مرايا – أصدرت محكمة الجنايات الكبرى، اليوم الأربعاء، حكما بالمؤبد بحق متهم قتل طفله البالغ من العمر7 سنوات بعدما أقدم على تعذيبه بطريقة بشعة لا تمت للإنسانية بصلة.
وغطت آثار التعذيب من كدمات وحروق أكثر من نصف جسم الطفل، وما لبث أن فارق الحياة.

وأُعلن القرار خلال جلسة علنية عقدت برئاسة القاضي عماد الخطايبة وعضوية الدكتور القاضي طارق الشقيرات وطارق الرشيد وبحضور مدعي عام الجنايات الكبرى.

وجرمت المحكمة المتهم بجناية القتل مع تعذيب المقتول “بشراسة” قبل قتله سندا لأحكام المادة 327\4 من قانون العقوبات.

ووفقا لما جاءت به المحكمة من تفاصيل في قرارها، فإن المتهم هو والد الطفل المغدور البالغ من العمر7 سنوات، حيث كان المتهم يمضي فترة عقوبة حكم بها عليها من قبل محكمة أخرى لمدة 7 سنوات.

وخلال إمضاءه للعقوبة كانت زوجته قد أقامت دعوى طلاق وحصلت عليه، وبقي الطفل المغدور يقيم في منزل جده لأبيه.

وفي العام 2019 أفرج عن المتهم بعد انتهاء محكوميته وانتقل للعيش في منزل والدته مع ابنه المغدور.

وخلال فترة الإقامة اعتاد المتهم على ضرب ابنه المغدور بيديه وحرقه بالنار كونه كان يعتقد أن ابنه قد تعرض لـ”اعتداء جنسي”.

وقبل 35 يوما من تاريخ الجريمة في شهر أيلول/سبتمبر من عام 2019، أقدم المتهم على ضرب ابنه المغدور ضربا مبرحا وحرقه بملعقة طعام ساخنة وضعها على جسم ابنه ومنعه من الذهاب للمدرسة لمدة 35 يوما.

وقبل الجريمة بيومين أقدم المتهم مرة أخرى على ضرب ابنه وتشاجر مع والدته حيث قام بتحطيم موجودات المنزل، الأمر الذي دعا والدة المتهم إلى ترك المنزل والعيش في منزل ابنها الآخر، وبقي الطفل مع والده المتهم في المنزل.

وكرر الجاني ضرب الطفل باستخدام “كيبلات” كهربائية و”برابيش” بلاستيك و”ماسورة معدنية”، وحرقه بالنار وواصل ضربه حتى فارق الحياة في المنزل.

بعدها أخذ المتهم ابنه إلى أحد المراكز الصحية لمعرفة سبب فقدانه للوعي، لتبين هناك أن الطفل فارق الحياة، حيث جرى إبلاغ الشرطة التي تحركت إلى منزل المتهم، وضبطت الأدوات التي استخدمها في تعذيب ابنه، كما التقطوا عينات من الدماء على المضبوطات تعود للطفل المغدور.

كما تم ضبط ملعقة صغيرة عليها آثار حرق كان المتهم يعمد على تسخينها وحرق ابنه المغدور بها.
وفي أثناء تشريح جثة الطفل وجدت كدمات وانسكابات دموية واسعة وآثار حروق، حيث شملت 65 في المئة من جسم الطفل.

وقالت المحكمة في قرارها “بأن المتهم استمر في ضرب ابنه المغدور ضربا مبرحا وحرقه وتعذيبه وتوقع وفاته، ورغم ذلك قَبِل بالمخاطرة واستمر بأفعال الضرب والتعذيب حتى فارق الطفل الحياة. وهذا يؤكد وجود قصدا احتماليا لديه لقتل ابنه”.