مرايا – أطربت أم كلثوم الملايين في شتى بقاع العالم من ثلاثينيات القرن الماضي حتى الآن، كما كانت تستمتع هي بحفلاتها وأغانيها، وكأنها من أشد المعجبين المتيمين بهذا الصوت الذي قل الزمان أن يجود بمثله.
في إحدى حفلات عرض فيلم «وداد»، جلست الآنسة أم كلثوم بطلة الفيلم تشاهد العرض من مقصورة خاصة مع بعض أصدقائها وبدأ العرض وبدأت وداد تغني إحدى مقطوعاتها الساحرة وفق أخبار اليوم.
وتلفت أحد الأصدقاء إلى الآنسة أم كلثوم ليهنئها على هذا الصوت الملائكي الحنون وإذا به يراها وقد بلل الدمع عينيها وفاض منهمرا على الخدين واختفت الكلمات بين شفتي الصديق وأخذ يخالس أم كلثوم النظر فإذا به يراها كلما أنشدت وداد إحدى أناشيدها تهتز لها طروبة مأخوذة كما قد يطرب لها أي إنسان ليست بينه وبين وداد أية صلة حتى من بعيد لبعيد .
الآنسة أم كلثوم تطرب من صوتها وتهتز له نشوة وارتياحا وكثيرا ما تختلي في غرفتها الخاصة بالفوتغراف وباسطوانات أم كلثوم ويقال إن لديها منها مجموعة كاملة ثم تتمدد على أرض الغرفة مخفية وجهها بين يديها وتأخذ في سماع أغانيها المختلفة وكلما أعجبتها «حركة» صاحت كما يفعل أي سميع في مثل هذه الظروف.
ثم جرت إلى الفوتغراف وأعادت الحركة التي أطربتها ولم يكن ينقصها إلا أن تقدم لها الزهور، ومسكين المنديل الذي يقع بين يديها في مثل هذه الظروف العصيبة وتستهلك ثومة من المناديل بمعدل إثنين أو ثلاثة على الأقل لكل أسطوانة، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة 1936.
وكل من رأى الآنسة أم كلثوم وهي تغني ومن في مصر لم يرها لاحظ ولا شك تلك العصبية التي تملكها أثناء الغناء وكيف تأخذها النشوة والطرب حتى لتنسى نفسها أحيانا.
فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي الشهيرة بكوكب الشرق أم كلثوم، ولدت لأسرة متواضعة في قرية طماي الزهايرة بمركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، وكان والدها الشيخ إبراهيم، إمام ومؤذن مسجد في القرية.-(وكالات)