أوضح أستاذ علم المياه والبيئة الدكتور محمد الفرجات أنه يجد من واجبه كصاحب اختصاص إلقاء مزيد من التوضيح حول ما جاء في حديث الوزير الأسبق الدكتور منذر حدادين، حول وجود مياه تكفي الأردن لـ 500 عام قادمة.
وقال الفرجات إن حديث حدادين يقصد به المياه الجوفية العميقة والمتواجدة كخزين جوفي في طبقات رملية عميقة، وتعود هذه الطبقات جيولوجيا من حيث عمر الترسيب إلى عدة مئات من ملايين السنوات.
وأضاف أن هذه الطبقات الرملية تعلوا صخور القاعدة الغرانيتية، وتمتد تحت المملكة، وتحتوي مياها جوفية قديمة ونسبيا غير متجددة، ومن حيث النوعية فهي مالحة وتحتاج نوعا من التحلية أو الخلط مع مياه أكثر عذوبة لتصبح مستساغة لغايات الشرب والغايات الأخرى.
وبين أنه كون هذه الطبقات تقع فوق صخور القاعدة الغرانيتية، فإن أية نواتج تفكك إشعاعي تتحرر من بعض العناصر المشعة في معادن الغرانيت السفلي قد تتبقى في المياه، الأمر الذي قد يستدعي معالجتها إشعاعيا قبل الشرب.
وقال الفرجات، “تكتونيا فهنالك صلات تركيبية (صدوع وفوالق) ما بين الطبقات الرملية العميقة وما يعلوها من طبقات صخرية أحدث، والتي بدورها كذلك تحتوي أيضا خزينا جوفيا، وتعد غالبية آبارنا لغايات الشرب والري في الآبار التي تصل بأعماقها الخزانات الجوفية العليا هذه”.
وأكد أنه من ناحية هايدروليكية يشير ذلك إلى أن الضخ من مياه الطبقات الرملية العميقة، سيؤدي حتما إلى هبوط مستويات مياه الخزين الجوفي في الطبقات العليا والتي تحتوي غالبية آبار مياه الشرب والري.
وأشار إلى أن الأمور تحتاج دراسات علمية وإطلاق نماذج مائية دقيقة ومعايرة قبل أية مغامرة.