قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الاثنين، إن التحديات الكثيرة التي تواجهها دول الاتحاد من أجل المتوسط هي تحديات مشتركة، و”لن نستطيع تجاوزها إلا إذا عملنا معا، وعلى أساس المبادئ المشتركة التي تمثل ضرورة توفير العدالة والحياة الكريمة لجميع شعوب المنطقة”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في المنتدى الإقليمي السادس لدول الاتحاد من أجل المتوسط، الذي يعقد بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، أن اللقاء كان مهما وشهد حضورا غير مسبوق عكس الوعي المتزايد بترابط ضفتي المتوسط، وبأن الأمن شرقه أساس لأمن غربه”.
وأشار الصفدي إلى وجود “إدراك بأن تحقيق ما نريده من مستقبل أفضل لشعوبنا يعتمد على التعاون بيننا، والاتحاد من أجل المتوسط يوفر منبرا فاعلا للمضي في هذه الأجندة”.
“ثمة خطة وخريطة طريق حددت 5 أولويات، وكلها تصب باتجاه العمل معا من أجل مواجهة التحديات المشتركة ومن أجل إقليم آمن مستقر منجز” بحسب الوزير، مشيرا إلى أنه “جرى التأكيد على أن “المنطقة لا تزال تعاني من صراعات عديدة، وحل هذه الصراعات هو الأساس للاستفادة من الفرص الكثيرة التي توفرها منطقتنا”.
وأكد أن “السلام العادل والشامل الذي طالما شكل هدفا للأردن لم يتحقق بعد، وعدم تحقيق هذا السلام يؤثر على كل جهودنا من أجل تحقيق وبناء المستقبل الأفضل، ولا بديل عن حل الدولتين سبيلا لتحقيق هذا السلام العادل والشامل”.
وأضاف الصفدي أن “الهدوء الذي نشهده لا يمكن أن يكون بديلا عن حل جذري، يكون عبر حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967؛ لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق القانون الدولي ووفق مبادرة السلام العربية ووفق ما يتطلبه السلام الحقيقي”.
“السلام لن يكون حقيقيا إلا إذا قبلته الشعوب، والشعوب لن تقبل بالسلام إلا إذا لبى الحقوق المشروعة” بحسب الصفدي، قائلا:”نريد منطقة آمنة سالمة تعيش كل شعوبها بأمن واستقرار وسلام، من أجل ذلك نعول على جهد مشترك لنا في شرق المتوسط ولشركائنا في أوروبا وفي الحوض المتوسطي وفي الولايات المتحدة، وفي باقي أنحاء العالم من أجل إيجاد الأفق الحقيقي لتحقيق السلام”.
وتابع:”ثمة أزمات أخرى في المنطقة مثل الأزمة السورية التي يجب أن تنتهي عبر حل سياسي، وما ولدته تلك الأزمة من معاناة إنسانية غير مسبوقة، وهي معاناة اللاجئين”.
وأضاف:”تحدثت في المؤتمر عن ضرورة أن لا يصبح اللاجئون السوريون الضحايا المنسيين لهذا الصراع، حيث ثمة تراجع مقلق في الاهتمام والدعم الدوليين باللاجئين”.
وتابع أن الأردن “كدولة تستضيف مليونا و 300 ألف شقيق سوري، يؤكد ضرورة أن نستمر بالعمل معا من أجل توفير الحياة الكريمة للاجئين”.
وأكد الصفدي أن “العمل المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات، وسيكون الأردن كما كان دوما شريكا في كل الجهود المستهدفة حل هذه الصراعات وبناء البيئة التي تضمن تحقيق أمل المتوسط في منطقة آمنة مستقرة وفي سلام منجز”.
وفي رده على سؤال “، قال الصفدي، إن “هناك تراجعا ملحوظا في الدعم المقدم للاجئين بشكل عام، وللمنظمات الدولية المعنية بمساعدة اللاجئين بشكل خاص، للمساعدة في تلبية متطلباتهم المعيشية”.
وأضاف:”فيما يتعلق باللاجئين السوريين، فإن التحدي كبير ولا بد من أن يركز المجتمع الدولي على توفير مساعدات يحتاجونها لهم وللدول المستضيفة حتى تستطيع تقديم العيش الكريم الذي يستحقونه”.
وأوضح أن “الهجرة إلى أوروبا مرتبطة بعدم قدرة اللاجئين على تلبية متطلباتهم المعيشية والعيش بكرامة في المنطقة”.
وعن أونروا، أكد الصفدي أنها “تعاني من أزمة مالية كبيرة متكررة عاما بعد عام، حيث نظم الأردن والسويد مؤتمرا دوليا بمشاركة فاعلة من الاتحاد الأوروبي بهدف حشد الدعم المالي والسياسي للوكالة، وحقق هذا المؤتمر بعض التقدم في تلبية العجز المالي بعد حصده تبرعات بنحو 38 مليون دولار”.
وأضاف أن “الفجوة لا تزال كبيرة والتحدي لا يزال كبيرا، ونحن نعمل مع كل الشركاء من أجل توفير الدعم الذي تحتاجه الوكالة حتى تستمر في تقدم خدماتها للاجئين الفلسطينين”.
“تحدثت الأحد مع المفوض العام لوكالة أونروا عن الخطوات التي يقوم بها من أجل دفع الرواتب لموظفي الوكالة، وهذه مشكلة كبيرة”. بحسب الصفدي، مؤكدا أن “إيجاد الدعم اللازم ضرورة على مستوى السنوات المقبلة”.