مرايا – تتطلع الجماهير التونسية الشغوفة بكرة القدم، مساء السبت، إلى نهائي كأس العرب 2021، الذي يجمع الجارين المغاربيين تونس والجزائر على استاد البيت بالعاصمة الدوحة، في حوار كلاسيكي، يعتبره الملاحظون طبقا كرويا مليئا بالفرجة والإثارة.

ويضع منتخب تونس، الذي يبلغ النهائي للمرة الثانية في تاريخ مشاركاته في كأس العرب، خبرته في الميزان من أجل مواصلة مسيرته الإيجابية والصعود على منصة التتويج وتكرار إنجاز دورة 1963 في لبنان، عندما توج بأول نسخة لكأس العرب للأمم بفوزه آنذاك على البلد المستضيف بهدف دون مقابل في الجولة الخامسة والأخيرة من المسابقة التي دارت بنظام المجموعة الواحدة.

ومنذ ذلك التتويج اكتفى منتخب تونس بمشاركة وحيدة في كأس العرب كانت عام 1988 بالأردن وغادر خلالها نسور قرطاج السباق منذ الدور الأول.

وعلى الرغم من أنه لم يكن من المرشحين البارزين للعب الأدوار الأولى لنسخة قطر 2021، إلا أن منتخب تونس شكل مفاجأة سارة لجماهيره ونجح في تخطي منافسيه وآخرهم منتخب مصر في الدور نصف النهائي بهدف في الوقت القاتل.

وقبل التأهل للدور النهائي، فاز منتخب تونس على موريتانيا في المباراة الافتتاحية بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وعلى الإمارات بهدف نظيف، بعد أن تعثر في المباراة الثانية من هذا الدور أمام سوريا بهدفين دون رد ليتأهل متصدرا المجموعة.

وواجه المنتخب التونسي في ربع النهائي نظيره العماني ليفوز عليه بهدفين مقابل هدف، قبل أن يفوز على منتخب مصر بهدف نظيف في نصف النهائي ويبلغ المباراة النهائية.

واعتبر مدرب منتخب تونس المنذر الكبير أن “النهائي سيكون صعبا على المنتخبين والحظوظ ستكون متكافئة جدا بين الطرفين.”، مضيفا أنه لا يمكن تأكيد أسبقية فريق على آخر.

وتابع الكبير، خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة: “نحن ندرك جيدا أن الخصم منتخب صعب المراس وقوي ويضم عديد اللاعبين المتميزين لكننا سندافع عن حظوظنا ببسالة وسنسعى إلى الخروج بالفوز والعودة باللقب العربي إلى تونس.”

ونفى الكبير أن تكون مباراة النهائي ثأرية لمنتخب نسور قرطاج وله شخصيا وذلك في إشارة إلى خسارة تونس وديا في يونيو الماضي أمام الجزائر بهدفين دون رد.

وتابع: “اللقاء ليس ثأريا، كل مباراة لها إطارها، لقاء نهائي العرب هو الأول لنا ضد الجزائر، لم يسبق أن التقينا وإذا كان هناك ثأر فهو ضد من شكك في قدراتنا على الوصول إلى هذا الدور المتقدم جدا من المسابقة، نحن عازمون على التتويج وإهداء الكأس للجماهير التونسية وللاعبنا ياسين مرياح”.

وكان ياسين مرياح مدافع منتخب تونس تعرض للإصابة على مستوى الأربطة المتقاطعة للركبة في مباراة مصر لتنتهي مشاركته، حيث سيجبر على الراحة لمدة 6 أشهر.

من جهته، قال يوسف المساكني، قائد منتخب تونس، إن “الفريق الذي سيرتكب أقل الأخطاء هو الذي سيحصد اللقب في النهاية، المباراة لن تكون مفتوحة بحكم أن الرهان كبير جدا ولكن سنعمل على الفوز والتتويج وإهداء هذا اللقب للجماهير التي ساندتنا بشكل أسطوري خلال كافة مراحل البطولة”.

وتابع المساكني، في حديثه لوسائل الإعلام: “نعرف جيدا المنتخب الجزائري كما أنه يعرفنا أيضا، في المباريات النهائية كل طرف يسعى إلى التتويج والظفر باللقب، وكل لاعب يتمنى التسجيل ولكن بالنسبة لي يهمني أكثر أن نفوز ولا أفكر في التسجيل، سبق لي أن سجلت هدفا في شباك رايس مبولحي في نهائيات كأس إفريقيا 2013 وأتمنى أن أعيد الكرة في مباراة النهائي ولكن الأهم الفوز باللقب والصعود على منصة التتويج ونحن عاقدون العزم على ذلك”.

وبخصوص مواجهته لزميله السابق في نادي لخويا القطري، ومدرب منتخب الجزائر الحالي مجيد بوقرة، قال المساكني: “لعبت جنبا إلى جنب مع بوقرة في نادي لخويا، لمدة ثلاث سنوات، لكني لا أعرفه كمدرب، ولا أعرف فلسفته التدريبية وأفكاره في الأمور التكتيكية، عموما كان لاعبا مميزا والآن هو مدرب وهدفي أن أنتصر عليه”.

وسجل المساكني في النسخة الحالية من كأس العرب للمنتخبات هدفين، الأول في شباك المنتخب الموريتاني في الدور الأول والثاني أمام منتخب عمان في ربع النهائي.