افتتحت سمو الاميرة بسمة بنت طلال، الرئيسة الفخرية للملتقى الثقافي التربوي للمدارس الخاصة، اليوم السبت، المؤتمر التاسع والعشرين للمعلمين، الذي ينظمه الملتقى تحت شعار “معلم متجدد ذاتياً في مدرسة مرنة”.
وأكدت سموها، في كلمة بافتتاح المؤتمر، أهمية دور المدارس والمعلمين في حياة ورفاهية الطلاب، حيث تعززت هذه الأهمية في ظل جائحة كورونا وتداعياتها على حياة الناس في مختلف المجالات، بما في ذلك العملية التعليمية.
وقالت إن الجائحة هي واحدة من أبرز التحديات، التي باتت اليوم تواجه الطلاب في كل مكان، في وقت يشهد فيه العالم تنافسا وسباقا محموما في كل المجالات، مع التطور المتسارع في شكل وأدوات التعليم ومهاراته ومفاهيمه، إلى واقع جديد يتطلب التفكير والابداع والمرونة، والانفتاح على الثقافات، وقبول الآخر.
وأكدت سموها أهمية دور المعلم في ظل هذه المتغيرات الجديدة لتسليح طلبته بالمهارات والمعارف والأدوات اللازمة والتفكير بمرونة، للتعامل مع هذا الواقع الجديد في عالم المنافسة.
وأشارت إلى أهمية هذه اللقاءات التربوية في إتاحة الفرصة للمشاركين من المعلمين والتربويين لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب، ومناقشة مستقبل طلبتهم، ومساعدتهم في تحقيق طموحاتهم، مشيدة في هذا الإطار بالجهود التي يبذلها المعلمون في مدارسهم لمساعدة الطلبة في التعافي من آثار الجائحة بعد عام أمضوه بعيدا عن مدارسهم وأسيري المنازل.
وقالت رئيسة الملتقى وفاء الشنار، إن جائحة كورونا فرضت على العملية التعليمية تغيرا جذريا في آلية العمل، فتحول التعليم من الوجاهي إلى التعلم عن بعد، ما استدعى تغيير الاستراتيجيات والوسائل والأساليب، وتطلب تجهيز المدارس بمنصات وشبكات إلكترونية ليتمكن المعلم من اداء عمله على اكمل وجه.
وأضافت ان الملتقى وانطلاقا من أهمية دور المعلم، عمل منذ بدء الجائحة على تنفيذ وعقد العديد من ورشات العمل والندوات والمحاضرات عبر المنصات المختلفة، في الوقت الذي برزت فيه العديد من التساؤلات حول ماهية التعلم بعد الجائحة والمهارات المستجدة التي يحتاجها المعلم والطالب على حد سواء، مبينة ان التعلم بعد الجائحة لم يعد كما كان من قبل؛ بل اخذ شكلا جديدا أكثر تطورا وتقدما.
وأوضحت ان عنوان المؤتمر يحاكي احتياجات المعلم للمرحلة المقبلة، والذي اصبح مطالبا ليكون قادرا على التعلم والبحث والتجدد والاستعداد لاكتساب مهارات جديدة، مؤكدة ان هذا الواقع الجديد يستدعي وجود مدرسة مرنة توفر للمعلم المساحة والحرية للتعلم والابتكار والابداع، لينتقل بطلبته إلى مجالات جديدة وأفق أكثر اتساعا.
وحضرت سموها محاضرة الافتتاحية للمؤتمر، قدمها عميد كلية الملك طلال لتكنولوجيا الأعمال في جامعة الاميرة سمية لتكنولوجيا الاعمال الدكتور جورج سمور، بعنوان “معلم متجدد ذاتيا في مدرسة مرنة”.
ويناقش المؤتمر على مدار يومين، عددا من اوراق العمل والبحوث التربوية ضمن محاور عدة تحمل عناوين منها جيل الغد للتربية الأخلاقية والاتزان الفكري والذكاء العاطفي، والادارة التكاملية للتربية المجتمعية المستدامة، ونظام الدعم متعدد المستويات، وتقدير التنوع وتقبّل الآخر، وبرنامج إعداد معلم، وقوة العقل الباطن، واتجاهات في تكنولوجيا التعليم واستراتيجيات لتعلم فعال.
ويهدف الملتقى إلى المساهمة في تطوير العملية التربوية في الأردن، وتوثيق العلاقات بين المدارس الخاصة من جهة والمجتمع المحلي والعربي والعالمي من جهة اخرى، وخلق مناخ تعاوني بين اعضائه وبما يخدم مهنة التعليم ورسالته النبيلة، ورفع مستوى الاداء المهني لأعضاء الهيئات التدريسية الفنية والإدارية.
كما يهدف إلى تطوير كفاءة القيادات التربوية وتبادل الخبرات الثقافية التربوية والاكاديمية والفنية والاجتماعية والرياضية، وتحفيز المعلم وتشجيع الابداع لديه وتعزيز دوره في المجتمع، وإقامة الأنشطة الثقافية والندوات والورشات وحلقات البحث.