الإرادة الرسمية والشعبية نحو هدف جامع عنوانه مصالح الدولة العليا، ولذا كان الأردن عند كل أزمة يخرج أقوى مما كان عليه، ويبرهن أن شرعية نظامه وصلابة جيشه وأجهزته ومؤسساته ووعي شعبه هي سر تماسكه وتجاوزه للعقبات رغم تشعبها في إقليم ومحيط مضطرب.
وقال العودات إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بقي متمسكاً بثوابته الداعية للحوار كمخرج لمختلف الأزمات، ولذا كان منذ بداية الأزمة السورية منادياً بالحل السياسي الذي يضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً، مثلما كان عوناً وسنداً لأشقائه في سوريا والعراق في حماية الحدود والتصدي للجماعات الإرهابية، وبقي أيضاً متمسكاً بمبادئه الإنسانية في تأمين الحماية والحياة الكريمة لكل من لجأ لأرضه طالباً للعون والإغاثة.
من جهته، أكد المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأردن آندرس بيدرسن تقدير الأمم المتحدة عالياً للدور الكبير الذي يقدمه الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم استقرار وأمن المنطقة، ودوره في تقديم العون والخدمات المختلفة للاجئين، مشيراً إلى أن الأردن يقدم نموذجا مهما ومتطورا في تجذير ديمقراطيته في المنطقة .
بدوره، أكد السفير الهولندي لدى المملكة هاري فيرفاي عمق علاقات البلدين الصديقين، والتزام بلاده بتقديم مختلف أشكال الدعم والإسناد للأردن، مشيراً إلى الثقة والتقدير الكبيرين لجلالة الملك عبد الله الثاني لدى عموم الأسرة الدولية، جراء مواقفه المعتدلة وآرائه الداعية للحوار وتدعيم الأمن والاستقرار في المنطقة.