حذر وزير الصحة الأسبق الدكتور وليد المعاني، من ارتفاع أعداد الاصابات اليومية والفحوصات الايجابية بالفيروس، مقابل إنخفاض نسبة إقبال المواطنين على تلقي لقاح كورونا.

وقال المعاني في حديث الثلاثاء، إن تصاعد الأرقام المسجلة لحالات الوفيات والاصابات بفيروس كورونا، المسجلة مؤخرا تعتبر ارقاما قياسية في حال مقارنتها بالأرقام السابقة من الربع الأخير من العام، حيث لم يسبق للأردن أن سجل أكثر من 2000 إصابة كما أن نسبة الفحوصات الإيجابية لم تتجاوز حاجز الـ5.50 ولم نقترب من نسبة 6 منذ منتصف العام الحالي، كما أن الحملة الوطنية لبرنامج التطعيم الوطني ضد فيروس كورونا المستجد التي أطلقتها وزارة الصحة مطلع كانون الثاني الماضي لم تصل الى الهدف المعلن بتلقي 6 ملايين شخص من سن 18 فما فوق للقاح حتى شهر ايلول الماضي، أي نحو 55% من سكان الأردن، مشددا على ضرورة رفع نسب التطعيم وشمول الفئات العمرية من 5 سنوات فما فوق بالإضافة إلى تحفيز المترددين لأخذ المطعوم بأي طريقة للوصول الى المناعة المجتمعية بنسبة 75% من الفئة المستهدفة.

وأشار إلى أن عدد الحالات النشطة في إرتفاع وهو ما يؤشر الى أن “العزل المنزلي” ومخالطة هؤلاء المصابين، قائلا: “قد تغيب عنهم الرقابة من الجهات المختصة كما كان معمول به سابقا وعليه لا يتم الوصول الى فحص أي مخالط لأي مصاب”.

وانتقد وزير الصحة الأسبق، مما أسماه “تداخل أو تضارب التصريحات” من بعض مسؤولي ملف كورونا عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي تقول إن تسجيل نسبة 5% فحوصات ايجابية هو أمر عادي أو غير خطير وربط الوضع الوبائي بمؤشر معين كفتح جميع القطاعات والعودة الى التعليم الوجاهي، بالاضافة الى السماح بإقامة الحفلات والندوات والانتخابات وغيرها من مظاهر الحياة، هو بعيد عن الواقع الذي تعتبر فيه هذه الأرقام “ناقوس خطر” ويجب الإنتباه لها جيدا والسيطرة عليها في محاولة للبقاء تحت هذه المعدلات “المقلقة”.

وشدد المعاني، على أن النظام الصحي الأردني قوي وفعال في مواجهة الجائحة وما زالت نسب الإشغال في المستشفيات الحكومية وأسرة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس ضمن المعدل حيث لم تتجاوز بالمجمل الـ 25%، وعليه يجب تعزيز هذه القدرات.

ودعا إلى التوجه لإيجاد حلول سريعة لتحفيز الناس على تلقي المطعوم وتثقيفهم بكافة الطرق بسبل الوقاية والعودة الى الإلتزام بإرتداء الكمامة وتجنب الملامسة وأماكن التجمعات، بالإضافة الى محاولة إعطاء طلبة المدارس والجامعات اللقاح المضاد للفيروس، خاصة وأن نحو ثلث الاصابات اليومية بالفيروس تأتي من هذه الفئات التي تخالط معظم فئات المجتمع “الأسرة، السائقين، البائعين، المعلمين.. الخ”.

وطالب وزير الصحة الأسبق، بإيجاد مبادرة ترعاها الحكومية والشخصيات الوطنية وتدعم بكافة الوسائل للوصول الى كل شخص لم يتلقَ اللقاح ومحاولة إقناعه أو تشجيعه للإقبال على أخذ المطعوم، منوها الى أن بعض المبادرات أطلقت في هذا الإتجاه ولكنها لا تلبي الحاجة ولم تحقق المطلوب منها حتى الآن بسبب التنافس في حب الظهور ومن ينشر إسمه أولا كمبادر أو داعم للفكرة، منبها الى ضرورة الأخذ بعين الإعتبار المصلحة الوطنية والحفاظ على المكتسبات التي حققناها في القطاع الصحي في مواجهة جائحة كورونا.

وختم المعاني، أن مسالة الإطمئنان والتراخي قد يعرض أي بلد “لإنتكاسة” جديدة وهذا ما حصل مع بعض الدول، مؤكدا أنه يميل الى التحذيرات المستمرة أكثر من تطمينات فريق لجنة الأوبئة التي تتناقض لدى بعضهم وتشكل حالة من الإرباك في المشهد الصحي، معتبرا أن المرحلة القادمة هي للتعايش مع هذا الوباء وأخذ المطعوم المتوفر لدينا بكميات جيدة والذي أثبتت الدراسات نجاعته ومأمونتيه على صحة الإنسان.

عمون