افتتح رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، السبت، مشروع “متنزه اشتفينا”، وتفقد مشاريع مبادرات ملكية تنموية سياحية وتطويرية واجتماعية في محافظة عجلون، والتي أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بتنفيذها خلال زياراته الميدانية ولقاءاته التواصلية مع أبناء المحافظة.

كما تفقد العيسوي، يرافقه وزراء الأشغال العامة والإسكان يحيى الكسبي والسياحة والآثار نايف الفايز والبيئة معاوية الردايدة، عددا من المواقع السياحية في لواء الكورة، والتي جرى تأهيلها وتطويرها تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك خلال زيارة جلالته للواء في 16 حزيران الماضي.

ففي محافظة عجلون، افتتح العيسوي، موقع متنزه “اشتفينا” في منطقة سوس – راسون، حيث جال في مرافق المتنزه الذي نُفّذ بمبادرة ملكية، على مساحة 200 دونم، ويشتمل على 230 موقعاً أعدت لجلسات السياح بين الأشجار، ومناطق لألعاب الأطفال، ومسارات سياحية داخلية، وأكشاك لعرض المنتجات المحلية لأهالي المنطقة، والتي توفر مصادر دخل لهم.

ويولي جلالة الملك اهتماماً بضرورة النهوض بالقطاع السياحي، باعتباره أحد معززات وروافد الاقتصاد الوطني، إذ يحرص جلالته خلال لقاءاته التواصلية، وزياراته الميدانية لتفقد أحوال المواطنين بإطلاق مبادرات ملكية وتنفيذ مشاريع سياحية تسهم في تحسين ظروفهم المعيشية والنهوض بواقع البنى التحتية للمواقع السياحية؛ لإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، عبر توفير فرص تشغيلية لأهالي المناطق السياحية، وخصوصا الشباب.

وتفقد العيسوي مشروع مركز ذوي الاحتياجات الخاصة في عجلون، والذي يجري تنفيذه في سياق المبادرات الملكية، وبتمويل من شركة البوتاس العربية، كما اطلع على مراحل سير المشروع الذي بلغ نسبة الإنجاز فيه نحو 65%.

ويتكون المركز الذي تبلغ مساحته 600 متر مربع، من غرف صفية وعلاج طبيعي ووظيفي، وأخرى للاختصاص النفسي والاجتماعي والتدخل المبكّر، والعديد من المرافق المساندة التي من شأنها النهوض بواقع الخدمات المقدمة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبما يسهم في إدماجهم في المجتمع والاستفادة من قدراتهم في مختلف المجالات.

وشملت الجولة التفقدية، مشروع “النزل البيئي” الذي يتضمن 15 “شاليه”، جرى إنشاؤها تنفيذا للتوجيهات الملكية في محمية غابات عجلون، ضمن حزمة المبادرات الملكية، حيث يوفر للسائح الأجواء الهادئة والفرصة للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، ويتكون كل شاليه من غرفة نوم وغرفة معيشة ومرفق صحي، ما يعزز السياحة الداخلية والخارجية.

كما تفقد العيسوي مشروع “ألعاب المغامرة” في غابات عجلون، والذي يتكون من ميدان سياحي مخصص لألعاب المغامرة والتحديات، ويشمل على حوائط تسلق وأبراج إنزال وميادين حواجز ومسارات للدرجات الهوائية وألعاب متنوعة، وسيجري تدريب بعض الأشخاص عند بدء التشغيل لضمان السلامة العامة لرواده.

وفي لواء الكورة بمحافظة إربد، تفقد العيسوي عدداً من المشاريع السياحية التي أكد جلالة الملك خلال زيارته للواء العمل في نطاق استراتيجية تنهض بالقطاع السياحي وإرساء الأولويات بالتعاون مع أبناء المناطق، وضرورة دعم أي أفكار لتشجيع المستثمرين لإقامة المشاريع في هذه المناطق الجميلة وتذليل العقبات أمام المستثمرين بالتنسيق بين الجهات الرسمية وأهالي المنطقة.

وتنفيذاً للتوجيهات الملكية، يجري العمل حالياً بين جميع الجهات المعنية لوضع تصور شامل للنهوض بالواقع البيئي وخدمة السياحة في اللواء، خصوصاً أن طبيعة المنطقة وتضاريسها، والمواقع الأثرية والسياحية فيها، تعد من أهم عوامل الجذب السياحي.

وشملت الجولة التفقدية، زيارة مغارة برقش السياحية، حيث اطلع العيسوي على الأعمال التطويرية التي جرى تنفيذها لتعزيز مكانتها السياحية، حيث تقع وسط الغابات الحرجية، وتعد من أجمل المغارات الجيولوجية في العالم، فهي عبارة عن تجويف طبيعي مكون من عدة مغارات ودهاليز متصلة ببعضها البعض تكونت عبر مرور الأزمنة وبمساحة تقدر بين 3 إلى 4 آلاف متر مربع.

وفي لواء الكورة بمحافظة إربد، كانت المحطة التفقدية الأولى لموقعي كهف السيد المسيح وكنيسة بيت إيدس، حيث استمع العيسوي إلى شرح من رئيس جمعية “إنسان” أحمد الشريدة وعدد من المعنيين حول الخطط التطويرية للنهوض بالبنية التحتية لهذين الموقعين، بما يعزز السياحة الدينية والمحافظة على المعالم التاريخية والأثرية لهما.

وفي المحطة الثانية، تفقد العيسوي موقع “طاحونة عودة” في منطقة وادي الريان، والتي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي، وتعد أحد محطات مسار “راسون” السياحي، حيث جرى إعادة ترميم مجرى القناة العلوية وإجراء الصيانة اللازمة وتأهيل قطعة الأرض المحيطة بمبنى الطاحونة.

واطلع العيسوي على مراحل تنفيذ طريق مدخل تبنة في لواء الكورة، والتي يجري العمل حاليا على تعبيدها بمسافة 5.1 كيلو متر من قبل وزارة الأشغال العامة والإسكان، بما يخدم أهالي المنطقة والمناطق المجاورة وزوارها، إضافة إلى أنها تعد مدخلاً للعديد من المناطق السياحية المنطقة.

وقال العيسوي، إن النجاح الذي حققته المبادرات الملكية التي يجري تنفيذها في مختلف المناطق في جميع القطاعات، ومن ضمنها السياحية والخدمية والصحية والتعليمية، يؤكد “أننا نسير على الطريق الصحيح، ويدفعنا لتكثيف الجهود وتنفيذ البرامج والمشاريع التي تترجم الرؤية الملكية للنهوض بواقع المجتمعات المحلية وتحسين نوعيّة حياة الفئات المستهدفة وتدريب كوادر قادرة على العمل والإنتاج وإقامة المشاريع التشغيلية الموفرة لفرص العمل.

وأضاف أن المبادرات الملكية التي يجري إطلاقها بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك خلال لقاءاته التواصلية مع المواطنين، ترتكز إلى برامج عمل محددة بفترات زمنية ومؤشرات لقياس التنفيذ وآليات واضحة لضمان الاستدامة لمشاريع هذه المبادرات من خلال الشراكة مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وصولاً إلى تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز دورها في تحديد احتياجاتها وأولوياتها والانخراط في العملية التنموية.

وجرى خلال افتتاح وتفقد المشاريع، والذي حضره محافظ إربد رضوان العتوم، ومحافظ عجلون خالد الجبور، الالتزام الكامل بقواعد السلامة العامة نظرًا للظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة بسبب جائحة كورونا.