مرايا – سادت حالة من الغضب الشعبي والفصائلي الفلسطيني، بسبب تواصل اعتقالات وانتهاكات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما بعد وفاة ناشط على إثرها.
وتوفي الشاب الفلسطيني أمير عيسى اللداوي مساء الثلاثاء، وهو من مخيم “عقبة جبر” قضاء أريحا، متأثرا بإصابته عقب ملاحقة أجهزة أمن السلطة لمركبة كان يستقلها مع مجموعة من النشطاء الفلسطينيين ما تسبب في انقلابها، خلال موكب استقبال الشيخ الأسير المحرر شاكر عمارة، عقب إطلاق سراحه من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
#فيديو عائلة الشـهــيــد أمير عيسى اللداوي تتسلم جثمانه من مستشفى رام الله الحكومي، والذي استشهد على إثر اصابته بفعل ملاحقة أجهزة أمن السلطة لمركبته أثناء استقبال أسير محرر بمخيم عقبة جبر قضاء أريحا قبل أيام pic.twitter.com/4b8YTFkZtk
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 22, 2021
وطالبت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في فلسطين، السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، “بالتوقف فورا عن ممارساتها بحق الشرفاء من أبناء شعبنا، ومحاسبة المتسببين بهذه الجريمة البشعة”.
وجاء في بيان مشترك: “تمادت أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة بأعمالها وإجراءاتها الإجرامية بحق أبناء شعبنا وأسراه المحررين، الذين يقومون بواجبهم في مقاومة الاحتلال ومستوطنيه”.
واستنكرتا “بأشد العبارات هذه الجريمة”، وطالبتا “السلطة بضرورة وقف التنسيق الأمني البغيض، الذي يخدم الاحتلال ومخططاته الأمنية في ملاحقة أبناء شعبنا”.
ودعت الحركتان “الشرفاء في حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، إلى ضرورة الوقوف عند مسؤولياتها والمطالبة بمحاكمة الفاعلين”.
وأكدتا أن “تكرار مثل هذه الأفعال كما حدث مع الناشط نزار بنات، له تداعيات خطيرة على وحدة شعبنا ومستقبل قضيتنا”.
ونبهتا إلى أن “السلاح الموجه ضد أبناء شعبنا ويحمي الاحتلال ومستوطنيه، هو سلاح مشبوه يجب أن يتم وقفه، وعدم السكوت عنه لينال من وحدة الشعب ومقاومته”.
ولفت البيان المشترك، إلى أنه “رغم كل المحاولات البائسة من الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، فإنها لن تنال من عزيمة شعبنا ومقاوميه، وستستمر مسيرة الكفاح حتى التحرير”.
ولقي الأمر غضبا في مواقع التواصل الاجتماعي، تنديدا بممارسات أمن السلطة المتكررة ضد النشطاء الفلسطينيين، والانتهاكات التي تقوم بها باستمرار.
استشهاد الشاب أمير اللداوي على يد أجهزة أمن السلطة متأثرا بإصابته خلال ملاحقتها له وهو يستقل سيارة ويحمل راية لحركة حماس، تمثل جريمة حقيقية، وتعد صارخ لكل الخطوط الحمر ، وتأكيد حسم السلطة وأجهزتها الحالية موقفها أنها في اصطفاف مع الرؤية الأمريكية الإسرائيلية للمنطقة.
— سامي الشاعر (@jsami1981) December 22, 2021
تخيلوا لو امير اللداوي توفي في غزة أثناء ملاحقته من أجهزة الأمن لانه يحمل راية صفراء مثلا ؟!
تخيلوا ردة الفعل كيف ستكون عارمة
لكن طالما أنه من الضفة وكان يحمل راية خضراء والمتهم سلطة فتح ..فلن تسمع صوت الكلاب النابحة التي لا شك أنها شريك في كل جرائم السلطة بحق الشعب ..
— Asem alkahlout 🇵🇸💚 (@asem190asem) December 21, 2021
لا حول ولا قوة الا بالله، نتقدم بالتعزية من آل الشهيد الشاب أمير عيسى أبو خالد اللداوي، والذي أصيب بفعل ملاحقة قوات أمن السلطة لسيارته أثناء استقبال أسير محرر بمخيم عقبة جبر قضاء أريحا
ما الذي تفعله قوات السلطة؟! وما دورها والى أي منحدر تسير؟ندعوا عقلاء فتح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه— إبراهيم المدهون غزة Ebrahem Elmadhoun (@ibmadhun) December 21, 2021
اللداوي شهيداً، بفعل السلطة.. pic.twitter.com/kblm7DKXVi
— Ali Hajajra (@AliHajajra) December 22, 2021
وفي سياق متصل، تواصل أجهزة السلطة نهج الاعتقالات على “خلفية سياسية” في مختلف مناطق السلطة الفلسطينية.
وأكدت مصادر فلسطينية، أن “عناصر من جهاز مخابرات السلطة في محافظة طوباس، اختطفت قبل أيام الشاب يوسف أنيس أبو محسن (23 عاما)، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت”.
وعبرت المصادر في حديثها لموقع “عربي21″، عن خشية عائلته ووالده المقعد على مصير ابنهم يوسف، خاصة بعدما تم تحويلة إلى “مسلخ أريحا”، وفق تعبيرها.
وأوضحت أنه “مر على اختطاف يوسف أربعة أيام، ولم يسمح لمحاميه الخاص بالزيارة أو معرفة أي معلومات عن مصيره ووضعه الصحي”، منوهة إلى أنه “مضرب عن الطعام منذ لحظة اختطافه، ولديه محكمة اليوم في أريحا”.
ولفتت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها خشية الملاحقة، إلى أن “الطالب يوسف، اعتقل مرات عدة من أجهزة السلطة (وقائي ومخابرات) والاحتلال، على خلفية الانتماء للكتلة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة حماس)، وهو على وشك التخرج من الجامعة، بعدما تأخر بسبب تلك الاعتقالات”.
وفي تعليقه على ملاحقات أجهزة السلطة للنشطاء ووفاة اشاب أمير اللداوي، أدان رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني “حشد” الناشط والمختص الحقوقي صلاح عبد العاطي، “كل عمليات الاعتقال السياسي والاعتداء على مواكب الأسرى”.
وفي حديثه لموقع “عربي21″، طالب الحقوقي السلطة الفلسطينية بـ”احترام الحقوق والحريات وسيادة القانون، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين”.
وأكد أن “الاعتقال السياسية جريمة بنص القانون الأساسي، وعدا عن كونها جريمة وطنية، هي تمس بالنسيج والعلاقات الوطنية والاجتماعية، وهذه ممارسات مدانة”.
ونبه عبد العاطي، إلى أن “هناك خطورة شديدة من ارتفاع وتيرة الاعتقال على خلفيات سياسية والاعتداء على مواكب الاحتفال بالإفراج عن الأسرى (في الضفة)، وهذا أمر خطير، يجب وقفه والالتزام بمبدأ سيادة القانون”.
وطالب رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني، “النائب العام الفلسطيني، بسرعة التحقيق في كل قضايا انتهاك الحقوق والحريات والاعتقالات على خلفية سياسية، ووقف محاكمة النشطاء على خلفيات الاحتجاج على مقتل الناشط نزار بنات وغيرها من الأحداث التي مرت بها الضفة الغربية”.