أطلق برنامج “عمل أفضل – الأردن” حملة توعوية بالصحة النفسية للعمالة المهاجرة في مصانع الألبسة في مركز العمال/العاملات في مدينة الحسن الصناعية، في محافظة إربد، بهدف التصدي لوصمة العار حول مفهوم الصحة النفسية.
ويعمل في قطاع الألبسة في الأردن 65,026 عاملا/عاملة. وغالبية العمالة من النساء (72%)، فيما تتكون القوى العاملة في معظمها من العمالة المهاجرة (76%).
تضمنت الحملة التوعوية يوما مفتوحا، حيث قام البرنامج من خلال هذا اليوم بتقديم نصائح مباشرة للعمال والعاملات حول تاثير الضغط النفسي على الصحة الجسدية وتعزيز مفهوم الرعاية الذاتية من خلال نشرات توعوية بأهمية الصحة النفسية، إضافة إلى الرسم، ونشاطات فنية، تفاعلية، ورياضية.
برنامج “عمل أفضل”، وهو مبادرة مشتركة بين منظمة العمل الدولية ومؤسسة التمويل الدولية، تقدم للعمال والعاملات شرحاً عن آثار التوتر السلبية وطرق تخفيفه، وعن الانعكاسات السلبية التي قد تسببها مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، وكيفية تجنب هذه الانعكاسات.
تنمية الرعاية الذاتية والتوعية
أطلق برنامج “عمل أفضل – الأردن” مشروع دعم الصحة النفسية للقوى العاملة في قطاع الألبسة، خاصة للنساء، اللاتي يواجهن ضغوطات جسدية ونفسية كثيرة، بهدف بناء قدرات العمالة على التكيف مع تحديات الصحة النفسية، بما في ذلك القدرة على طلب المساعدة، مع ضمان وجود دعم على مستوى المصانع، وتوفر أنظمة إحالة للصحة النفسية في متناول جميع العمال والعاملات.
منسقة المشروع، آلاء الناصر، تقول إن الفعاليات والنشاطات الإبداعية “تسهم في تخليص العمال والعاملات من أعراض التوتر، وتنمي مفهوم الرعاية الذاتية، وتخلق روابط اجتماعية وثقافية بين العمال والعاملات من خلال التفاعل المشترك في هذه النشاطات، مثل الرقص التقليدي”.
تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية على أنها “حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي”. وبحسب المنظمة، يعاني أكثر من 450 مليون شخص حول العالم من اضطراب نفسي، مما يؤدي إلى خسارة في الإنتاجية تبلغ سنويا تريليون دولار أميركي.
توفير بيئة عمل صحية
رئيس النقابة العامة للعاملين/العاملات في صناعة الغزل والنسيج والألبسة، فتح الله العمراني، شدد على أهمية المشروع.
“الصحة النفسية أمر مهم جدا، إذ إن ظروف العمال والعاملات اليومية، من تحديات العمل، والابتعاد عن الأهل، تمثل عاملا أساسيا في توليد ضغوط نفسية على العمالة، مما يؤثر على الإنتاج بشكل عام،” يقول العمراني.
ويضيف: “يجب على إدارات الشركات والمصانع الاهتمام في استمرار هذه النشاطات وتعميمها لتوفير بيئة عمل صحية نفسيا للعمال والعاملات، والحد من مضاعفات الضغط النفسية، التي قد تؤدي إلى الانتحار.”
يجمع برنامج “عمل أفضل – الأردن” الشركاء في الأردن من جميع المستويات في صناعة الألبسة العالمية بهدف زيادة الامتثال وفقا لقانون العمل الأردني بالتوافق مع معايير العمل الدولية، تحسين ظروف العمل، تعزيز احترام حقوق العمالة، وتقوية القدرة التنافسية.
مدير البرنامج، طارق أبو قاعود، يبين أن “مسألة الصحة النفسية حساسة وشائكة، خاصة عند التعامل مع العمالة المهاجرة”.
“حاول البرنامج، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، مساعدة العمالة المهاجرة والمحلية من خلال مشروع الصحة النفسية، إلا أن جائحة كورونا أدت إلى تباطؤ تنفيذه، وأسهمت في زيادة الضغط النفسي على العمال والعاملات”، يوضح أبو قاعود.
ويقول: “بدأ البرنامج في دعم العمال والعاملات عبر زيادة التوعية بأهمية الصحة النفسية، ولاحظنا أثناء الفعاليات مدى سعادة وتفاعل العمال/العملات الإيجابي. نتمنى أن يؤدي المشروع إلى تحسين الصحة النفسية للعمال والعاملات في هذا القطاع الحيوي.”
تعميم الفائدة ونقل الخبرات
في السنوات الـ 10 الأخيرة، شهد قطاع صناعة الألبسة في الأردن نموا كبيرا. قدرت عام 2020 قيمة صادرات القطاع بـ 1.6 مليار دولار أميركي، وشكلت نسبة 22% من مجموع الصادرات. منذ كانون الأول/ديسمبر 2020، سجّل في برنامج “عمل أفضل – الأردن” 88 مصنعا، وهو يغطي 95% من عمال/عاملات صناعة الألبسة في البلد.
بالنسبة لبعض العمال المشاركين، كان الأثر الذي أحدثه في أنفسهم هذا اليوم المفتوح مفاجأة سارة، ودعوا لتكرار هذا الحدث.