شارك وفد سياحي وديني من الأردن، باجتماعات الهيئة العامة لمؤسسة مدراء الحج الأبرشي والوطني المسيحي التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في فرنسا، والتي أقيمت هذا العام في مدينة ميرفيل ضمن أبرشية ليل الفرنسية بالفترة من 13 إلى 20 تشرين الثاني الحالي.
وضمن الاجتماعات السنوية لهذه المؤسسة المختصة بتسيير رحلات الحج المسيحي في أبرشيات فرنسا، خصص نهار كامل للحديث عن الأردن السياحي الديني، وأقيم معرض في أروقة المؤتمر، عرضت فيه صور ومطبوعات عن أهم الأماكن الدينية السياحية في المملكة، حيث تولى أعضاء الوفد تقديم شرح عن المعروضات، بالإضافة إلى تقديم أجوبة عن استفسارات المشاركين. وبحسب بيان للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، اليوم السبت، عبرت ممثلة السفارة الأردنية في باريس سامية انسطاس بوتييه، عن شكرها للهيئة الفرنسية على استضافتها للمرة الثانية وفدا أردنيا ، معربة عن أملها في أن يشهد العام المقبل نهضة للسياحة الدينية من فرنسا إلى الأردن.
وأكدت التعاون الرسمي بين القيادتين الأردنية والفرنسية، والصداقة التي تجمع شعبي البلدين الصديقين. وعرض مسؤول السياحة الدينية في هيئة تنشيط السياحة عامر الطوال، للمخطط السياحي ومسار الحج الديني في الأردن، وصورًا حديثة للأردن الذي يتمتع بمناخ مميز صيفًا وشتاءً، حيث استعرض محطات الحج المسيحي المتميزة في الأردن، وأهمها المغطس – مكان معمودية السيد المسيح في الجهة الشرقية لنهر الأردن، وجبل نيبو والبحر الميت وموقع مار الياس ومقام سيدة الجبل ومكاور وغيرها من محطات الحج الديني، بالإضافة إلى أهم الأماكن السياحية المهمة كالبتراء ووادي رم وغيرها. وأشار الطوال إلى مدينتين في الأردن تتوجه أنظار العالم إليهما حاليا، وهما السلط التي أدرجت على لائحة التراث العالمي في اليونسكو كمدينة للتسامح والضيافة الحضرية، ومأدبا التي أعلنت عاصمة للسياحة العربية في العام المقبل.
وتحدث مدير عام موقع المغطس المهندس رستم مكجيان، عن تاريخ المغطس قديمًا وحديثًا، وأورد شواهد عن أصالة الموقع من الكتاب المقدس والمكتشفات الأثرية ومآثر الرحالة الفرنسيين تحديدًا، وعن كنائس شيدت في المكان، ومنها ما جرى تدشينه ومنها ما يزال تحت الإنشاء، معربًا عن أمله في أن يكون المغطس من الوجهات الرئيسة للحجاج الفرنسيين في العام المقبل. وسلط عضو المجلس الوطني للسياحة المرافق للوفد الأردني ومدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعت بدر، الضوء على أهمية الأردن كأرض مقدسة، وتحدث عن أهم الشخصيات التاريخية الدينية التي عاشت فيه، وأهمها السيد المسيح وأمه البتول مريم والأنبياء يوحنا المعمدان وموسى وايليا (مار الياس).
وأشار إلى الجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ومكنت الأردن من أن يكون واحة آمنة ودافئة، حيث استقبل الأشقاء الملتجئين إليه والزائرين والحجاج الباحثين عن قيم الحياة ومعناها الأصيل من خلال الوقوف على الأماكن المقدسة والتبرك بمياه نهر الأردن الخالدة. وتحدث الأب بدر عن أهمية الزيارات الأربع قام بها البابوات إلى المملكة وهم: بولس السادس عام 1964 ويوحنا بولس الثاني 2000 وبندكتس 2009 والبابا فرنسيس 2014 والذي ما برح يشيد دائمًا بالأردن المستقبل لكل طارق باب، معربا عن ترحيبه باسم كنائس المملكة بالحجاج القادمين من فرنسا والعالم للصلاة في الأردن، واللقاء بالكنائس الحية في مملكة المحبة والوئام.
والتقى أعضاء الوفد برئيس أساقفة ليل المطران لوران بيرنارد أولريك، ورئيس أساقفة مدينة لورد السياحية المطران أنطوان هوروارد، ومرشد مؤسسة مدراء الحج المطران جان ماري لو فيرت، والمدير العام لمؤسسة الحج الأب جاكي ماري ليرميت الذي أعلن عن زيارة وشيكة لأعلى 30 رئيس وجهة حج مسيحي من فرنسا إلى الأردن في شهر كانون الثاني المقبل، بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة.
وفي اليوم الأخير للمؤتمر الذي استمر اسبوعًا، التقى الوفد الأردني في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بالسفير الأردني لدى فرنسا مكرم القيسي، وأطلعوه على نتائج المؤتمر الناجحة وتوجيه النظر إلى أهمية تسيير رحلات الحج من فرنسا إلى الأردن.
واستمعوا من السفير القيسي عن الدور الأردني البارز الذي تقوم به السفارة في منظمة اليونسكو، وأهمية نقل الصورة الأردنية المشرقة في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في الأردن للعالم أجمع.