مرايا – فى البداية يعد الزنا حرام شرعا فى الإسلام، وهو من كبائر الذنوب وعظائم الأمور فى الشريعة الإسلامية.

الزنا فى القرآن والسنة النبوية

ونهى الله عن الزنا فقال تعالى فى كتابه العزيز: “ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا”، وقال تعالى أيضا: “والذين لا يدعون مع الله إلٰها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذٰلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا”.

كما نهى عنه رسول الله (ص)، وجاء فى السنة النبوية قوله: “لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن”، وجاء تفسير الحديث لو كان لديه إيمان كامل ما زنى، لكن لديه نقص، فلهذا وقع فى الزنى.

قال تعالى: “الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين”، وقال رسول الله (ص): “ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل فى رحم لا يحل له”.

واجمع علماء الإسلام على أن حكم الزنا محرم، لكن الاختلاف يكمن فى الحد، إذ إن حد الزنا لغير المتزوج يختلف عن حد الزنا للمتزوج.

أجمعت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية أن حكم الزنا لغير المتزوج لا يقتضى إقامة حد القتل عليه، وهو ما يعرف بالزانى غير المحصن، إذ أن الزانى غير المحصن يجلد ولا يقتل، ويقول الله تعالى فى حكم الزنا لغير المتزوج: “الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين “[٦].

وقد أجمع الفقهاء أن حد الزنا لغير المتزوج يكون بالجلد ثمانين جلدة والتغريب، والمحصن عقوبته الرجم.

ذهب الحنفية والمالكية والشافعية، أن التوبة لا تسقط حد الزنا إذا كان الأمر قد رفع إلى الحاكم، وذلك استنادا على عدة الأمور، منها: أن عموم الآيات القرآنية، تقرر عقوبة الزانى، قال تعالى: {الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية إذا جاء الزانى بنفسه فاعترف وجاء تائبا فهذا لا يجب أن يقام عليه الحد.

يسأل البعض عن هل يجوز للشخص الزانى الزواج بمن زنا بها، وهل تسقط عنه وعنها الذنب ويعد ذلك توبة؟

الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، يقول ردا على هذا السؤال، إن الزنا كبيرة من الكبائر ويزول وزره بالتوبة منه، وليس من شرط تلك التوبة الزواج بممن اقترف تلك الجريمة معها، بل التوبة تكون بالإقلاع عن ذنب الزنا والندم على ما فعله والعزم على عدم العودة إليه.

وتابع فى تصريحات له: “ومن تاب يتوب الله عليه سواء تزوج منها بعد ذلك أو لم يتزوج، فليست التوبة مرتبطة بالزواج، وإن كانت المروءة تستدعى ستر من أخطأ معها، فإذا تاب كلاهما وكانا ملائمين للزواج يحسن زواجهما من بعض، وعليه فإن التوبة عن ذنب الزنا ليست بالزواج”.