أظهرت نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حالة من الانقسام بين المواطنين في تعريفهم لمفهوم السعادة، حيث بينت وجود حالة من التفاؤل الفردي والتشاؤم المجتمعي.

الاستطلاع أظهر أنّ 74 بالمئة لا يعتقدون أن الأردنيين مجتمع سعيد، بينما يصف 65 بالمئة من الأردنيين أنفسهم بالسعداء.

الخبراء في المجال أكدوا أن نظرة الأردنيين نحو السعادة قد تبدلت إلى الرضا والقناعة بدلا من الذهاب إلى توفر مقومات السعادة، مشيرين إلى أن تلك النظرة بحاجة إلى مراجعة.

ويشار إلى أنّ الأردن حل في المرتبة الـ127 ضمن قائمة الشعوب الأكثر سعادة، وفقا لتقرير سنوي صادر عن الأمم المتحدة في آذار الماضي.

القناعة بدلا من السعادة

الخبير في علم الاجتماع الدكتور وليد أبو دلبوح، قال إن الأردنيين بدأوا بالذهاب صوب مفهوم القناعة بدلا من السعادة.

وأضاف أبو دلبوح، أن حالة الرضا أصبحت ظاهرة رغم ارتفاع أرقام الفقر والبطالة، مشيرا إلى أن العينة التي وصفت نفسها بالسعيدة يكون وضعها المادي جيدا بالغالب، فضلا عن أخذهم بالحسبان للاستقرار الأمني بالأردن ومقارنته بوضع البلدان المجاورة.

وبيّن أن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر في الوقت الراهن، ما يثبت التوجه نحو الرضا بالوضع القائم بدلا من الذهاب صوب السعادة.

وذكر أن الطفيلة أصبحت الأقل سعادة بين المحافظات بسبب العوامل الاقتصادية الصعبة التي يعشيها أبناء المدينة؛ من نسب فقر وبطالة عالية، إلى جانب أنها من أكثر المحافظات تسجيلا لإصابات كورونا من حيث نسبة السكان.

الشعور الفردي بدلا من الجماعي

من جهته، قال الخبير في علم الاجتماع الدكتور عايد الوريكات إن جميع الدراسات الاستطلاعية تتعلق باتجاه المواطنين الذي يتضمن المعرفة والمشاعر والفعل البشري.

ويعتقد أن معظم السعداء يرون وجود توافق ورضا ونوع من التكيف بحياتهم الخاصة لكن يرون الأخرين غير قادرين على التكيف بسبب الظروف الاقتصادية التي بمجملها عالمية.

ولفت إلى أن الانطباع تكوّن لديهم من خلال معرفتهم بالمواطنين في المجتمع، مؤكدا أنه لن يستغرب أن المجتمع غير سعيد بسبب أرقام الفقر والبطالة ونقص المياه، إلى جانب الجائحة وآثارها الوخيمة على القطاعات الاقتصادية.

ويشدد على أن الحكومة ليس لديها حلا سحريا لملفات البطالة والفقر، ما يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق.

وعن سبب عدم ثقة الأردنيين ببعضهم، يؤكد أن أغلبية الأردنيين يقطنون بالمدن التي يغلب عليها طابع التحضر، الذي بدوره ينمي الشعور الفردي وليس الجماعي، معتبرا أن الأرقام اعتيادية وفقا لأنماط التحضر.

هلا اخبار