مرايا – المتتبع بعناية بالغة للعلاقة بين الأردن والإمارات في الفترة الأخيرة، يرى دبلوماسياً أنها في قمّة التقدّم على كافة الأصعدة خصوصاً السياسية والاستراتيجية.
بعد الجدل الذي أثارته اتفاقية دبي في عمان لتبادل الكهرباء والمياه مع “الكيان الصهيوني” بتمويل إماراتي وفي عمق مرحلة الجدل التطبيعي تم الإعلان بالعقبة الأحد عن حزمة من الاتفاقيَّات الاستراتيجيَّة لتطوير البنى التحتيَّة في قطاعات السِّياحة والنَّقل والخدمات اللوجستيَّة والقطاع الرَّقمي.
تبلغ عدد الاتفاقيات 5 بين شركة تطوير العقبة ومجموعة موانيء أبوظبي؛ بهدف تطوير البُنى التحتيَّة لعدد من القطاعات الحيويَّة في مدينة العقبة ، بموجب الاتفاقيَّات، ستقوم مجموعة موانيء أبو ظبي بالمساهمة في تطوير قطاعات السِّياحة والنَّقل والبُنى التحتيَّة للخدمات اللوجستيَّة والرقميَّة في مدينة العقبة.
وتهدف هذه الاتفاقيّات إلى دعم قطاع السياحة، وتوفير حلول للنَّقل متعدِّد الوسائط، وحلول رقميَّة تسهم في تعزيز المكانة الإقليميَّة للمملكة الأردنيَّة، كما تمثِّل الاتفاقيَّات الجديدة علامة بارزة في التعاون الاستراتيجي والشَّراكة الحقيقيَّة بين الأردن والإمارات العربيَّة المتَّحدة.
وحسب المسؤولين في الأردن والإمارات رؤساء الاستثمار(حسين الصفدي ، محمد جمعة الشامسي) فأن هذه الشراكة الاستراتيجيَّة ستسهم في توفير العديد من الفرص الاستثماريَّة، بما ينعكس إيجاباً في توفير فرص العمل، بالإضافة الى توسعة المرافق البحريَّة والجويَّة والبريَّة المتاحة للمسافرين والشركات، وتحديثها بما يرسِّخ مكانة العقبة كوجهة سياحيَّة وتجاريَّة، ويعزِّز دورها كمركز إقليمي مميَّز في مجالات التبادل التجاري والأعمال اللوجستيَّة، وحركتيّ المِلاحة البحريَّة والجويَّة.
حصل ذلك ايضا وسط مؤشرات على تجاذبات سعودية إماراتية علقت مصالح أردنية وسطها.
ويحذر خبراء بأن الترتيبات الجديدة لميناء الأردن الوحيد وبدون أي تنسيق مع الجارة السعودية سيعني تعزيز الخلافات وقد يؤدي إلى صراعات وتنافسات إضافية مستقبلا.
لكن ثمّة دلالات لهذا الحدث والاهتمام الملحوظ عقب اتفاقية اعلان النوايا حيث يرى سياسيون وخبراء ان التقارب الإماراتي الاردني يهدف الى خلقة بيئة تطبيعيه في الاردن من خلال الاستثمارات وفي اضيق الحدود عن طريق زج شركات صهيونية في هذه الجوانب.
وهنا حصريا يعتقد بأن بروتوكولات الموانئ في العقبة برعاية مؤسسة موانئ أبو ظبي قد تشهد لاحقا ظهور شركاء صهاينة في خطوط الملاحة على البحر الأحمر.
وأجمع العديد من المحللين أن خطوة الانفتاح المباشر والعلني هو تقديم تنازلات كثيرة قد لا تكون مقتصرة فقط على هذه الخطوة، بل خطوات أخرى متتالية وبالمجان تسعى من خلالها تنفيذ برامج استثمارية لكي تنجح مشاريعها الممولة صهيونيا على حد قولهم وبالشراكة مع الاستثمارات الإماراتية ضمن معطيات المرحلة الإبراهيمية.
ويوجد تخوّف في ظل هذا التعاون على مستوى البلدين من أن تكون هناك أنشطة منظمة لاستلاب المزيد من ثروات الاردنية في ظل أن الإمارات على مدى العقدين الماضيين توسعت بشكل ملحوظ داخل العديد من الدول ، وفي مشروعات إدارة الموانئ والزراعة وقطاع الاتصالات خصوصا.
ويشار أن مجموعة موانئ أبو ظبي تعتبر رائدة في مجالات التجارة والخدمات اللوجستيَّة، محليَّاً وإقليميَّاً وعالميَّا.
(فلسطين اليوم)