مرايا – أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، الحاجة لإيجاد مشروع ثقافي حضاري جامع يعيد لأمتنا العربية في الوطن والمهجر ولمنطقتنا دورها الإنساني والحضاري كما كانت مصدر إشعاع فكري طوال خمسة قرون متوالية في العصور الوسطى، ومركز ربط بين الشرق والغرب.

وتساءل سموه، خلال رعايته محاضرة بعنوان “مريم في المسيحية والإسلام” نظمها المعهد، بمشاركة عدد من الباحثين ورجال الدين المسيحي والإسلامي من لبنان والأردن ومصر، “كيف لنا أن ندمج العمق الديني والروحي للسيدة مريم في إثراء الحوار والارتقاء به إلى مفهوم الكرامة الإنسانية، ليكون الحدث نقطة تحول روحي في علاقتنا بأنفسنا والآخرين”.

من جانبه، تحدث النائب البطريركي للاتين في الأردن الأب الدكتور جمال خضر في مداخلته عن شخصية مريم العذراء خلال حياتها استنادا إلى النصوص الإنجيلية كامرأة ذات شخصية قوية كرست ذاتها للعمل بإرادة الله لتكون مثالا لكل إنسان منذ قبلت ببشارة الملاك لها.

وقدمت رئيسة مؤسسة أديان في لبنان، الدكتور نايلة طبارة، قراءة لشخصية السيدة مريم بوصفها امرأة مؤمنة ومثالا حسنا للمؤمنين، عبر عرضها لجوانب من شخصية العذراء في الإسلام؛ فهي المصطفاة؛ المذكرة بعظمة الله؛ صاحبة الفكر النقدي؛ الصادقة؛ والفاعلة بقوة الله تعالى.

بدورها، قالت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية، الدكتورة رينيه حتر، إن مريم عليها السلام مثال للمحبة اللامحدودة التي تتطلب قوة وشجاعة للوصول إلى الإيمان الكلي الراسخ، وأن ما ينقصنا اليوم هو هذه المحبة غير المشروطة، والتضحية من أجل الآخر والاقتراب منه بتواضع وتفهم وتعاطف حتى نصل إلى حوار إنساني حقيقي.

وجاء تنظيم المحاضرة، التي أدارها أستاذ الأديان المقارنة بجامعة آل البيت والمستشار الأكاديمي في المعهد الملكي، الدكتور عامر الحافي، إيمانا من المعهد بأهمية تعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وتسليط الضوء على الجوامع المشتركة، وبناء مجتمع يؤمن بالتسامح والتعددية.

(بترا)